ارتفعت أسعار النفط قرب 116 دولارا للبرميل يوم الجمعة بعدما أثارت الاضطرابات في اليمن والمنطقة مخاطر بشأن صادرات الطاقة من منطقة الخليج . وأعلن متحدث بإسم مجموعة النفط والغاز النمساوية العملاقة التي يطلق عليها اختصارا (أو ام في) الجمعة وقف جميع اعمال المجموعة في اليمن ، بعد أن كانت قررت الثلاثاء الماضي اجلاءها 10 موظفين اجانب من اليمن ددون توقف كامل لأعمالها. وكانت حذرت شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال مشتري الغاز الطبيعي المسال من مشروعها اليمني حذرت من أن الشحنات يمكن أن تواجه تخفيضات بسبب تصاعد الاضطرابات السياسية رغم أن الصادرات لا تزال طبيعية حتى الان. وينتج اليمن نحو 290 ألف برميل يوميا من النفط أغلبه للتصدير كما يصدر نحو 0.9 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي المسال. وقال المتحدث باسم المجموعة النمساوية باول رايتر في بيان صحافي الجمعة أن مجلس ادارة المؤسسة قرر اجلاء كافة العاملين في المجموعة النمساوية للنفط والغاز من اليمن ، وعزت ذلك إلى ان حياة العاملين الأجانب أصبحت في خطر بسبب تردي الاوضاع السياسية والامنية. وطبقا لوكالة الانباء الكويتية فقد جاء في البيان بان 460 مهندسا وعاملا تابعين للمجموعة النمساوية يعملون في مجال التنقيب عن النفط والغاز في اليمن الا ان الاضطرابات السياسية وتردي الوضع الامني اجبر المجموعة على سحب موظفيها. وأضاف نتيجة للتصعيد والمواجهة بين المحتجين اليمنيين والحكومة وتفجير بعض خطوط نقل النفط التي اقامتها الشركة النمساوية فقد اتخذ مجلس ادارة الشركة في فيينا قرارا هذا الاسبوع يقضي بسحب ما تبقى من العاملين في اليمن وعددهم 60 شخصا والاعتماد على كادر يمني بسيط للاشراف على اعمال ومعدات الشركة. وتعمل مجموعة النفط والغاز النمساوية منذ عام 2003 في اليمن حيث استثمرت اموالا طائلة في التنقيب عن النفط والغاز وباتت معرضة لخسائر كبيرة بسبب الاحداث هناك. وتمتلك الشركة النمساوية استثمارات هائلة في مجال الطاقة وخصوصا في انتاج وتكرير النفط الخام والغاز الطبيعي في اكثر من 20 دولة تقع في ثماني مناطق اقليمية هي وسط اوروبا وشمال افريقيا وشمال غربي اوروبا والشرق الاوسط واستراليا ونيوزيلندا وروسيا ومنطقة بحر قزوين. أسعار النفط الجمعة بحلول الساعة 1150 بتوقيت جرينتش –وفقا ل"رويترز" تشير إلى صعود عقود برنت تسليم مايو أيار خمسة سنتات الى 115.77 دولار بفارق نحو أربعة دولارات عن أعلى مستوياته في عامين ونصف العام البالغ 120 دولارا للبرميل والمسجل قبل شهر في حين ارتفع سعر الخام الامريكي 20 سنتا الى 105.80 دولار للبرميل. وتوقفت صادرات ليبيا النفطية البالغة نحو 1.3 مليون برميل يوميا ما حد من الطاقة الانتاجية الفائضة اذا بدأت السعودية ودول أخرى في أوبك زيادة انتاجها ما أثار المخاوف من قدرة المنظمة على سد أي نقص أكبر في الامدادات. وأبرز هذا الحديث عن مخاطر ارتفاع جديد في الاسعار مع استمرار التوترات في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا اللذين ينتجان معا أكثر من ثلث النفط في العالم. وقال توني ماتشاسيك السمسار في باتشي للسلع الاولية في لندن "في ظني ان سوق النفط مرشحة للارتفاع لا للهبوط...هناك الكثير من الامور المجهولة التي قد تضر بالعرض." وتسببت الاحتجاجات المتنامية في الشوارع اليمني في تهافت على شراء الدولار الامريكي مع سعي الناس لالتماس الأمان في السيولة. وأوضح وكيل البنك المركزي اليمني لقطاع العمليات المصرفية الخارجية ابراهيم النهاري أن البنوك التجارية أصبحت عاجزة بشكل مؤقت عن تلبية الطلب على العملة الصعبة، وهو ما دفع البنك المركزي لامداد البنوك بسيولة لسد الطلب المتنامي. ويقول يمنيون إنهم وجدوا صعوبة في سحب دولارات من حسابات مصرفية في الايام القليلة الماضية وأنهم حصلوا في بعض الاحيان على أقل مما طلبوه. وأشار النهاري إلى أن التطورات الاخيرة أدت الى تزايد الطلب على الدولار وأن ذلك تجلى في شكل من التهافت على سحب الدولار من الافراد والشركات على السواء من حساباتهم الدولارية لدى البنوك. وأضاف أنه لكي يعالج البنك المركزي ذلك قام بالاتصال بكل البنوك وطلب منها اتخاذ إجراءات لحل هذه المشكلة وضمان تلبية طلبات عملائها. وأكد أنه إلى أن يتحقق ذلك في نهاية المطاف فإن البنك تدخل وأمد البنوك بالدولار الذي يحتفظ به عادة لاغراض تتعلق بالبنك المركزي. لكنه لم يذكر المبالغ التي أعطاها المركزي للبنوك. ولفت النهاري إلى أن الاحتياطيات الاجنبية لدى البنك المركزي تراجعت إلى 5.7 مليار دولار مقارنة مع 5.8 مليار قبل شهر و5.9 مليار في نهاية 2010، مضيفاً أن اليمن سيتمكن من تعويض ذلك في العام الحالي. وقال إن البنك سيتمكن من تغطية الانخفاض خلال الفترة المتبقية من 2011، وذلك بدعم من أسعار النفط العالمية. واليمن هو البلد الثاني والثلاثين بين مصدري النفط في العالم والسادس عشر في تصدير الغاز الطبيعي المسال. ويقول تجار عملة إن سعر العملة اليمنية تراجع من نحو 214 ريالاً مقابل الدولار قبل أسبوعين إلى حوالي 232 ريالاً مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن حكم صالح. وذكر النهاري أن البنك المركزي لا يدافع عن سعر صرف معين لكنه يراقب الموقف ويتوقع أن تستقر العملة، مضيفاً أن الوضع السياسي سيتحسن. وأضاف أن التدفقات النقدية الاجنبية الجديدة من ايرادات الغاز الطبيعي المسال ستساعد اليمن. لكن شركة توتال الفرنسية قالت إن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال - المنتج الوحيد للغاز المسال في البلاد - حذرت عملاءها من انقطاعات محتملة في الامدادات. وأكد النهاري أن ما يحاول البنك المركزي فعله في الوقت الحالي هو تعزيز جهود المراقبة لمنع بعض المتعاملين من القيام بأنشطة المضاربة التي تظهر عادة وتنتعش في أوقات الازمات. ( وكالات )