تتعاظم الضغوط الدولية على الأطراف في اليمن لتنفيذ اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة بحذافيره على أن تشكل حكومة الوفاق الوطني اليوم الثلاثاء أو غدا، بحسب مصادر معارضة. وقال المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) محمد قحطان لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن "هناك على ما علمنا غرفتي عمليات لمتابعة تنفيذ اتفاق" انتقال السلطة وفق المبادرة الخليجية التي وقعها صالح والمعارضة في 23 نوفمبر في الرياض. وتحدث قحطان عن "غرفة خليجية في السفارة السعودية وأخرى للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن في السفارة الروسية، إضافة إلى متابعة حثيثة من سفير الاتحاد الأوروبي ". في الوقت نفسه، يعزز استمرار التدهور الأمني في تعز (جنوبصنعاء) المخاوف من تأخر أو إفشال تطبيق الاتفاق. واتهم قحطان "الرئيس وأبناءه" بالسعي إلى "خلط الأوراق" في تعز حيث قتل 34 شخصا في أعمال عنف خلال اسبوع، لكنه أكد انه "مكشوف والسفراء يتابعون الوضع عن كثب ويلوحون بالعصا". وأفادت مصادر من المعارضة ان سفراء الدول الخليجية والكبرى طلبوا زيارة تعز للاطلاع على حقيقة الوضع في المدينة. من جهته، قال مصدر معارض لفرانس برس إن "ما يحصل في تعز هو انتقام من تعز ومن ابناء تعز التي هي قلب الثورة"، مؤكدا أن "المتابعة الدولية جدية جدا ولا اعتقد أن صالح سيتمكن من إخراج القطار عن مساره". واشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى "عملية ممنهجة لنهب وإتلاف الوثائق في رئاسة الوزراء والوزارات التي ستستلمها المعارضة لإخفاء جرائمهم". من جانب آخر، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) انه تم اعتقال 110 ضباط وجنود تابعين للفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر في مدينة تعزجنوبصنعاء، وذلك بسبب ضلوعهم في "إثارة الفوضى وأعمال التخريب" في المدينة المضطربة. ونقلت الوكالة عن مصدر امني مسؤول في تعز انه "تم ضبط مجموعة كبيرة من العناصر التابعة للفرقة الأولى مدرع والذين تم إرسالهم إلى تعز بغرض احتلال مدينة تعز الحالمة وإثارة الفوضى وأعمال التخريب". وذكر أن هذه العناصر أرسلت إلى تعز "لتنفيذ المخطط الإجرامي لحزب الإصلاح - الإخوان المسلمين - وفروعه وأذرعه من العسكريين والمدنيين". وعددت الوكالة اسماء هؤلاء العسكريين وعلى رأسهم قائدهم في تعز العميد صادق علي سرحان، موضحة أن بينهم "قناصة ومحترفين في عمليات القتل وتنفيذ الاغتيالات". ويأتي اعتقال الضباط الذي تعذر تأكيده من مصادر قريبة من الأحمر، غداة تشكيل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يتولى الصلاحيات التنفيذية لليمن بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لجنة عسكرية مكلفة إزالة المظاهر المسلحة وإعادة توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية المنقسمة والمتعددة الولاءات. ويسيطر على معظم هذه الأجهزة أقارب الرئيس علي عبدالله صالح. وأكد محمد قحطان ان "تشكيل اللجنة العسكرية أساسي جدا وما كان ليتم لولا الضغوط الدولية". من جهة أخرى، قال قحطان "لا مشكلة في الحكومة، ستشكل اليوم أو غدا الأربعاء"، موضحا أن "هناك اتفاقا من قبل الطرفين على عدم طرح أسماء استفزازية في الحكومة".وأشار إلى انه هو شخصيا يعد "من الأسماء الاستفزازية". وكانت المعارضة اتفقت الخميس مع الحزب الحاكم على توزيع الحقائب في حكومة الوفاق التي تشكل بموجب المبادرة الخليجية بالمناصفة بين الطرفين، وسيرأسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة. ورفض باسندوة في اتصال مع فرانس برس الإعلان عن موعد تشكيل الحكومة، مكتفيا بالقول أن ذلك سيتم "في وقت قريب". وستحصل المعارضة على وزارات الداخلية والمالية والإعلام والتعاون الدولي وحقوق الإنسان، بينما سيحتفظ حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بحقائب الدفاع والنفط والخارجية والاتصالات. واخيرا، شهد شمال العاصمة اليمنية اشتباكات محدودة ليل الاثنين الثلاثاء. كما أفاد شهود عيان.