وفقا لما يقوله منتقدي نظام صالح المتهالك فان رواية الصوملي في افضل حالاتها تعتبر مترفقة بالنظام عند الحديث عن الدور الذي لعبته قوات الأمن المركزي اليمنية في زنجبار. فبعض النقاد يتهم قوات صالح بالسماح بسقوط المدينة. و قد بدا القتال هناك عندما واجه صالح دعوات متزايدة له بالاستقالة من داخل و خارج اليمن. و انشق العديد من حلفائه بسبب حركة المعارضة المتنامية. و بعد ثلاثة و ثلاثون عاما من تفوقه بدهائه على خصومه، يقول منتقدوه انه راى اقتراب نهاية حكمه يقول المحلل السياسي ذو العلاقات الواسعة، عبدالغني الارياني: "صالح بنفسه هو من سلم زنجبار لأولئك المسلحين. لقد امر قوات الشرطة بمغادرة المدينة و تسليمها للمسلحين لانه اراد ان يرسل رسالة للعالم مفادها ان اليمن بدونه ستسقط في ايدي الارهابيين". تلك النظرية حتى و ان لم يتم اثباتها، الا انها لا تخلو من الصحة. و منذ حرب المجاهدين ضد السوفييت في افغانستان في الثمانينيات و الاستمرار بعد 11 سبتمبر، اشتهر صالح "بحلب" الولاياتالمتحدة و المملكة العربية السعودية بدعوى خطر القاعدة و الجماعات المسلحة الاخرى، للحصول على الاموال و الاسلحة لمكافحة الارهاب و ذلك لتعزيز سلطته في البلاد و العمل على تحييد معارضيه و قد اعترف مسؤول حكومي يمني طلب عدم ذكر اسمه لانه ليس مخولا بالتحدث لوسائل الاعلام عن الامور العسكرية، اعترف بان القوات التي قامت الولاياتالمتحدة بتدريبها و كذلك قوات الحرس الجمهوري لم تقاوم المسلحين عند دخولهم المدينة. تلك القوات يقودها احمد علي، نجل الرئيس اليمني. كما ان القوات التابعة لاحد اقوى الشخصيات العسكرية، اللواء علي محسن، قائد الفرقة الاولى مدرع، لم تقاوم هي ايضا. و قبل شهرين من سقوط زنجبار، انشق علي محسن عن نظام صالح و كان من المؤيدين للاطاحة بنظامه. من هم أنصار الشريعة؟ من هم هؤلاء المسلحين الذين سيطروا على زنجبار؟ يظل سؤالا موضع خلاف. و وفقا لما قالته الحكومة اليمنية فانهم عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، و هي الجماعة التي تصنفها واشنطن بانها تشكل اكبر خطورة ارهابية على الولاياتالمتحدة. لكن المسلحين الذين سيطروا على المدينة لم يدعوا انتمائهم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. و عوضا عن ذلك فقد اعلنوا عن انفسهم كمجموعة جديدة تسمى انصار الشريعة. و قد قال لي كبار المسئولين اليمنيين ان انصار الشريعة هم بكل بساطة الواجهة لتنظيم القاعدة. و اشاروا الى ان المرة الاولى التي ذكر فيها اسم انصار الشريعة للعلن كان قبل شهر من الهجوم على زنجبار و قد وردت تلك التسمية على لسان احد كبار رجال الدين في القاعدة في شبه الجزيرة العربية و يدعى عادل العباب. و قال العباب :" ان اسم انصار الشريعة هي التسمية التي نستخدمها للتعريف بانفسنا في المناطق التي نعمل فيها على التحدث للناس عن اهدافنا و ان كل ما نعمله هو لابتغاء مرضاة الله". واضاف العباب ان السبب في اختيار الاسم الجديد هو للتركيز على رسالة الجماعة و تجنب ان يقترن اسمنا بتنظيم القاعدة (العلامة التجارية) للقاعدة. و سواء كان انصار الشريعة منتج اصلي اكثر استقلالية ام انه مجرد منتج من منتجات حملة اعادة تسويق القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحت مسمى جديد، فان الاهمية التي تكتسبها تلك الجماعة تمتد الى ما وراء فلك التاثير التقليدي للقاعدة في اليمن في الوقت الذي تعمل فيه معا على تعميم بعض من العقائد الاساسية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. و بينما نشق طريقنا في هذا الخط الساحلي المهجور برفقة العميد الصوملي، مررنا باستاد " الوحدة " الذي تم تشييده لاستضافة بطولة كاس خليجي 20 في نوفمبر 2010. و قد اقيمت تلك البطولة هنا لترمز الى ان اليمن مكان امن للسياحة. و قد تقاطر الالاف الى البلاد، كثير منهم من الجارة السعودية و اخرين من شرق افريقيا، حضروا جميعا لتشجيع منتخباتهم المفضلة. و تم تشييد الفنادق الفخمة لهذه المناسبة و جاءت شخصيات اجنبية كبيرة و بعض قادة الدول الى اليمن لحضور حفل الافتتاح الذي تراسه صالح. و قد تزامن ذلك مع حملة دينية قادها بعض رجال الدين و الدعاة الوسطيين من بعض الاقطار العربية و هي تلك الحملة التي اطلق عليها اسم. "معركة كسب القلوب و العقول ضد القاعدة" و بعد ستة اشهر، اصبحت الفنادق خالية من النزلاء و اصبح الاستاد الرياضي رمزا لعدم الاستقرار. و قد تمكن المسلحين من السيطرة على الاستاد خلال معارك زنجبار، و اضطرت قوات الصوملي الى قصف الملعب لدحر المسلحين. و بامكاننا رؤية الدمار الذي تعرض له الملعب حيث شاهدنا العوارض الخشبية العليا و هي متفحمة.