جدد رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبوبكر العطاس تمسكه بخيار الفيدرالية بإقليمين، شمال وجنوب، وأوضح أنه طرح خيار الفيدرالية بإقليمين في إطار إعادة صياغة الوحدة بين الشمال والجنوب التي أعلنت في 22 مايو/ أيار 1990 عند انطلاق الحراك الجنوبي في سبتمبر/ أيلول 2007 لجعل الحراك في موقع الهجوم ولتفويت الفرصة على النظام للتحريض ضد الجنوب . وأوضح العطاس في حوار نشرته صحيفة “الأمناء” المحلية أن الوحدة تم القضاء عليها مع سبق الإصرار والترصد وأن شعب الجنوب عانى كثيراً من المآسي والأذى الذي طال هويته وسيادته وعبث بأمنه واستقراره ومؤسساته وتعرض لعملية نهب تاريخية غير مسبوقة لأراضيه وثرواته العامة والخاصة ووجه الحراك السلمي هو الآخر بعنف وحشي غير مسبوق . واعتبر العطاس أن الانسحاب من الوحدة سلمياً والقرار فيه لشعب الجنوب لن يتم إلا عبر بوابة الوحدة للحفاظ على وشائج الإخاء والمحبة أعظم وأغلى واهم من وحدة لايشعر أحد طرفيها برضا واطمئنان، كما أنها تشكل ركيزة وضمانة لصون وتنمية المصالح الكلية للشعب في التنمية والأمن والاستقرار في الشمال والجنوب على حد سواء . وقال إن الفيدرالية بإقليمين جنوبي وشمالي وبحدود ما قبل 22 مايو 1990 وبنظام حكم لامركزي في إطار الإقليم تمنح الفرصة لشعب الجنوب لاستعادة القرار على أرضه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وإعادة بناء مؤسساته على أسس مدنية وديمقراطية واستعادة هيبة القضاء والنظام والقانون ليسود الأمن والاستقرار ويزدهر الاقتصاد، وتمنح الفيدرالية الشيء نفسه للإقليم الشمالي، كما تتيح الفرصة لانسياب وتكامل مصالح الشعب شمالاً وجنوباً وفقاً للنظام والقانون . وأشار إلى أن الفيدرالية تمنح شعب الجنوب الذي يطالب بفك الارتباط بالوحدة الفرصة بعد فترة انتقالية، تعمل خلالها جميع الفعاليات الرسمية والشعبية لجعل الوحدة جاذبة، لاتخاذ القرار الذي يراه بحرية تامة . وفي إطار رفض الفيدرالية بأكثر من إقليم، أشار العطاس، المقيم في الخارج منذ ما بعد الحرب الأهلية عام ،1994 إلى أن “الأزمة في الأساس أزمة الوحدة التي أعلنت بين دولتي الشمال والجنوب وظهرت الأزمة في وقت مبكر، وأنه كانت هناك فرص لحلها، لكن الطرف الآخر، في إشارة إلى الرئيس علي عبدالله صالح وحلفائه، كان لديه نظرية لا وحدوية، مفادها أن الجنوب فرع ضال عاد لأمه، وهذا أعاق كل المحاولات الجادة لتصحيح مسار الوحدة . وأضاف قائلاً: “الحقيقة التي ستظل دائماً ساطعة هي أن الجنوب أصل اتحد مع أصل وحاولنا إقناع الإخوة بهذه الحقيقة أو النظرية دون جدوى، إذ لم يلتزم النظام الأسري المتهالك بنظريته ويتعامل مع الجنوب حتى كفرع له حقوق، بل على العكس فقد تصرف مع الجنوب والوحدة بمنطق القوة الغازية التي تضيف أرضاً لأرضها تتمدد عليها وتبسط نفوذها وتمده لمركزها”.