قال الادعاء العسكري الأميركي في وثائق قضائية نشرت الاربعاء ان محكمة جرائم الحرب الأميركية التي ستحاكم المخطط المزعوم لهجوم فتاك استهدف سفينة حربية أميركية ليس من سلطتها الافراج عنه في حالة تبرئته. ويقول محامو الدفاع ان محاكمة عبد الرحيم النشيري السجين في غوانتانامو ستكون مجرد محاكمة مظهرية اذا لم يكن هناك احتمال فعلي في الغاء احتجازه في حالة عدم ادانته. ويمثل النشيري أمام المحكمة الاسبوع المقبل بالقاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو في كوبا لاتهامات بالتامر مع انتحاريين من تنظيم القاعدة لصدم قارب ملغوم بالمدمرة الأميركية كول بينما كانت ترسو باليمن عام 2000. وقتل 17 من البحارة الأميركيين في الهجوم وأصيب اكثر من 30 اخرين باصابات تتراوح بين كسور وارتجاج في المخ الى تضرر طبلة الاذن. ويمكن ان تصل عقوبة النشيري وهو سعودي يبلغ من العمر 46 عاما من أصل يمني الى الاعدام في حالة ادانته في اتهامات تشمل التامر والقتل والغدر. لكن الحكومة الأميركية تقول انه بغض النظر عن نتيجة المحاكمة فمن سلطتها احتجاز هذا المتامر المزعوم من تنظيم القاعدة حتى انتهاء الحرب الأميركية على الارهاب وهو ما يلزم احتجازه لما بقي له من عمر. ويريد محامو الدفاع ابلاغ المحلفين العسكريين صراحة بأن النشيري يمكن أن يعدم في حالة ادانته أو يحتجز طوال حياته في حالة تبرئته. وقالوا ان من الضروري أن يعلم المحلفون والمحامون وغيرهم من المشاركين في المحاكمة "ما اذا كانوا يشاركون في محاكمة لها نتائج حقيقية أو مجرد محاكمة اسمية يحدد فيها القرار السياسي الذي اتخذ بالفعل وتم التأكيد عليه بالنتيجة". ورد الادعاء بأن سلطة المحكمة العسكرية التي تحاكم النشيري باتهامات متعلقة بجرائم حرب تنفصل تماما عن سلطة الحكومة التي تمكنها من احتجاز الاسرى من تنظيم القاعدة وحركة طالبان لابعادهم عن ساحة المعارك. وقال أيضا ان محكمة غوانتانامو التي تعرف رسميا كمفوضية عسكرية ليس لها سلطة قضائية على الحكومة. وذكر أن محاكمة النشيري لها مغزى وأهمية لانها ستضمن "بحثا كاملا وعادلا يستند الى المبادئ" للاتهامات الموجهة له. وأضاف الادعاء "ليست هناك نتيجة محددة سلفا". ومن المتوقع ان تنظر محكمة غوانتانامو هذه القضية في الوقت الذي يبحث فيه الكونغرس اجراءات من شأنها توسيع نطاق اللجوء الى الاحتجاز العسكري والمحاكمات العسكرية لاي شخص متهم بالارهاب حتى اذا كان مواطنا أميركيا. وسيكون النشيري أول سجين في غوانتانامو يحاكم على اتهامات عقوبتها الاعدام. ومن المتوقع مثول خمسة سجناء اخرين اتهموا بالتامر في هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 في الولاياتالمتحدة منهم خالد شيخ محمد الذي وصف نفسه بأنه مدبر الهجمات في اتهامات عقوبتها الاعدام العام المقبل. وأذعن الرئيس الأميركي باراك اوباما للضغوط السياسية وتخلى عن خطط لمحاكمتهم أمام محاكمة مدنية اتحادية في نيويورك وأعاد المحاكمات الى غوانتانامو.