قال مسؤول كبير بالبنك المركزي اليمني يوم الخميس ان اليمن يرى تهافتا على شراء الدولار الامريكي مع سعي الناس لالتماس الامان في السيولة في ظل الاحتجاجات المتنامية في الشوارع التي تضغط على الرئيس علي عبد الله صالح لكي يتنحى. وأبلغ ابراهيم النهاري وكيل البنك المركزي لقطاع العمليات المصرفية الخارجية رويترز ان البنوك التجارية أصبحت عاجزة بشكل مؤقت عن تلبية الطلب على العملة الصعبة وهو ما دفع البنك المركزي لامداد البنوك بسيولة لسد الطلب المتنامي. ويقول يمنيون انهم وجدوا صعوبة في سحب دولارات من حسابات مصرفية في الايام القليلة الماضية وانهم حصلوا في بعض الاحيان على أقل مما طلبوه. وأضاف النهاري في رد مكتوب على اسئلة ان التطورات الاخيرة أدت الى تزايد الطلب على الدولار وان ذلك تجلى في شكل من التهافت على سحب الدولار من الافراد والشركات على السواء من حساباتهم الدولارية لدى البنوك. وأدت أسابيع من الاحتجاجات على حكم صالح المستمر منذ 32 عاما في البلد الفقير الذي ينشط فيه جناح لتنظيم القاعدة الى تنامي المخاوف من انزلاق البلاد الى مزيد من الصراع. وزادت انشقاقات الوزراء والقادة العسكريين وزعماء القبائل والدبلوماسيين منذ أن فتح مسلحون موالون لصالح النار على المتظاهرين يوم الجمعة وهو ما أسفر عن مقتل 52 شخصا. وقال النهاري ان البنوك التجارية لا تحتفظ في العادة بكميات كبيرة من الدولارات في خزائنها وانها وصلت الى مرحلة مؤقتة من العجز عن سد الطلب على العملة الاجنبية. وأضاف أنه لكي يعالج البنك المركزي ذلك قام بالاتصال بكل البنوك وطلب منها اتخاذ اجراءات لحل هذه المشكلة وضمان تلبية طلبات عملائها. وقال انه الى أن يتحقق ذلك في نهاية المطاف فان البنك تدخل وأمد البنوك بالدولار الذي يحتفظ به عادة لاغراض تتعلق بالبنك المركزي. لكنه لم يذكر المبالغ التي أعطاها المركزي للبنوك. وقال النهاري ان الاحتياطيات الاجنبية لدى البنك المركزي تراجعت الى 5.7 مليار دولار مقارنة مع 5.8 مليار قبل شهر و5.9 مليار في نهاية 2010 لكنه اضاف ان اليمن سيتمكن من تعويض ذلك في العام الحالي. وقال ان البنك سيتمكن من تغطية الانخفاض خلال الفترة المتبقية من 2011 وذلك بدعم من أسعار النفط العالمية. واليمن هو البلد الثاني والثلاثين بين مصدري النفط في العالم والسادس عشر في تصدير الغاز الطبيعي المسال. ويقول تجار عملة ان سعر العملة اليمنية تراجع من نحو 214 ريالا مقابل الدولار قبل أسبوعين الى حوالي 232 ريالا مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن حكم صالح. وقال النهاري ان البنك المركزي لا يدافع عن سعر صرف معين لكنه يراقب الموقف ويتوقع أن تستقر العملة مضيفا أن الوضع السياسي سيتحسن. وأضاف أن التدفقات النقدية الاجنبية الجديدة من ايرادات الغاز الطبيعي المسال ستساعد اليمن. لكن شركة توتال الفرنسية قالت ان الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال -المنتج الوحيد للغاز المسال في البلاد- حذرت عملاءها من انقطاعات محتملة في الامدادات. وقال النهاري ان ما يحاول البنك المركزي فعله في الوقت الحالي هو تعزيز جهود المراقبة لمنع بعض المتعاملين من القيام بأنشطة المضاربة التي تظهر عادة وتنتعش في أوقات الازمات.