توقع العديد من المصادر السياسية في صنعاء أمس ان يتم الإعلان عن مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، ربما تتضمن إعلان الرئيس اليمني المصاب علي عبد الله صالح تنحيه عن السلطة، يوم الأحد المقبل، الذي يصادف الذكرى 33 لتسلمه السلطه في اليمن، إثر الضغوط الأمريكية عليه التي تطالبه بعدم العودة لليمن من مشفاه في الرياض التي يتعالج فيها منذ مطلع الشهر الماضي، إثر محاولة الاغتيال له ولكبار قيادات الدولة. وأرجعت هذه المصادر أسباب هذه التوقعات إلى الرحلة المكوكية التي قام بها مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان، إلى الرياض التي زار فيها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس الأول، ونقل إليه رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتعلق بالاسراع في نقل السلطة وعدم العودة لليمن، فيما وصل أمس إلى صنعاء والتقى بنائب الرئيس عبده ربه منصور هادي، ونجل الرئيس اليمني العميد أحمد علي عبد الله صالح، قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة. وذكرت أن برينان قام بهذه الزيارة، بعد ظهور صالح بأيام على شاشة التلفزيون بوضع صحي صعب، لإيصال الرسالة الأمريكية بشأن نقل السلطة في اليمن، التي لخّصت قناعة الإدارة الأمريكية بعدم صلاحية الرئيس صالح لقيادة البلاد، بسبب عجزه الصحي وبسبب ضغط الشارع اليمني الذي فجّر ثورة شبابية منذ مطلع شباط (فبراير) الماضي للمطالبة بتنحيه عن السلطة. وقالت ل'القدس العربي' ان برينان وصل إلى اليمن لإيصال الرسالة الأمريكية وموقف صالح منها، وكذا مناقشة ترتيب إجراءات تسليم السلطة في اليمن، التي لم يتم الكشف حتى اللحظة عن طبيعتها وعن الإطار السياسي الذي ستؤول إليه أو سيتسلمها. ورجّحت هذه المصادر أن تكون المبادرة الخليجية هي الآلية الوحيدة المطروحة حاليا لحل الأزمة السياسية في اليمن، التي جاءت بمباركة أمريكية وقبلت بها المعارضة اليمنية، فيما اشترط شباب الثورة التنحي الفوري لصالح عن السلطة وهو ما تحقق بمحاولة الاغتيال لصالح. وتقضي المبادرة الخليجية بنقل سلطة الرئيس إلى نائبه، وتشكيل حكومة توافق وطني تترأسها المعارضة، وإجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوميا، يعقبها إجراء تعديلات دستورية وانتخابات برلمانية وغيرها.