قال عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي خلال لقاء مع المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر، امس الثلاثاء 13 ديسمبر الحالي، ان جماعته "قد تشكل حزبا لممارسة العمل السياسي في البلاد" بعد نجاح الثورة وتحقيق أهدافها". وزار جمال بن عمر محافظة صعدة ، شمال غرب صنعاء ، والتقى كذلك بالمحافظ فارس مناع وعدد من القيادات الأمنية في المحافظة. وقال الحوثي في بيان تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه " بعد انتصار الثورة وتحقيق أهدافها ، قد نشكل لنا حزبا سياسيا يشارك في العملية السياسية". وأشار الحوثي الى ان ذلك لن يكون الا " في إطار نظام عادل يحترم الشعب ويسمح بممارسة النشاط الفكري والسياسي". وأكد زعيم جماعة الحوثي الذي خاض حربا شرسة ضد القوات الحكومية في صعدة " أننا في الماضي حاولنا أن نسهم في العمل السياسي وكان الأخ حسين بدر الدين والأخ يحيى بدر الدين عضوان في مجلس النواب ولكن كان يتم إقصاؤنا ومحاربتنا ولم يجد ذلك في إيجاد أي نفع لأبناء المحافظة". وناقش الحوثي مع المبعوث الأممي ، وفقا للبيان ، قضية حرب صعدة منذ 2004 وحتى الحرب السادسة واعلان وقف اطلاق النار في فبراير من العام الماضي ،كما تناولا الأزمة السياسية القائمة. وأوضح مصدر مقرب من الحوثيين أن جماعة الحوثي قدمت رؤيتها للحل وموقفها من كل الأحداث التي تجري في البلاد. وأوقفت هدنة في فبراير من العام الماضي، بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين (شيعة) الجولة السادسة من القتال بينهما، التي بدأت في أغسطس 2009 . واتهمت السلطات اليمنية المتمردين الحوثيين بالسعي لإعادة إقامة حكم رجال الدين الذي اطاحت به الثورة اليمنية عام 1962 واقامت نظاما جمهوريا. وأعلنت جماعة الحوثي عن رفضها للمبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها في الرياض في 23 نوفمبر الماضي بين السلطة والمعارضة الممثلة في البرلمان ، واعتبرتها "خيانة للشهداء والثوار الذين تحملوا المعاناة لاكثر من عشرة اشهر". وأشار الحوثي خلال لقائه المبعوث الاممي اليوم الى " أن من حق الشعب الرافض للمبادرة الاستمرار في الخيار الثوري ، كما أن من حق تلك القوى الموقعة على المبادرة أن تجرب خيار التسوية السياسية شرط أن لا تسيء استخدام السلطة عبر قمع المعارضين أو التآمر على القوى التي عارضت هذه المبادرة". ووفقا للبيان ، فقد اعتبر الحوثي أن دخول السلطة والمعارضة إلى الانتخابات وبأجنحتها العسكرية ومؤسساتها الأمنية وإمكانياتها الاقتصادية والإعلامية لن يؤدي في النهاية إلى انتخابات نزيهة وتنافسية وإنما ستكون كالماضي بحيث يتم توظيف هذه المؤسسات الإعلامية والعسكرية والأمنية وغيرها لصالح أطراف خاصة. وتأتي زيارة المبعوث الأممي في وقت تدور فيه مواجهات بين أنصار الحوثي ومسلحين قبليين في منطقة وائلة بمحافظة صعدة فيما يحاصر الحوثيون دار الحديث بدماج التابع للسلفيين منذ نحو شهرين، حيث يتهمونه بمعاداة الثورة على نظام الرئيس علي عبدالله صالح والفكر الشيعي.