شددت الولاياتالمتحدة على انه كلما قاوم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الدعوات المطالبة بتنحيه عن السلطة استمرت بلاده في حالة عدم الاستقرار التي تشهدها حاليا ، فيما تفيد تقارير صحفية بان صنعاء على موعد مع مواجهات عسكرية مسلحة واسعة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند في تصريح للصحافيين في معرض ردها على سؤال بشأن ارجاء صالح لتوقيعه على مقترح مجلس التعاون الخليجي لتسليم السلطة في اليمن ان المجتمع الدولي يستمر في القول علنا وبشكل خاص ان "مجلس التعاون الخليجي يقدم افضل سبيل للمضي قدما في اليمن". وحسب وكالة الانباء الكويتية "كونا" فان نولاند اشارت الى المخاوف بشأن استمرار حالة عدم الاستقرار التي يعيشها اليمن في حال استمرار صالح في الرئاسة وعدم تحقيق تطلعات الشعب اليمني.واضافت ان الولاياتالمتحدة تعمل مع مسؤولي ادارة الرئيس اليمني والمعارضة لصياغة خريطة طريق للمضي قدما في البلاد. إلى ذلك اشارت " الاتحاد الاماراتية " الصادرة اليوم الثلاثاء، إلى ان السلطات اليمنية امرت الاثنين بإخلاء كافة المؤسسات الحكومية، بما فيها المدارس والمراكز الطبية الأهلية، الواقعة في منطقة الحصبة، شمال غرب العاصمة صنعاء، ما أثار مخاوف من شن القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، هجوما عسكريا ضد أتباع الزعيم القبلي النافذ، صادق الأحمر، الذين يسيطرون على تلك المنطقة المكتظة بالسكان، منذ أواخر مايو الماضي. وتزامنت التوجيهات الحكومية مع مغادرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، العاصمة صنعاء، بعد أسبوعين من مفاوضات متواصلة مع الأطراف اليمنية المتصارعة، دون أن تفضي إلى أي نتائج ملموسة بشأن نقل السلطة في اليمن، ما دفع بدول غربية إلى التهديد بممارسة ضغوط أكبر على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لإجباره على التنحي، من خلال مشروع قرار مقترح في مجلس الأمن الدولي. من جهتها قالت " الخليج الاماراتية" ان العاصمة اليمنيةصنعاء بدأت تستشعر كوابيس الحرب، بعد أن غادر مبعوث الأممالمتحدةاليمن ، وان التوتر خيم على منطقة الحصبة وبقية مناطق العاصمة صنعاء، التي شهدت مؤخراً اشتباكات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جهة والقوات الموالية للثوار من جهة أخرى، مثل جسر الزبيري وقاع العلفي وشاعر هايل وشارع ،16 إضافة إلى ساحة التغيير ومنطقة مذبح، التي تقع في نطاقها قيادة الفرقة الأولى مدرع، وغيرها من المناطق، بعد أنباء تشير إلى قيام قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح بإخلاء المباني الحكومية في الحصبة من الموظفين وحشد قواتها إليها تمهيداً لاندلاع مواجهات جديدة مع مسلحي الشيخ صادق الأحمر . وبحسب سكان محليين يعيشون في هذه المناطق؛ فإن قوات الحرس الجمهوري انتشرت الاثنين في عدد من الأحياء المجاورة لمنطقة الحصبة، وأمهلت السكان ساعات عدة لمغادرة منازلهم، مشيرين إلى أنهم شاهدوا عدداً من القناصة يعتلون المباني المرتفعة . وأكد السكان أنهم تلقوا بلاغات من قوات الحرس بمغادرة منازلهم وإلا فإنهم يتحملون مسؤولية أية عواقب عما سيحدث، وهو ما يشير إلى وجود نية للنظام بإعادة قصف منطقة الحصبة، حيث يقع منزل الشيخ صادق الأحمر . وحسب الصحيفة ذاتها فان التصاعد المضطرد لمشاهد الصدام المسلح بين القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح والقوات الموالية للثوار، الذي شهده العديد من الشوارع والأحياء الرئيسة في العاصمة صنعاء، فرضت أجواء من التوجسات والقلق العام التي تجاوزت الأوساط الشعبية المحايدة إلى صفوف مكونات الثورة الشبابية والشعبية اليمنية ذاتها إزاء طبيعة تداعيات التصعيد العسكري على مسار المشهد الثوري ذي الطابع السلمي القائم في البلاد وإمكانية نجاح النظام في جر الشباب إلى صدام مسلح . اما " البيان " فقالت ان السكان في حي هائل بالجهة الغربية من العاصمة، بدءوا بإخلاء مساكنهم بعد انتشار عسكري كثيف في الاحياء من طرف القوات الموالية لصالح، وتلك التي انشقت عن نظام حكمه. وسادت حالة من الرعب في اوساط سكان العاصمة اليمنية، الذين يخشون من اندلاع حرب جديدة شبيهة بتلك الحرب التي وقعت في يونيو الماضي، خصوصا وان التعزيزات العسكرية من الجانبين استمرت طوال نهار الاثنين، في حين شوهد مسلحون موالون للنظام ومعارضون له يتمركزون في اسطح المؤسسات الحكومية، فيما يتمركز مسلحو الاحمر على المداخل المؤدية إلى منزل الزعيم القبلي المعارض الآخر عبدالله الأحمر.