بدأ السعوديون بعد ظهر اليوم السبت مبايعة ولي العهد الجديد الامير نايف بن عبد العزيز اثر تعيينه خلفا لشقيقه الامير سلطان الخميس في حين ناشده ناشطون اطلاق سراح "الاف المعتقلين" لاسباب سياسية. وافادت وكالة الانباء الرسمية ان مبايعة المواطنين لولي العهد ستبدأ بعد الظهر في قصر الحكم في الرياض. واضافت ان المبايعة في المحافظات ستكون امام امراء المناطق غدا الاحد. وقد عين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ليل الخميس الجمعة وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز ولي عهد جديدا في المملكة الغنية بالنفط. وافاد الديوان الملكي في بيان ان الملك "قرر بعد الاطلاع على نظام هيئة البيعة وبعد ابلاغ رئيسها واعضائها اختيار الامير نايف وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية". وعبرت الاوساط الاعلامية عن ترحيبها بتعيين ولي العهد (77 عاما) مشيدة بصفات "رجل الدولة صاحب العزم والحزم". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وجه الجمعة تهنئة الى القيادة السعودية اثر اختيار الامير نايف وليا للعهد، مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة "تعرف وتحترم" التزامه مكافحة الارهاب. واضاف اوباما في بيان صادر عن البيت الابيض "اهنىء الملك عبدالله والسعوديين بعد اختيار الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية". وتابع "لقد خدم الامير نايف بلاده بتفان وامتياز اكثر من 35 عاما كوزير للداخلية، والولاياتالمتحدة تعرفه وتحترم التزامه بمكافحة الارهاب ودعم السلام والامن في المنطقة". واضاف ان "الولاياتالمتحدة ترحب بمواصلة الشراكة الوثيقة مع ولي العهد نايف في مناصبه الجديدة". ولدى اعلان وفاة الامير سلطان قبل اسبوع اعتبر اوباما ان الولاياتالمتحدة فقدت "صديقا غاليا دعم بحزم الشراكة العميقة والدائمة بين البلدين". واذا لم يكن تعيين الامير نايف موضع خلاف داخل العائلة المالكة، الا انه يثير مخاوف الاوساط الليبرالية التي اصدرت بيانا غداة تعيينه وليا للعهد يطالبه باطلاق سراح "الاف المعتقلين لاسباب سياسية" ورفع المنع المفروض على سفر بعض الناشطين "دون وجه حق". ويشرف الامير نايف وزير الداخلية منذ 1975، بنجاح على محاربة القاعدة وكل شكل اخر من الاحتجاجات. واعتبر الموقعون على بيان، وعددهم 91 ناشطا يمثلون مختلف التيارات بينهم عدد كبير من النساء، مسالة المعتقلين بانها "القضية الكبرى التي تؤرق جمعا كبيرا من المواطنين وكافة الهيئات والمؤسسات والافراد المعنيين بحقوق الانسان". وكانت جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم) التي اسسها 11 ناشطا حقوقيا واكاديميا عام 2009 اعلنت سابقا ان السلطات "تحتجز دون محاكمة الاف السجناء لاسباب سياسية". وطالب الموقعون ب"الافراج عن المتهمين في قضايا الراي ومن سجنوا دون مسوغ شرعي او قانوني ورفع حظر السفر عمن طالهم المنع دون وجه حق". وخاطب البيان الامير نايف الذي احتفظ بحقيبة الداخلية "لعل خير ما تستهلون به مسؤوليتكم الجديدة يا صاحب السمو هو انهاء معاناة ذوي المعتقلين وجمع شملهم بهم مما يبهج فرحتهم ويطوي صفحة بؤسهم ويقفل هذه الملفات جميعا". وتابع ان "خطوة من هذا القبيل ستفتح صفحة جديدة تواكب تطلعات الشعب في الانجازات المتوخاة". ويحتفظ الامير نايف بوزارة الداخلية منذ اكثر من 35 عاما ويعتبره السعوديون الشخص الاكثر كفاءة في محاربة القاعدة، كما انه قادر على قمع اي حركة معارضة اخرى. وادت الحملات الامنية الى فرار قادة التنظيم وعناصره باتجاه اليمن حيث اتحدوا مع الفرع المحلي تحت مسمى "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" التي تشكل تهديدا للمصالح السعودية. كما حلت اجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة اسامة بن لادن. وتم تكليف نجله الامير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتاهيل المتطرفين العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في اب/اغسطس 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر القاعدة قادما من اليمن.