قالت مصادر في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وفي الحكومة الإسرائيلية إن الجانبين توصلا إلى التوافق على صفقة تبادل، في تطور يأتي بعد خمس سنوات من قيام عناصر فلسطينية بأسر الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، تخللها فشل عدة جولات من المفاوضات. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس عن مصادر في الحركة "تأكيد" إتمام الصفقة، مضيفاً أن رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، سيتحدث ليل الثلاثاء معلنا تفاصيل التبادل. كما ذكر المركز، بناء على معلومات من الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام، فإن الصفقة ستتم خلال أيام، وتشمل ألف سجين فلسطيني، بينهم نحو 300 من ذوي المحكوميات العالية، إضافة لسجناء من القدس وسجينات وعدد من الأطفال. ومن المقرر أن يعقد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق مساء اليوم يعرض فيها تفاصيل الصفقة. من جانبها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية أن التقارير الواردة من القدس وغزة تؤكد الاتفاق على صفقة بين إسرائيل وحماس على الإفراج عن الجندي شاليط مقابل ألف سجين فلسطيني. وأضافت الإذاعة أنه من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال الساعات المقبلة لإقرار الصفقة التي أوردت أنها "جرت في القاهرة،" ونقلت الإذاعة عن القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي قولها إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سوف يستعرض تفاصيل الصفقة بحذافيرها أمام الوزراء قبل المصادقة عليها. وأضافت القناة أن نتنياهو "سعى غلى إنجاز هذه الصفقة بأسرع ما يمكن إدراكا منه بأن عدم الاستقرار في بعض الدول العربية قد يعرّض حياة شاليط للخطر وربما لن يتم إنجاز هذه الصفقة أبدا." ولم تتوفر معلومات من الجانب الفلسطيني حول عدد السجناء الذين سيغادرون السجون الإسرائيلية، كما لم يصدر من مصر بعد ما يؤكد استضافتها للمفاوضات حول هذه الصفقة. ويأتي الحديث عن التوافق على الصفقة في وقت تعيش فيه السجون الإسرائيلية حالة من التوتر بعدما قرر السجناء الفلسطينيون توسيع دائرة إضرابهم احتجاجاً على ظروفهم. وكانت تل أبيب قد دخلت في عدة جولات للتفاوض مع الفصائل الفلسطينية التي يعتقد أنها مسؤولة عن أسر شاليط، ولكن المباحثات بين الجانبين كانت تصل إلى حائط مسدود على الدوام بسبب الخلاف حول أعداد من يمكن الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية وطبيعة الأحكام التي يواجهونها. وقد سبق أن قامت السلطات في مصر وألمانيا بالتوسط عدة مرات من أجل تسريع التوصل إلى الصفقة.