يسود مدينة تعز منذ أيام موجات عارمة من الاستياء فقد عبر المواطنين عن تذمرهم الشديد من تعسفات النظام من الأساليب اللانسانية التي ينتهجها لأشغال الناس في أمور معيشية فالمدينة تعاني من أزمة خانقه جراء انعدام خدمات بمثابة عصب للحياة تتمثل في الماء ، الغاز المنزلي ، البترول ، الديزل والكهرباء.. فالمشهد الغالب على المحافظة هذه الايام الطوابير المتقاتلة أمام محلات بيع الغاز المنزلي ومحطات مشتقات الوقود .. النساء والرجال وخصوصا " الشيوبة " والعجائز (الذين يتباكى عليهم النظام ) يقفون في طوابير طويلة للحصول على اسطوانة غاز وفي نهاية المطاف ربما لا يحصلون عليهم لنفاذ الكمية والتي عادة لا تتجاوز الستين اسطوانة غاز لطوابير تتجاوز أعدادهم المئات .. كما أن انقطاع الماء عن معظم الحارات لفترة تصل إلى أكثر من شهر يشكل عبئا إضافياً على المواطن الذي بالكاد يكافح من اجل لقمة عيش تسد رمقه.. وانقطاع الكهرباء لعدة ساعات ولعدة مرات في اليوم وانعكاسات ذلك على كافة مناحي الحياة من تعطل للأعمال في المكاتب والأجهزة الحكومية والشركات والورش ..والكل يتساءل عن نهاية المطاف التي يريد النظام ايصال وضع البلاد إليها . ويبدو أن النظام ينتهج سياسة جديدة ، فبعد أن فشلت ورقة العنف المفرط الذي مارسه ضد أبناء شعبه واتضح له فشل هذه الورقة فالعنف لم يزيد هذا الشعب إلا صموداً ومؤازرة لأبنائهم وإخوانهم من شباب الثورة ..لقد تأكد للجميع ان النظام بدأ مؤخراً باللعب على ورقه أخرى تمس عصب حياتهم ظناً منه بأنه باللعب على هذه الورقة سيولد غضباً وانقلاباً على الثورة والعودة إلى ما يسمى بالشرعية الصندوقية .. لكن هذا النظام سيفاجأ مرة أخرى بصمود ابناءً الشعب عامة وأبناء تعز الابيه على وجه الخصوص وسيدرك قريباً بأنه لم يجيد اللعب على هذه الورقة الخاسرة.. بحسب افادة مواطنين بسطاء من شوارع تعز. وأخذت المسيرات التي تشهدها المدينه طابع اليومية ، وهو جزء من التصعيد الذي صرح به شباب الثوره ، حيث خرجت مسيره شبابيه صباح اليوم تقدر بعشرات الآلاف جابت بعض شوارع المدينة مطالبة برحيل النظام ، كما خرجت مسيره عصر اليوم لسائقي الدراجات النارية اللافت فيها ارتدائهم عصابات حمراء ربطت على جباههم كُتب عليها باللون الأبيض إرحل. كما خرجت مسيرة لمناصري الحزب الحاكم صباح اليوم من احد مقرات الحزب في تعز لا يتجاوز عددها الخمسة والعشرين فردا مارة بشارع 26 سبتمبر ترفع شعارات وتصرخ بهتافات " لاحزبية ولا احزاب ثورتنا ثورة شباب " ، الأمر الذي أثار تساؤلات في الشارع عن ماهية النوايا المبيتة من وراء إخراج هذه المسيرة ، خصوصا وان معظم الذين يتقدمونها معروفون بانتمائهم الحزبي. هذا وصرح مصدر ل " التغيير " بأنه سيتم عقد اجتماع يوم السبت القادم في دار الصفاء (الدار ملك لاحدى الشخصيات المعروفة في تعز) وسيضم الاجتماع مجموعة من شباب ساحة الحريه في تعز وعدد من المشائخ والاعيان والتجار المنضوين تحت اسم تكتل أحرار تعز وذلك لمناقشة وترتيب آلية توجه وفد من شباب الثورة في تعز إلى مدينة عدن لدعم ومؤازرة اخوانهم شباب الثورة في المحافظات الجنوبية.