يتنافس اليمنيون من رجالات الدولة والمال الكبار على اقتناء وامتلاك أفضل أنواع الجنابي أيا كان ثمنها . ويشبه عشق اليمنيين للجنبية ذلك العشق الذي يبديه البعض تجاه لوحات اشهر الرسامين العالميين .. لا فرق بين لوحه نادرة لسلفادور دالي ، و جنبية عتيقة .. العشق للقيمة التاريخية والندرة هي من دفعت رجل أعمال يمني لشراء جنبية نادرة بمليون دولار . عرف اليمنيون الجنبية منذ القرن الأول للميلاد وتعد بالنسبة للكثيرين مكون هام للزينة الرجالية ورمز للرجولة والقوة والمكانة الاجتماعية كما هي سلاح للدفاع عن النفس في الأوقات الحرجة . ويفاخر زعماء القبائل بما يملكوه من جناب ثمينة ، وهناك عدد محدود منها كجنبية الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وجنبية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم كبرى القبائل اليمنية حاشد وجنبية الشيخ محمد بن ناجي الشائف زعيم قبلية بكيل وعدد آخر محدود بحوزة رجال الدولة والمال الكبار وبعض الشخصيات الاجتماعية ، وكما يقال فنوع الجنبية " وقيمتها تدلان على مكانة لابسها . وجود هذا النوع من الجناب اصبح اليوم نادرا ..فلم تعد صناعة الخناجر التقليدية مزدهرة كما كانت سابقا ، ووجود جنبية قديمة يعد ثروة لا تعوض. يقول محمد العقي (حرفي في صنعاء القديمة) لم يعد السوق كما كان .. كان يكفي الصانع أن يصنع جنبية واحدة كل اسبوع ليلاقي ربحا جيدا أما اليوم ، فقد تدخلت الميكنة في صناعتها .. والقليل فقط يعتمدون على الأسلوب اليدوي في صناعتها . ويؤكد حرفيون كبار أن صناعة الجناب تأثرت بحظر اصطياد حيوانات الوعل والغزال في اليمن ووحيد القرن في بلدان أخرى ،اذ كانت معظم الجنابي تصنع من قرون هذه الحيوانات فقط باعتبارها الأفضل والأكثر طلباً وعوائدها المالية مجزية. هناك جنابي أثرية يعود تاريخ صناعتها إلى ما قبل 800 عام ، وقد يصل ثمن الجنبية إلى 70 مليون ريال وربما أكثر من ذلك ، فيما أسعار الجنابي العادية المصنوعة بالالات الحديثة تراوح بين 3 10 آلاف ريال . ومنذ القدم ارتبطت الجنبية بشخصية اليمني ومعاملاته ..ودخلت " الجنبية " كأداة في العرف القبلي " شرع القبائل إذ تعد وسيلة للتحكيم في المنازعات.. ويقوم الناس يخلع جنابيهم ووضعها لدى شيخ القبيلة أو كبيرها تعبيراً عن الشكوى وطلب الفصل في القضية محل النزاع . ينظر لمن يتخلى عن جنبيته سواءً في ظروف اعتداء أو بيع أو رهن بانتقاص شديد من أقربانه ومعارفه . ولا تخرج الجنبية من غمدها إلا في حالات الضرورة كالدفاع عن النفس .. فيما إخراجها والتلويح بها في الأوقات العادية يدخل في إطار ما يعرف ب " العيب "، وتفرض التقاليد عقوبات بحق من يرفع الجنبية على شخص آخر بغرض تهديده أو التلويح بطعنه دون سبب مقنع ويتم تغريمه مبالغ كبيرة تحت مسمى " دية السلامة.