مع استمرار الأزمة الخانقة في الوقود وخاصة مادتي البنزين والديزل لجأ اليمنيون إلى وسيلة بديلة تتمثل في استخدام مادة الغاز المنزلي لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة والسيارات التي توقفت الكثير منها خلال الأسابيع الماضية بفعل النقص الحاد في الوقود. ففي مقابل الأزمة المتفاقمة في البنزين والديزل عادت الأمور إلى طبيعتها بالنسبة للغاز المنزلي ليشكل بديلا بالنسبة لكثير من أرباب المنازل الذين يعتمدون على مولدات خاصة للإضاءة, وأيضا بالنسبة لكثير من سائقي السيارات التي تعمل بالغاز والذين باتوا يعتمدون الغاز لتشغيل سياراتهم سواء أولئك الذين يقودون سيارات ليموزين تعد المصدر الوحيد للدخل والإنفاق على أسرهم أو من يمتلكون سيارات خاصة لا غنى لهم عنها في قضاء حوائجهم وإنجاز الكثير من أعمالهم. وكانت أزمة الكهرباء العمومية بفعل أعمال التخريب التي تعرضت لها المحطة الرئيسية في مأرب قد ساعدت في انتشار المولدات الكهربائية الصغيرة صينية الصنع ذات الاستخدام المنزلي, غير أن المواطن اليمني الذي أنفق من مدخراته لشراء مولد كهربائي خاص وجد نفسه في وقت لاحق غير قادر على الاستفادة من المولد بفعل انعدام مادة البنزين فكان اللجوء الى بديل مبتكر وهو الغاز المنزلي. ويقول محمد صالح وهو مالك متجر في صنعاء لبيع المولدات الكهربائية المنزلية ل "العربية نت" إن ميزة المولدات الصينية إضافة إلى أثمانها غير الباهظة والتي تتراوح بين 100 الى 500 دولار هو أنها قابلة للتشغيل اعتمادا على الغاز المنزلي كما هو الحال بالنسبة لمادة البنزين, غير أنه في المقابل لم يستفد من هذه الميزة مالكوا المولدات التي تعتمد أساسا على مادة الديزل وبالتالي هناك جزء من اليمنيين لا زال يعيش المشكلة كما هي. أما المواطن محمد عبد الغني فيقول: عانينا كثيرا بسبب أزمة الكهرباء العمومية واضطررنا لشراء مولد خاص لكن سرعان ما تبخرت أحلامنا بفعل انعدام البنزين فكان علينا أن نعاني في الظلام لأكثر من أسبوعين قبل أن نكتشف أن المولد يمكن تشغيله بالغاز المنزلي, وساعدنا ذلك كثيرا في توفير الإضاءة وفي تمكيننا من مشاهدة التلفزيون ومتابعة الأخبار المتعلقة بالأزمة السياسية الراهنة في اليمن. وفي السياق ذاته فإن أصحاب السيارات ذات الوقود المزدوج والتي تعمل بالبنزين أو الغاز وجدوا أنفسهم أمام انفراجة حقيقية بفعل اللجوء الى مادة الغاز المنزلي كبديل عن الوقوف في طوابير لعدة أيام أمام محطات البترول. ويقول محسن عبد الله وهو سائق سيارة أجرة أن أزمة الوقود الخانقة كادت أن تقطع مصدر رزقه لولا صديق نصحه بفكرة الغاز المنزلي الذي جعله يتنفس الصعداء مشيرا إلى أن استهلاكه اليومي كان عشرين لترا من غاز المحطات في الأيام الاعتيادية فيما أصبح الآن يحتاج الى اسطوانتين من الغاز المنزلي يوميا وبالرغم أن تفشي هذه الظاهرة قد يتسبب في أزمة على مستوى الغاز المنزلي إلا أن غياب البدائل وتفاقم أزمة المشتقات النفطية يجعل الكثير من السائقين يلجأون لذلك. وحول الفروق بين الغاز المنزلي والغاز الخاص بالسيارات يؤكد خبراء في هذا المجال أنه لا يتم استخدام "الغاز الطبيعي" كوقود للسيارات إلا بعد رفع ضغطه الى مستوى عال بما يمكن من توصيل الغاز الى الضغط المطلوب, كما يتم استخدام اسطوانات محكمة تحمل تلك الضغوط العالية ويتم تزويدها بمحبس سولونويد.