دعت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة الحكومة السودانية إلى وقف قمع المتظاهرين وإطلاق سراح المعتقلين "فورا ودون شروط". وكان معارضون سودانيون قد دعوا إلى تظاهرات شعبية، يوم الجمعة 29 يونيو/حزيران، تحت عنوان "جمعة لحس الكوع" - وهو تعبير دارج يدل على أمر يستحيل تحقيقه – بهدف إسقاط نظام الرئيس عمر البشير. وقد اتسعت رقعة الاحتجاجات، التي اقتصرت في بدايتها على الجامعات السودانية، الى أحياء في العاصمة الخرطوم ومدن كبرى مثل العُبيد، عاصمة ولاية شمال كردفان، وولاية كسالا في شرق البلاد. وقد ردت السلطات باعتقال عشرات الأشخاص بينهم حقوقيون وصحفيون ومعارضون سياسيون يأتي هذا بعد نحو أسبوعين تقريباً على اندلاع مظاهرات احتجاجاً على فرض الحكومة إجراءات تقشفية، بينها إلغاء الدعم لمادة الوقود ورفع قيمة الضرائب على المنتجات الاستهلاكية، أدت الى ارتفاع الأسعار بنسبة 30 في المئة وغلاء المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية لفئات واسعة من السكان. وتقول الحكومة ان تلك الاجراءات التقشفية ضرورية لسد عجز الموازنة للدولة المقدر ب 2.4 مليار دولار. ويعاني اقتصاد السودان من ازمة حادة تتسم بارتفاع كبير في معدل التضخم وانخفاض سعر العملة السودانية بعد خسارة البلاد لثلث عائداتها النفطية بسبب انفصال جنوب السودان في تموز/يوليو الماضي. هل ترى أن السودان دخل مرحلة مخاض "ثورات الربيع العربي" المطالبة بإسقاط النظام؟ ما هي – في رأيك - الحلول المتاحة أمام الرئيس البشير للحد من وقع السياسات التقشفية على الفئات المعوزة في المجتمع؟ هل تجد الحكومة نفسها بين مطرقة شح الموارد المالية وسندان الضغط الشعبي؟