أجمعت بعض وسائل الاعلام البريطانية, المحسوبة على حكومة المحافظين برئاسة ديفيد كاميرون, على أن "غيوم الحرب تتجمع فوق الشرق الاوسط", ليس بسبب المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد ضد شعبه ولا بسبب الثورات العربية الاخرى, ولكن نتيجة خطورة المعلومات الغربية التي تأكدت واشنطنولندن وتل أبيب خلال الاسابيع القليلة الماضية بصورة حاسمة من صحتها, والتي تؤكد ان ايران باتت تمتلك "خمسة اطنان مترية" من اليورانيوم كافية لصنع اربع قنابل نووية اذا جرى تخصيبها حسب المعدل المطلوب, وان نظامها الأكثر تطرفاً في العالم سيستخدم هذه القنابل لازالة اسرائيل من الوجود. وقال مصدر حكومي بريطاني ل"السياسة", إن "الاستعدادات الاميركية والبريطانية والاسرائيلية والفرنسية والتركية العسكرية السرية لأن يكون مطلع العام المقبل موعد القضاء على الترسانة النووية الايرانية, شارفت على الانتهاء من وضع القوات والاسلحة والاساطيل البحرية والجوية في مياه الخليج العربي والبحرين المتوسط والأحمر وفي افغانستان وباكستان وبعض الجمهوريات السوفياتية السابقة بآسيا الوسطى, في جاهزيتها, وباشرت إنزال قوات كوماندوس خاصة مختارة من أشد قوات هذه الدول كفاءة وبأسا في أماكن حساسة من ايران, حيث كانت باكورة اعمالها التخريبية تدمير قاعدة "الغدير" الصاروخية على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب غرب طهران, في 12 نوفمبر الماضي. واضاف المصدر البريطاني: ان "ايران التي هي على "يقين لا يتزعزع" بأن الموساد الاسرائيلي يقف وراء تفجير قاعدة "الغدير", ردت على العملية فورا في الاماكن التي تطولها يداها ومنها اسقاط طائرة التجسس الاميركية من دون طيار على الحدود مع افغانستان الاسبوع الماضي, واقتحام السفارة البريطانية في طهران". وأعرب المصدر عن اعتقاده ان "حوار الطرشان" الجاري راهنا بين واشنطن وتل ابيب بشأن ضرورة إبلاغ الثانية الأولى مسبقاً بأي ضربة عسكرية لإيران, "ما هو إلا مسرحية بطلها الرئيسي باراك أوباما لتنويم الخليج العربي على حرير الاطمئنان الى ان الاميركيين سيشاركون او يقودون هذه الضربة, وللايحاء بأن سياسته الوسطية مازالت مستمرة بعد ثبوت فاعليتها في النأي بالولاياتالمتحدة عن الحرب الليبية وعن التدخل في مصر او تونس او اليمن او سورية عسكرياً, بالتوازي مع الانسحاب الأميركي الكامل من العراق والتدريجي من افغانستان, وهما انسحابان أوحيا للخليجيين والاوروبيين بأنهما من ضمن الاستعدادات القريبة جداً لإقفال ملفي ايران وسورية في وقت غير متباعد الى الابد". وذكر المصدر البريطاني ان "جماعة اوباما يفسرون ما يجري على هذا النحو إلا أن جناحا آخر داخل الادارة وخصوصا داخل الكونغرس يرى ان صحوة الرئيس الاميركي المفاجئة على برنامج ايران النووي وممارساتها الارهابية ومحاولاتها ابتلاع دول الخليج ووضع يدها على العراق, هي صحوة جدية لسببين جوهريين هما: منع ايران من ضرب اسرائيل بسلاح نووي يقضي على وجودها في المنطقة رغم ادراك نظام آيات الله في طهران ان بلدهم هو الاخر سيزول عن خريطة العالم بالقنابل النووية الاميركية والاسرائيلية وربما الاوروبية, ثم قطع اذرع النظامين الايراني والسوري الارهابيين التي تفتك بشعوب المنطقة وخصوصاً الشعبين الايراني والسوري لأن العالم الذي يتفرج على الصمت الاميركي, يحمل اوباما عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة مسؤولية الدماء التي تسفك بآلات الدمار في هذين البلدين". واستناداً إلى تأكد الغرب أن إيران لن تتردد في استخدام السلاح النووي, فور امتلاكه, ضد اسرائيل, حسمت الاوساط البريطانية شبه الرسمية مستقبل الاوضاع في مطلع العام المقبل بأنها ستشهد نهايتي ايران وسورية اللتين نعرفهما الآن. "الحرس الثوري" في حالة الاستعداد إلى ذلك أكدت مصادر بريطانية, , أن "الحرس الثوري" الإيراني وضع في حالة الاستعداد للحرب, بعد تصاعد الضغوط على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" الصادرة أمس, ان قائد "الحرس الثوري" الجنرال محمد علي جعفري أصدر أوامر بوضع قواته في حالة الجاهزية القتالية وبدء الاستعدادات لتوجيه ضربات خارجية وهجمات سرية محتملة. وأكد مسؤولو أجهزة الاستخبارات الغربية أن طهران شرعت في خطط لنشر صواريخ بعيدة المدى ومتفجرات قوية وبطاريات مدفعية ووحدات حراسة في مواقع دفاعية. وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة الإيرانية تتخوف من تعرض البلاد لهجوم منسق بعناية من قبل أجهزة الأمن والمخابرات الغربية لتدمير العناصر الأساسية للبنية التحتية النووية لدى طهران, بعد أن أضافت التفجيرات الأخيرة داخل إيران شعوراً متزايداً بالقلق لدى هذه القيادة من ضربة عسكرية مفاجئة من جانب إسرائيل أو الولاياتالمتحدة. ودفعت هذه المخاوف المرشد الأعلى علي خامنئي لتعميم توجيهات إلى القادة العسكريين ورؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات باتخاذ التدابير اللازمة لحماية النظام, وهو ما دفع جعفري إلى إصدار أوامر لقواته بإعادة توزيع ترسانة الصواريخ بعيدة المدى من طراز "شهاب" في مواقع سرية في مختلف أنحاء البلاد, لكي تكون في مأمن من هجمات العدو, واستخدامها لشن هجمات انتقامية. وكشفت الصحيفة أن سلاح الجو الإيراني شكل عدداً من وحدات الرد السريع, أجرت مناورات واسعة للرد على أي هجوم جوي تتعرض له إيران, بعد إعلان الأخيرة عن إسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار.