تواصل قصف قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على أحياء مدينة تعز حتى مساء الخميس مستهدفا شارعي الستين والخمسين وحي الروضة وساحة الحرية التي شهدت ظهر اليوم قصفا عنيفا ، والذي جاء بعد هدوء نسبي شهدته المدينة أيام عيد الأضحى المبارك، فيما يعد طورا امنيا جديدا قد تشهده المدينة خلال الأيام المقبلة خاصة مع وصول تعزيزات عسكرية للمحافظة قادمة من عدن ولحج وإب . وكانت المدينة شهدت اليوم قصفا عنيفا من قبل قوات صالح المتمركزة في قلعة القاهرة وجوار وداخل مستشفى الثورة وفي جبل جرة ومن قبل معسكر الجند التابع للحرس الجمهوري، والتي استهدفت حياء الروضة وساحة الحرية وشارعي الستين والخمسين ومنطقة الحصب ، وحي زيد الموشكي، وحي المسبح وشارع جمال وباب موسى، ادت إلى سقوط مقتل طفل في 13 من عمره ، وإصابة أكثر من 12 آخرين . ويأتي تصعيد قوات صالح لعملياتها العسكرية في محافظة تعز عقب وصول تعزيزات تابع للحرس الجمهوري قادمة من محافظات عدن ولحج واب ، خلال الأيام الماضية التي شهدت أيضا وصول عدد من السفن إلى موانئ الحديدةوعدن محملة بالعتاد العسكري لقوات الرئيس صالح. وتفيد الأنباء الواردة من محافظة تعز إلى ان المدينة ما زالت تشهد حتى وقت متأخر من مسأء اليوم لقصف من قبل قوات صالح ، ما دفع عدد من السياسيين اليمنيين المطالبة بإعلانها محافظة منكوبة في ظل ما تشهده المحافظة من أعمال عنف ومجازر دموية وقصف عنيف يستهدف الحجر والبشر مع تواصل للانقطاع التام للخدمات الأساسية فيها. وكانت المدينة شهدت ظهر الخميس لقصف عنيف عقب انسحاب عدد من دبابات وآليات الحرس الجمهوري من مستشفى الثورة العام، والمعهد العالي للعلوم الصحية ليلة الماضية، في خطوة قيل بأنها تأتي لتنفيذ اتفاق التهدئة الموقع في رمضان الماضي، قبل أن يتضح بأنه كان انسحابا تكتيكيا، حيث أكد شهود عيان بأن عملية الانسحاب رافقها إغلاق لكافة الشوارع المؤدية لمستشفى الثورة والمعهد الصحي أثناء الانسحاب ، لتعود التمركز فيها مسنودة بآليات عسكرية اكثر من قبل حسب شهود عيان في المنطقة. وكان أحد أعضاء مبادرة التهدئة أكد وجود تحركات من أجل تفعيل اتفاق التهدئة، وقال بأن المحافظ يضغط بهذا الاتجاه، قبل أن تفاجأ الجميع بتجدد القصف على ساحة الحرية بالتزامن مع وصول مئات الآلاف من المتظاهرين إلى وسط الساحة وحي الروضة. المحافظ الصوفي من جانبه دان القصف والاعتداء على الأحياء وساحة الحرية من قبل قوات الأمن، وقال في تصريح صحفي انه سيتم فتح تحقيق بهذا الشأن ، مشيرا إلى أنه بموجب هذا التحقيق ستتم محاسبة المتسببين في الأحداث، وانها تهدد بتقويض فرص التهدئة التي وقعت عليها جميع الأطراف السياسية بالمحافظة. وأوضح الصوفي أن أحداث الخميس وقعت بعد قنص مجهولين لأحد الجنود أمام مستشفى الثورة بالمدينة، مؤكدا بأن مقتل الجندي أو إصابته لا يبرر استهداف منازل المواطنين، والمعتصمين في ساحة الحرية، داعيا الجميع إلى ضبط النفس وإعادة الهدوء والسكينة إلى المحافظة، محذرا أطرافا لم يسمها من استمرار إفشال أي مساعي للتهدئة ونقض أي اتفاق، بأعمال تستهدف الجهود المبذولة لحقن الدماء وإيقاف نزيف الدم الذي قال بأنه أصبح يهدد السلم الاجتماعي في المحافظة. تعز التي شهدت الخميس مسيرة وصفة بالحاشدة فيما سمي بيوم الغضب احتجاجا على قصف المدينة من قبل قوات صالح وللمطالبة بالإضراب الشامل السبت المقبل احتجاجا على هذا القصف الذي تتعرض له المدينة مطالبين المجتمع الدولي سرعة التدخل من أجل إيقاف المجازر التي ترتكب في حق المدنيين الأبرياء فيها من قبل قوات النظام ، رافضين أي حصانة تعط للرئيس صالح وأركان نظامه ورفعوا اللافتات التي تعبر عن تبرأهم من المبادرة الخليجية. وكان شباب الثورة في تعز دعوا الخميس كافة المنضمات والجمعيات والنقابات للمشاركة الفاعلة في الإضراب المفتوح إبتداء من السبت المقبل وحتى يتم وقف القصف الهمجي والعشوائي على المدينة وسحب القوات العسكرية بشكل كامل من كل المؤسسات الخدمية والتعليمية في المدينة. في هذا السياق اتهم نظام الرئيس صالح من وصفها بالمليشيات المسلحة التابعة لأحزاب اللقاء المشترك بمهاجمة مبنى المعهد الصحي ومستشفى الدرن بمحافظة تعز الخميس بقذائف ( أر بي جي) وصواريخ ( لو ) من حي الروضة وجوار مدرسة زيد الموشكي، كما أطلقت النار عشوائياً في اتجاه منازل المواطنين في حي المعهد الصحي ومستشفى الثورة وقد نتج عن هذه الأعمال الإرهابية الغادرة إصابة 3 من رجال الأمن إصابة احدهم خطيرة ومواطن مدني إصابته خطيرة. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن مصدر مسؤول نفيه صحة الأنباء حول مقتل طفل في قصف لقوات الأمن، وقال إن الطفل قتل في باب موسى وهي مناطق آمنة لا يوجد فيها أي اشتباكات وان حادث مقتله جنائي. يذكر ان محافظة تعز كانت أولى محافظات الجمهورية التي شهدت انتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس صالح ، كما تعد ساحة الحرية فيها أول ساحة أنشأها شباب الثورة للاعتصام في اليمن، وتميزت بحضور جماهيري لافت جعل القوات الموالية للرئيس صالح تقوم باقتحامها وإحراق خيامها نهاية مايو الماضي ، ليستعيدها الثوار لاحقا، لكنها لم تعد تشهد تواجدا جماهيريا كبيرا كما كان سابقا بسبب الوضع الأمني الذي فرضته قوات صالح على المدينة فيما يعد عقابا لانها كانت في مقدمة المحافظات التي ثارة ضد نظامه .