ما هي فرص اسقاط النظام بنتيجة عملية المعارضة المسلحة بالاسم الرمزي " بركاندمشق وزلزال سورية"؟ فهل باتت المعارضة السورية بما فيها المسلحة مقتنعة تماما لا برحيل فقط بل بإمكانية الإجهاز على النظام وشخوصه عسكريا؟ ما الذي سيحسم ما يوصف بمعركة دمشق: القوى بالداخل أم من الخارج؟ لماذا استخدمت روسيا والصين مجددا حق النقض ضد القرار في مجلس الأمن الذي من شأنه إعطاء الضوء الأخضر لتحرك عسكري أجنبي ضد سورية بينما لا تهتم روسيا بحماية رؤوس السلطة السورية ورموزها .. لطالما أكد على ذلك مسؤولوها؟ معارك دمشق وبعد مقتل كبار الضباط السوريين في حاشية الرئيس بشار الأسد يسوقان الدليل على ان ساعة الحسم حانت في الأزمة السورية. الا ان الآراء تضاربت بشأن تقويم عملية الجيش السوري الحر المسماة "بركاندمشق وزلزال سورية". البعض يفترضون ان المعارضة السورية المسلحة صممت على الإنتقال الى الهجوم لأنها تأمل بتسديد ضربة قاضية الى النظام وانصاره بقواها الخاصة، وبالتالي تحقق النصر في الحرب الأهلية. فيما يرى آخرون ان هدف العملية الحربية في دمشق هو فرض معارك استنزاف على النظام في العاصمة السورية واستعداء تدخل عسكري أجنبي من الغرب والخليج على غرار ما حصل اثناء الحملة الليبية. ومما يرجح هذه الرواية ان هجوم الثوار بدأ عشية مناقشة قرار مجلس الأمن الدولي. وقد تعرضت روسيا والصين من جديد لضغوط دبلوماسية شديدة من جانب الدول الغربية . الا ان انهما حالتا دون تمرير قرار يجيز استخدام القوات العسكرية الأجنبية في سورية. والقضية ليست في الرئيس السوري نفسه. فالكرملين والخارجية الروسية صرحا مرارا ان موسكو غير متمسكة ببشار الأسد . جاءت هذه التصريحات بصياغة في منتهى الصراحة. الا ان روسيا تدافع عن القانون الدولي وتصر على ان يقوم حل المشكلة السورية على ثلاثة مبادئ مفصلية من مبادئ الأممالمتحدة. وهي احترام القرار السيادي للدولة وحرمة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وبعبارة اخرى ، لا اعتراض لموسكو أبدا على رحيل بشار الأسد إذا تم بإرادة السوريين أنفسهم. لكنها ضد إسقاط النظام بتدخل عسكري أجنبي. موسكو تخشى من ان التدخل المسلح الخارجي بهدف إسقاط نظام، حتى وإن كان لحقن الدماء، يمكن في المستقبل القريب ان يرسخ في الأعراف الدولية نهائيا حق القوى الخارجية في حل المشاكل الداخلية لأي بلد من البلدان بقوة السلاح.