تتواصل المسيرات الاحتجاجية في مدينة ذمارجنوب العاصمة صنعاء المطالبة برحيل من أسمتهم ببقايا النظام وتشكيل مجلس انتقالي و" إنقاذ البلاد من أوضاع متدهورة لحياة المواطنين جرى أزمة الوقود ". و يبدوا أن المسيرات التي تجوب شوارع المدينة لم تعد تجدي كوسيلة تصعيد ضد نظام ، يرى أن المسيرات باتت مشهد مألوف ينتهي كل مرة عند ساحة الاعتصام. فيما يشتد الخناق على المواطنين جرى ازمات الوقود والكهرباء وانقطاع الماء عن سكان مدينه غنية بالمياه الجوفية الصالحة للشرب والتي شهدتها المدينة مؤخرا. فقد خرج مئات المواطنين بحثا عن الماء في المساجد وأماكن اخرى وشهدت عدة مساجد بالمدينة طوابير من النساء والأطفال تتزاحم أمام المساجد أملا في الحصول على الماء . وتستمر أزمة انقطاع المياه في المدينة منذ عدة أيام بعد أن أقدمت مجموعة قبلية بمنطقة حوض سامه بالقرب من معسكر للحرس الجمهوري , بتكسير أنابيب المياه وقطعها عن سكان المدينة . وتعد منطقة سامه المصدر الوحيد للمياه الجوفية للآلاف من المواطنين. وقال مسول محلي بالمدينة " قبائل من منطقة سامه كسرت انابيب الماء بسبب عدم توافر مادة الديزل لأهالي القرية " وأضاف أن لجنة وساطة بين قيادة المحافظة وقبائل اتفقوا على حل للمشكلة الا ان المواطنين لا زالوا يعانون من الازمة . ويقول المواطن علي غرباني" ان استمرارها قد يؤدي الى أوضاع كارثية لا يستطيع المواطن تحملها " . وأثرت أزمة الديزل وزيادة الطلب على صهاريج المياه في أسعارها حيث ارتفع سعر الواحد منها إلى 8000ريال " . ولم تقتصر أزمة الماء على سكان المدينة فقد طالت القرى والأرياف , حيث أفادت مصادر بان العديد من القرى شهدت انقطاع للماء بسبب عدم توافر مادة الديزل لتشغيل محطات المياه والآبار الجوفية التي تغذي سكان الريف بمياه الشرب . وحذر المزارعون من ان استمرار ازمة الوقود ومنها الديزل قد تسبب في تلف محاصيلهم الزراعية بالإضافة الى عدم توافر المياه الصالحة للشرب . وقال "أحمد الخربي " من سكان الريف , أن البعض لاجئ الى الشرب من البرك والمستنقعات الراكدة. ويتواصل "اللعب" بأسعار الديزل في السوق السوداء الى 9000ريال للدبة (20) لتر . وقال حسين المسعدي "مزارع" أنه أضطر الى شراء الديزل من السوق السوداء بأسعار مرتفعة وصل الى 90000ريال للبرميل (200لتر) . ويتهم المواطنون شركة النفط بالتسبب في ايجاد ازمة الوقود ودعم السوق السوداء وقال شهود عيان "للتغيير نت" ان شركة النفط بذمار تحتجز 20 قاطرة محملة بالبترول والديزل ويقول مالكي محطات وقود انهم رفضوا استلام حصصهم من الشركة بسبب المشاجرات والاشتباك بالرصاص بين المواطنين التي ترافق عملية البيع في المحطات وارجعوا السبب الى غياب الامن. ويقول مسول محلي أن لجنة مكلفة بالإشراف على توزيع المشتقات النفطية بمحافظة ذمار ضبطت عدد من المخالفات في عملية التوزيع والبيع. واضاف أن اللجنة ألزمت مالكي المحطات بالبيع المباشر بالسعر الرسمي في محاولة للقضاء على بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء. وأشار إلى أنه سيتم تقسيم المحافظة إلى عدة مربعات بهدف إيصال مادة الديزل إلى جميع المزارعين الذين يعتمدون على الديزل في ري مزروعاتهم خاصة وأن كثير من المحاصيل الزراعية أوشكت على التلف نظرا لشحة مادة الديزل. ويعاني المواطن من اوضاع معيشية سيئة بسبب أزمة الوقود حيث ارتفعت تعرفة النقل والمواصلات داخل وخارج المحافظة الى ثلاثة اضعاف عن التعرفة السابقة مما ادى الى ارتفاع في اسعار المواد الغذائية وشلت الحركة الاقتصادية داخل المدينة. ويتخوف المواطنون من انعكاسات سلبية سببها ازمة المشتقات النفطية وتدني الاوضاع المعيشية من انتشار عصابات النهب و السطو في ظل انفلات أمني تعيشه المدينة منذ فترة.