قال مراقبون متخصصون في الشأن اليمني إن استمرار احتجاجات الشباب في ساحات الاعتصام التي تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية قد تعرقل سير عملية الانتخابات التي تحرص عليها الأطراف السياسية التزامناً منها بتنفيذ المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من الوضع الذي يعيشه الآن بعد الاحتجاجات التي أزاحت الرئيس صالح عن الحياة السياسية بعد حكماً دام ثلاثة عقود . واعتبر المراقبون إن ارتفاع حدة الاحتجاجات خلال المرحلة الراهنة قد تخلط الأوراق خاصة مع مساعي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي انفرد بالسلطة لعقود من الزمن لإفشال تلك الانتخابات فيما يعتبرها الطرف الآخر مرحلة فاصلة لإنهاء حقبة صالح السياسية والبدء بمرحلة تأسيس الدولة الحديثة كما أكدت قيادات سياسية . هذا ويصعد الشباب المعارض للرئيس صالح من احتجاجاتهم للتأكيد على رفض الحصانة التي منحت لصالح والتأكيد على تقديمه مع كبار مساعديه إلى المحاكمة إلى خلفية أعمال عنف ضد المحتجين التي راح ضحيتها المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء وشباب في مدن يمنية عدة،وسعياً منهم لعدم التراجع أو التخلي عن احد أهداف ثورتهم . صنعاء العاصمة شهدت اليوم مظاهرة حاشدة شارك فيها رجال ونساء مؤيدين للثورة في خطوة تصعيدية تأتي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وذلك مطالبة من جميع الأطراف السياسية لسرعة التجاوب مع أهداف الثورة،حيث تخلل المظاهرة الاحتجاجية هتافات وشعارات ترفض التسويات السياسية التي تعيق مسار الثورة. وإزاء التطورات الأخيرة في سوريا أعلن الشباب في اليمن دعمه وتضامنه الكامل مع الشعب السوري الذي يتعرض لأعنف أعمال قتل بشعة من قبل القوات السورية التي حصدت أرواح الآلاف من السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد،منتقدين بشدة روسيا والصين لعرقلتهما المشروع الاممي لاتخاذ قرار صارم ضد نظام الأسد . في الوقت الذي اتهمت مكونات ثورية تقول إنها مستقلة أحزاب اللقاء المشترك بالتفافها على الثورة من خلال الدعوة إلى المشاركة في العملية السياسية والانتخابات الرئاسية التي من المزمع إجراؤها في ال 21 من فبراير الحالي لاختيار رئيس للبلاد خلال عامين انتقاليين والتي يحظى بها النائب عبدربه منصور هادي كمرشح توافقي من جميع أطراف العمل السياسي في اليمن. في حين تكثف القوى السياسية من جهودها لإقناع كل فئات المجتمع اليمني لضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية وحرصاً منها على مصلحة الشعب كما تحدث العديد من القادة السياسيين عبر وسائل الإعلام لحثهم على ممارسة العملية الديمقراطية كخيار وحيد لإخراج اليمن من عنق الزجاجة وفقاً لتصريحاتهم . وتأتي الجهود المكثفة لأطياف العمل السياسي في اليمن للمشاركة في الانتخابات في ظل استمرار المواجهات المسلحة جنوباليمن بين الجيش اليمني و من وصفوا ب" أنصار الشريعة" وكذا أعمال القصف على مناطق في شمال اليمن منها رحب وبني جرموز، واستمرار المواجهات بين جماعة الحوثي ومسلحين في محافظة حجة ومناطق مجاورة لها .