اختطاف السويسرية مدرسة اللغات في مدينة الحديدة غرب اليمن ومقتل أميركي في مدينة تعز وسط البلاد، رسائل مقلقة لمن تبقى من الأجانب في بلاد هي أحوج من أي وقت كان للعمل الإنساني وضربة موجعة للعمل التطوعي وفق ما ذهبت إليه تقارير منظمات العون الغذائي والمساعدات الإنسانية. العمليتان الأخيرتان: اختطاف المواطنة السويسرية سلفاني إبراهاردن 35 عاما من منزلها في مدينة الحديدة المدرسة في مركز التعليم الدولي الخاص بالفتيات، ومقتل الأميركي مدرس اللغة الإنجليزية في المركز السويدي لتعليم اللغات في مدينة تعز جويل شرم في 18 مارس الماضي من قبل مسلحين على ظهر دراجة نارية، استمراراً لمسلسل استهداف من تبقى من الأجانب العاملين في اليمن في المجال الإنساني الذي بدأ مطلع هذا العام . ففي 14 يناير اختطفت عناصر قبلية من وسط العاصمة صنعاء نرويجيا يعمل في الاممالمتحدة ولم يفرج عنه إلا في 27 من الشهر نفسه. وفي آخر الشهر اختطفت مجاميع قبلية شمال صنعاء أربعة من العاملين في المجال الانساني - كولومبي وفلسطينية والماني وعراقية وسائقيهم اليمنيين وأفرج عنهم في الأول من فبراير . ومع تزايد أعمال خطف الأجانب ارتفعت وتيرة تحذيرات الحكومات الغربية لرعاياها من السفر إلى اليمن، وسيؤدي استهداف الأجانب في اليمن والتحذيرات من السفر إليه إلى الحد من تنقلات من تبقى من الأجانب ورحيلهم عن البلاد وقت تتزايد فيه حاجتها للعمل التطوعي في المجال الإنساني، لاسيما مع تزايد أعداد النازحين وتدهور الأوضاع الإنسانية ببسكان في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة في جنوب وشمال البلاد . وبعيد اختطاف المواطنة السويسرية ومقتل الأميركي عاد من تبقى من الأجانب المتواجدين في المناطق النائية إلى العاصمة صنعاء خشية على أرواحهم، ويقول علي الكينعي الذي يعمل مرشداً ومترجماً مع غربيين يعملون في اليمن: «الحوادث الأخيرة التي استهدفت الأجانب المتطوعين دفعت من تبقى منهم إلى الانتقال إلى صنعاء». مشيراً إلى أن عدداً ممن يتعامل معهم طلابوا منه أن يبحث لهم عن مساكن مفروشة آمنة، على أمل أن تستقر الأوضاع ويعودون إلى مقرات أعمالهم ،وإذا لم تستقر فقد يضطرون إلى مغادرة البلاد نهائيا ما سيؤثر على العمل الإنساني في اليمن، حسب ما يقوله الكينعي. مشيراً إلى أن التقارير الأخيرة بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن تدعو إلى تعبئة الموارد والجهود الوطنية والدولية . وكانت المنظمات العاملة في المجال الإنساني قد حذرت من كارثة انسانية وشيكة في اليمن بسبب تناقص الغذاء وجاء في بيان لمنظمة الإغاثة الدولية «أوكسفام» نشرته على موقعها الإلكتروني منتصف مارس أن «عشرة ملايين من سكان اليمن لا يملكون ما يكفي من الطعام». وأشارت إلى ما ورد في تقرير برنامج الغذاء العالمي أن 45 في المئة من سكان اليمن لا يملكون ما يكفي من الطعام. ويعاني نصفهم من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدة طارئة من المجتمع الدولي، وذهبت تقارير سابقة للأمم المتحدة في يناير الماضي، أن واحدا من كل ثلاثة أطفال يعانون من سوء التغذية الحاد في الحديدة وحجة، ومستويات قابلة للمقارنة مع بعض المناطق في الصومال. لكن يبدو أن المخاطر المحيطة بتنقل الأجانب في اليمن بسبب تزايد الأعمال التي استهدفتهم ستؤثر على برامج المساعة الإنسانية التي تنفذها منظمات العون الإنساني والغذائي .