" التغيير" خاص: باشرت السلطات اليمنية في مصادرة كاسيت غنائي يهاجم الرئيس علي عبد الله صالح بصورة غير مسبوقة في البلاد . الكاسيت حمل عنوان " غريم الشعب " ويتضمن عددا من الأغاني اليمنية المعروفة أعيد تحريف كلماتها بما يتواءم وفكر المعارضة اليمنية المنضوية في إطار التكتل المسمى " اللقاء المشترك " ، وتدعو كلمات الأغاني الساخرة الرئيس صالح إلى ترك السلطة والرحيل عنها والاكتفاء بثمانية وعشرين عاما في السلطة ، كما تمجد منافسه المهندس فيصل بن شملان ، مرشح المشترك للرئاسة. كما يتضمن الكاسيت مسرحية صوتية تصور الرئيس صالح بأنه سائق تاكسي معكر المزاج ، دمر سيارة الأجرة التي ترمز إلى اليمن . وذلك تعليقا على كلام الرئيس اليمني نفسه الذي أدلى به إبان المؤتمر الاستثنائي لحزبه ( المؤتمر الشعبي العام ) الذي انعقد في يونيو الماضي والذي قال فيه انه ليس " سائق تاكسي " ، عندما كرر عدم رغبته في البقاء في السلطة قبل أن يعود عن القرار " نزولا عند رغبة الجماهير ". ولجأت المعارضة اليمنية " اللقاء المشترك " إلى أسلوب جديد في إيصال أفكارها إلى الشارع اليمني بعد أن عجزت من الحصول على فرص متساوية مع حزب المؤتمر الشعبي العام في استخدام وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروءة كما تقول المعارضة التي تشير إلى إن هذه الوسائل تحت سيطرة الحزب الحاكم وتسخر للدعاية لها طوال العام وليس فقط أثناء العمليات الانتخابية التي ينص الدستور على إعطاء المرشحين والأحزاب حصصا متساوية من الوقت لعرض برامجهم في الإعلام الرسمي ، إضافة إلى عدم وجود تشريع يسمح للمعارضة بإنشاء اقنية فضائية وإذاعات خاصة . الأسلوب الجديد تمثل في استخدام الفنانين الشعبيين الذين ينتمي اغلبهم إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض بزعامة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ، رئيس مجلس النواب ، وتبديل كلمات أغان وأناشيد يمنية معروفة في الشارع بما يجعلها ناقدة بصورة حادة للأوضاع السياسية والاقتصادية التي يمر بها اليمن. وهذه الكاسيتات تلقى رواجا منقطع النظير في الشارع اليمني ، حيث تباع في الجولات والتقاطعات المرورية هروبا من عمليات المصادرة التي تقوم بها سلطات المصنفات الفنية لهذا النوع من الكاسيتات في المحال التجارية المخصصة لبيع الكاسيتات. ومن ابرز الفنانين الشعبيين الذين اشتهروا محليا مؤخرا ، فهد القرني ، صاحب الكاسيت الجديد " غريم الشعب " الذي بدأت عملية مصادرته أمس الأول ، ومحمد الاضرعي اللذين يشاركان حاليا في الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة فيصل بن شملان والتي بدأت أمس في صنعاء.. وهو الأمر الذي يبدو انه اضطر المسؤولين عن الحملة الانتخابية للرئيس علي عبد الله صالح إلى الاستعانة بالممثل الكوميدي والمغني اليمني الشهير ادم سيف الشهير ب " دحباش " لإصدار كاسيت غنائي دعائي يؤيد إعادة انتخاب الرئيس صالح. وأعاد الدكتور عبد الله الزلب ، أستاذ الإعلام ، مدير المعهد الإعلامي التابع لوزارة الإعلام اليمنية لجوء المعارضة إلى إصدار الكاسيتات الناقدة إلى سببين رئيسيين : الأول ، عدم وجود قانون يسمح للجهات غير الحكومية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بتملك وسائل إعلام سمعية وبصرية خاصة. أما الثاني أن غالبية المجتمع اليمني لا يقرأ ولا يكتب وتوزيع الصحف فيه ضعيف وبالتالي هي غير مجدية خاصة في الفترة الانتخابية. وقال الزلب في تصريحات ل " التغيير " إن الكاسيت في اليمن هو من أهم الوسائل وأسرعها للوصول إلى الجمهور المستهدف ، لأنه يمكن أن يسمع في أي مكان ، في المنزل أو السيارة أو الحقل أو مقر العمل.. مشيرا إلى صعوبة الرقابة الحكومية على مثل هذه الوسيلة من الدعاية التي يرى أن الجمهور يقبل عليها بسبب تنوع الكاسيت الواحد بين الأغاني والمونولوج والمسرحية وغيرها من الفنون الفكاهية الساخرة. وقال عبده محمد الجندي ، رئيس قطاع الإعلام والتوعية الانتخابية ، عضو اللجنة العليا للانتخابات إن " اللجنة لن تسمح بممارسة أية أساليب دعائية خارجة عن القانون محذرا من إصدار مثل تلك الكاسيتات المخالفة ". وأضاف المسؤول في اللجنة المكلفة بإدارة مختلف وسائل الإعلام خلال فترة الحملة الانتخابية التي بدأت أمس الأول وتستمر شهرا كاملا . وأضاف الجندي لموقع " سبتمبر نت ": إن بعض المتطفلين دخلوا على الدعايات الانتخابية بأشرطة كاسيت تتضمن تهريجاً وتجريحاً بحق بعض المرشحين للرئاسة وهي مخالفة قانونية .. ووصف تلك الأعمال بالبلطجة".. مشيرا إلى أن اللجنة العليا للانتخابات " ستعمل عبر اللجان الأصلية في المحافظات والمديريات وبالتعاون مع الجهات المعنية بضبط ومصادرة أشرطة الدعاية الانتخابية ومسائلة أصحابها قانونياً".