الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يحاول الظهور من جديد رغم أن المبادرة الخليجية أخرجته عن المشهد السياسي اليمني نهائياً وألزمت كل الأطراف بالتنفيذ ،وكذا الالتزام بالتهدئة على مستوى الجبهة السياسية والعسكرية والإعلامية للخروج من الأوضاع التي تعيشها اليمن منذ العام المنصرم . صالح شن حرباً شرسة من خلال خطابه الأخير محاولة منه العودة إلى الأضواء بعد أن ابعد عن شاشات التلفاز منذ أن تم انتخاب الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي رئيساً شرعياً للبلاد وتناسى اليمنيين عهد صالح وطويت صفحته السياسية التي اختتمها بقتل مدنيين معارضين لحكمه في مختلف مدن اليمن . كانت الفترة السابقة من عمر الاحتجاجات التي أجبرت صالح على التنحي قد استخدم فيها وسائل الإعلام الرسمية لصالحه واستخدمها بشكل كبير لاستهداف خصومه السياسيين والشباب المعارضين لحكمه والذين خرجوا إلى ساحات الاعتصام للمطالبة بتنحيه عن السلطة وكانت تلك الحرب لها آثار كبيرة على المدنيين وتشويه سمعه اليمن في العالم الخارجي جراء الاستخدام المفرط لوسائل الإعلام التي استهدف معارضي صالح سياسياً واقتصادية وثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً . في المقابل كانت هناك حرباً إعلامية مضادة لذلك الهجوم الذي شنه صالح وحزبه للرد على كل الممارسات التي استخدمها في خطاباته ووصفها الكثير من المحللين السياسيين ب"الجوفاء" التي لا تؤدي معنى ،هذه الحرب المضادة اقتنصت الكثير من أخطاء صالح وممارساته خلا أيام الثورة وما تمارسه القات الموالية له . صالح حاول أن يعيد الكرة مرة أخرى رغم الضغوط الدولية التي مورست عليه للابتعاد عن السلطة لتجنيب اليمن ويلات الحروب والدمار والحرص على انتقال سلمي للسلطة التزاماً بما ورد في مبادرة الخليج التي تشرف عليها قوي دولية . الخطاب الأخير للرئيس السابق علي عبدالله صالح أثار استياء كبير بين أوساط السياسيين والشباب المعتصمين في الساحات حين وصف الثورة بثورة "البلاطجة"والمفسدين وسط تصفيق حار ممن تبقى من مؤيديه واستخدم ألفاظ تنتقص من الثورة التي جعلته أمام الأمر الواقع مع انه لم يقتنع بخروجه من الحياة السياسية ويحاول التشبث بها من خلال ظهور غير مقبول على شاشات التلفاز كما قال محللين سياسيين . كانت اتهامات صالح لخصومه السياسيين من خلال خطابه محاولة أخرى لإعادة التوتر الإعلامي إلى المربع الأول الذي عاشته اليمن طيلة فترة الاحتجاجات التي ما تزال مستمرة وسعياً من إلى خلط أوراق قد انتهت كما يعتبرها خصومه السياسيين . الاتهامات التي أطلقها صالح ضد القوى السياسية المعارضة له هي عبارة عن تلميحات منه إلى دعم خارجي للثورة التي أزاحته عن كرسي الحكم أبرزها دولة قطر ودول أخرى وقفت إلى جانب القوى السياسية المعارضة له والتي أصبحت شريكاً أساسيا في الحكم حالياً . الشباب من جانبهم كانت ردود أفعالهم تحذيرية من تطاول الرجل على ثورتهم واتهامهم بالمفسدين والبلاطجة متوعدين بملاحقته قضائيا الأمر الذي جعل صالح قلقاً من تلك الدعوات التي أطلقها الشباب قبل التسوية السياسية وهي عدم منحه الحصانة وضرورة تقديمه إلى المحاكمة .