اختتمت اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة أعمال القمة الإسلامية في دورتها الثانية عشر والتي عقدت على مدى يومين بمشاركة 26 زعيماً من دول العالم الإسلامي. ورحب قادة العالم الإسلامي في ختام قمتهم بالجهود الذي تبذلها القيادة السياسية اليمنية خلال الفترة الانتقالية، مشيدين بتحديد يوم ال18 من مارس القادم موعدا لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، داعين جميع القوى والأطراف والفعاليات السياسية المختلفة في اليمن للمشاركة والتفاعل الايجابي في مؤتمر الحوار الوطني. وجدد البيان الختامي للقمة الإسلامية حرصه على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، مطالبين كافة الدول الإسلامية إلى تقديم كافة أشكال الدعم اللازم للقيادة اليمنية الجديدة بما يسهم في تعزيز السلم والاستقرار والأمن في الجمهورية اليمنية. وأشاد قادة العالم الإسلامي بالانتقال السلمي للسلطة في اليمن وبنجاح الخطوات التي قطعتها اليمن في تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها المزمنة وخطتها التنفيذية، مؤكدين ضرورة دهم حكومة الوفاق الوطني في استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية. وشدد البيان الختامي على أهمية التزام المجتمع الدولي في دعم اليمن ووحدته واستقراره وتنميته، مشيدين بالدور الايجابي الذي بذلته حكومة المملكة العربية السعودية من خلال تنظيمها وعقدها لمؤتمرين في الرياض لأصدقاء اليمن وللمانحين من اجل دعم الاقتصاد وتحقيق التنمية ولتخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني. وفي الشأن السوري طالب البيان الختامي للقمة الاسلامية الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية أن تسرع في تشكيل حكومة انتقالية تمثل كافة أطراف وطوائف شعبها دون تمييز أو إقصاء. وشدد البيان علي ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها, منددين باستمرار سفك الدماء, وأكد القادة مجددا دعمهم لحل سياسي سوري للأزمة, داعين مجلس الأمن للاضطلاع بمسئوليته ووضع نهاية للعنف وإراقة الدماء وإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة. وبالنسبة لفلسطين فإن مشروع البيان الختامي دعا الدول الأعضاء إلي تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لمساعدة فلسطين ويكلف الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي باتخاذ الإجراءات العملية لمتابعة تنفيذ ذلك, وأكد البيان مجددا الطابع المركزي لقضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، ورحب البيان بمنح فلسطين صفة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة. وأكد البيان الختامي للقمة الإسلامية الثانية عشرة دعم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، وأعرب قادة العالم الاسلامي في البيان الختامي عن اسفهم بشأن تأجيل المؤتمر الذي كان مقررا عقده في ديسمبر الماضي بفنلندا حول عدم الانتشار النووي, ومعتبرين هذا التأجيل انتهاكا للقرار الذي اعتمدته الدول الأطراف في معاهدة عدم الانتشار النووي. ويؤكد البيان حق كافة الدول في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للمعايير التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة النووية وتحت إشرافها والتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في هذا الخصوص. وفيما يخص مكافحة الإرهاب, ندد البيان بإرهاب الدولة بجميع أشكاله وتجلياته وأيا كان مرتكبه, مؤكدا الالتزام بتعزيز التعاون المتبادل في مكافحة الإرهاب, ويدين الهجوم الإرهابي علي مجمع الغاز في أميناس بالجزائر. كما أكد البيان الختامي أنه من الضروري تعزيز ثقافة التسامح بين الشعوب لمواجهة محاولات تغذية الكراهية ضد الإسلام والمسلمين,معربا عن بالغ قلق منظمة التعاون الإسلامي إزاء تنامي الهجمات علي الإسلام والمسلمين. ونندد البيان بكل الدعوات المحرضة علي الكراهية الدينية والتي تشكل تحريضا علي العداء أو العنف سواء من خلال وسائل الإعلام المكتوبة أو السمعية البصرية أو الإلكترونية أو أية وسيلة أخري. كما يؤكد قادة العالم الإسلامي ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء من أجل التنفيذ الفعال لإستراتيجية محاربة الإسلاموفوبيا التي أقرتها الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي وأهمية التعجيل بعملية تنفيذ قرارها بشأن وضع آلية دولية ملزمة قانونا لمنع التعصب والتمييز والتحيز والكراهية علي أساس الدين وتشويه الأديان.