ضبطت شرطة الشارقة الاماراتية عصابة دولية مكونة من أربعة أشخاص نفذوا جريمة احتيال منذ ست سنوات في مدينة عدنباليمن، حيث خدعوا صاحب محل مجوهرات شهير واستولوا على كمية كبيرة من السبائك الذهبية بلغت كيلوغرامات عدة تقدر قيمتها بملايين الريالات اليمنية، وعندما حاولوا تكرار جريمتهم بسوق الذهب في الشارقة سقطوا في قبضة الشرطة. وذكرت شرطة الشارقة في بيان صحافي لها أمس، أن أجهزة التحريات والمباحث الجنائية تمكنت من الايقاع بعصابة مكونة من أربعة أشخاص إيرانيين متخصصة في النصب والاحتيال على محال المجوهرات. وأوضحت أنها تلقت تعميماً من الشرطة الدولية (الانتربول) حول عصابة دولية نفذت جريمة احتيال في عدن، واستولت على سبائك ذهبية بملايين الريالات اليمنية، بأسلوب الاحتيال، إذ تختار ضحيتها بعناية ثم تطلب شراء كمية من السبائك الذهبية، وتدفع مبلغاً بسيطاً كعربون لحين تجهيز الكمية المطلوبة. وأضاف بيان الشرطة، أن أفراد العصابة يترددون على المحل لكسب ثقة صاحبه، وقبل موعد تسلم السبائك يتوجهون إلى المحل بحقيبة كبيرة، ويودعونها أمانة لدى خزانة المحل، وفي الموعد المحدد لتسلم السبائك يأتي أفراد العصابة إلى المحل وبعد فحص ووزن السبائك الذهبية يضعونها داخل أظرف ويطلبون من صاحب المحل الحقيبة، وفي هذه الأثناء يستبدلون الأظرف التي تحتوي على السبائك الذهبية بأخرى تحتوي على قطع من معدن الرصاص. ويضع أفراد العصابة أظرف الرصاص في الحقيبة أمام صاحب المحل ثم يسلمونها إليه مرة أخرى للاحتفاظ بها على سبيل الأمانة ريثما يدفعون بقية مبلغ البضاعة، ويغادرون المحل بحوزتهم أظرف السبائك الذهبية دون دفع ثمنها. وتعامل رجال التحريات والمباحث مع هذه المعلومات بجدية، وتم تشديد الرقابة في أسواق الذهب، وتلقوا معلومات الأسبوع الماضي تفيد بوجود أربعة أشخاص يجوبون محال بيع الذهب ويطلبون كميات كبيرة من المصوغات والسبائك الذهبية بعد تحديدهم مواصفات معينة لطلباتهم بطريقة تثير الارتياب، وبعد التأكد من صحة المعلومات تم تشكيل فريق أمني لمتابعة تحركات المشتبه فيهم والتحقق من نواياهم. ومن خلال البحث والتحري تبين أن الأشخاص الأربعة ترددوا على محل في مركز الذهب بمنطقة اليرموك وطلبوا سبائك ذهبية بقيمة 85 ألفاً و500 درهم ودفعوا 2000 دولار(74 آلاف درهم) مقدماً ريثما يتمكن المحل من إعداد السبائك الذهبية وفق المواصفات التي حددوها، ومن خلال تردد المشتبه فيهم على المحل وطبقاً للمعلومات المتوافرة لدى رجال المباحث تعزز الاشتباه فيهم، خصوصاً أن ملامح اثنين منهم تتوافق وملامح صور بعض افراد العصابة التي ارتكبت جرائمها في مدينة عدن. وبمتابعة البحث والتدقيق تبين أن المشتبه فيهم على وشك تنفيذ سيناريو مشابه للسيناريو الذي نفذوا به جرائمهم السابقة، فتم إعداد كمين في مركز الذهب وألقي القبض على أفراد العصابة متلبسين بمحاولة الاستيلاء على المصوغات والسبائك الذهبية بالاسلوب الاحتيالي نفسه الذي تمكنوا من خلاله من تنفيذ جريمتهم في اليمن. وبالتحقيق مع المتهمين الأربعة ومواجهتهم بالمعلومات والصور المتوافرة لدى أجهزة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة الشارقة، والمتحصلة من جريمتهم السابقة في اليمن، انهاروا واعترفوا تفصيلياً بارتكابهم جريمة احتيال كبرى في عدن ومحاولتهم اتباع الاسلوب ذاته في ارتكاب مزيد من جرائم النصب والاحتيال في الدولة، كما تم العثور بحوزتهم على بعض الحقائب والادوات التي استخدموها في ارتكاب جريمتهم السابقة والتي حاولوا استخدامها مجدداً في ارتكاب مزيد من جرائم الاحتيال على محال الذهب والمجوهرات في الشارقة. وبناء على اعترافات المتهمين تم توقيفهم وإحالتهم الى النيابة العامة في الشارقة. وأعرب نائب قائد عام شرطة الشارقة العميد عبدالله مبارك الدخان، عن تقديره للجهود التي بذلها رجال التحريات والمباحث الجنائية في الإيقاع بالعصابة الدولية وإحباط مخططها لسرقة كميات من الذهب عن طريق الحيلة، مشيراً إلى يقظة رجال المباحث والتحريات وقدرتهم على توظيف المعلومات التي توافرت لديهم من خلال قنوات الاتصال الدولية والاقليمية في قراءة وتحليل المعطيات والمعلومات التي توافرت لديهم، والتي كشفت عن مخطط العصابة الاجرامية ومكنتهم من التكهن بنواياها والحيلولة دون وقوع الجريمة. وطالب الدخان أصحاب المحال التجارية بالحيطة والحذر واتخاذ التدابير التي تحول دون تعرضهم لمثل هذه الجرائم الاحتيالية، والوقوع ضحية لمثل هذه العصابات الإجرامية، وتعزيز التعاون بينهم وبين الأجهزة الأمنية والتواصل معها، والابلاغ عن أي تصرفات تثير الريبة وتدعو للاشتباه.