أكد رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبو بكر العطاس أن اليمن الجنوبي لا يطالب بالانفصال، بل يريد الوحدة والدعم من الشمال، وذلك بعد عملية السلب والنهب التي تعرض لها، دون الالتفات إلى مصالحها الداخلية. وقال حيدر خلال مؤتمر صحفي اليوم، الثلاثاء، بنقابة الصحفيين المصريين حول "المؤتمر الجنوبي الأول"، "إن المشروع الذي نسعى إليه بعد الثورة الشبابية في اليمن، هو إقامة وحدة فيدرالية، وتأسيس دولة مدنية، إذ نرى أن صياغة الوحدة هو الأساس الآن بعد عام من اندلاع الثورة اليمنية". وأشار إلى أن الجنوب سيقاطع الانتخابات اليمنية والتي من المقرر عقدها في 21 فبراير الجاري، موضحا أنه طلب من القيادات الجنوبية ومن الشعب الجنوبي المقاطعة السلمية للانتخابات، لأن الشعب لا يريد السير على نفس نهج السابق، بجلب قيادات جنوبية في الحكومة الشمالية دون النظر لما يريده الشعب الجنوبي، والعمل على مصالحه الخاصة". وقال حيدر "إن الانتخابات لا تعني الجنوب في شيء، وما يهمنا الاعتراف فقط بالجنوب وبحقوقه الكاملة، فنحن لا يجب أن نقنع العشب اليمني بالاشتراك في هذه الانتخابات بشكل سلمي، ونطلب من كل القوى السياسية مقاطعة الانتخابات الشمالية تماما". وعن الوضع العام في اليمن قال العطاس "نحن في انتظار تدعيم الشمال لنا، وترسيخ مبادئ الحوار الوطني من الشمال، باشتراك جميع أطياف الجنوب وليس القيادات فقط، كما نرفض الحصانة التي حصل عليها عبد الله صالح". وأكد العطاس أن القضية اليمنية لا تنتهي إلا بإرادة الشعب الشمالي برغبته في الحوار الشامل والبناء، لتأسيس دولة مدنية حقيقية. وأشار العطاس إلى أن القضية اليمنية هي من حركة الشعب في الشمال بدء ثورتهم ضد الظلم وضد نظام الرئيس على عبد الله صالح، وليس الثورات العربية الأخرى. وبالنسبة للتحاور مع الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، قال الرئيس اليمني السابق، "نحن طلبنا في أكتوبر 2010 أن يكون الرئيس عبد ربه هادى، والذي كان يشغل وقتها منصب نائب الرئيس، أن يكون المتحدث باسم الجنوب، وأي نتيجة سيأتي بها سنتقبلها"، مضيفا "ووافق الرئيس عبد الله صالح ولكن قامت الثورة المصرية لأن الاجتماع كان مقررا في القاهرة برعاية المسئولين المصريين". وأشار حيدر إلى أن القيادة الجنوبية تؤكد دعمها الكامل للثورة الشبابية فى الشمال ولأهدافها، وتحث على مواصلة النضال السلمي والانتباه لكل فعل يهدف احتواء الثورة، وإجهاضها، أو الالتفاف على أهدافها. ودعا حيدر قوى الثورة إلى الاعتراف الصريح بالقضية الجنوبية كقضية سياسية وحق الشعب الجنوبى فى تقرير مصيره، من أجل انتصار الثورة وتأمين مستقبل أمن، مستقر للشعب اليمنى شمال وجنوبا. وأكد حيدر فى النهاية أن الشعب الجنوبى لن يشارك فى أى إجراءات أو عمليات سياسية رسمية حتى يتم الاعتراف بالجنوب رسميا وتماما.