في فعالية جمعت نخبة من رموز العمل الإسلامي بتوجهاتهم المختلفة أقام منتدى الدكتور غالب القرشي اليوم الأحد 10 مارس 2013 ندوة ناقش المشاركون فيها الخطاب الإسلامي في المرحلة القادمة "مرحلة الحوار". قدم المشاركون في الندوة عدداً من أوراق العمل بدأها الأستاذ زيد الشامي رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح، تناول فيها مفهوم الخطاب الإسلامي من جوانب مختلفة، موضحاً أهم سمات الخطاب الإسلامي المؤثر، كالإيجابية، والخيرية، والسداد، والعدل مع الخصومة، والواقعية مع المرونة، والتيسير والتبشير. وأكد الشامي على تجنب التضييق على الناس، وعدم مؤاخذتهم لأخذهمبالرخص "فإن صحابة النبي لم يكونوا جميعهم كالعشرة المبشرين بالجنة" منوّهاً إلى تجنيب الخطاب الإسلامي أن يكون خطاباً تبريرياً "فنحن في غنىً عن التبرير لأخطاء الأشخاص باسم الخطاب الإسلام". أما الورقة الثانية فقد قدمها الأستاذ محمد سالم عزان وأشار فيها إلى أهميّة تميّز الخطاب الإسلامي حتى يكون خطاباً مؤثراً يتفوق على المنافس الذي يمتلك أدوات قوية لإيصال خطابه. وأكّد عزان على ضرورة الارتقاء بالخطاب الإسلامي من مستوى التبعية إلى مستوى الشراكة "فمن يؤيد بشكل مطلق في المساجد والمحافل هم أتباع وليسوا شركاء"، مشيراً إلى أن الناس يبحثون عن مشروع للحياة وليس للآخرة ومن هنا ينبغي أن ينطلق الخطاب الإسلامي. الشيخ ياسر النجار – عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد، أشار في مداخلة له إلى صفات الخطاب الإسلامي وضوابطه واحتكامه إلى مرجعية الشريعة، وتوجيهه لجميع الناس، وخدمته لقضايا البلاد والعباد، ومواجهة المشروع الصهيوصليبي ، حدّ قوله. أما الشيخ محمد الصادق مغلس عضو مجلس شورى الإصلاح، فقد تطرق في مداخلته إلى منطلقات ومقاصد الخطاب الإسلامي "ويجب أن يهتم – بالضرورة – بمعالجة إشكالات الواقع" واصفاً المبادرة الخليجية بالمخرج السليم لمشاكل البلاد "فقد أوصلتنا إلى الحوار وبذلك أصبح الحوار ضرورة للخروج من الوصاية الدولية وحلّ قضايا البلاد والاتجاه لبناء الدولة والتنمية". وقال الصادق: "يجب أن يكون واضحاً في أذهان المتحاورين أننا مسلمون يمنيون، ثم ينطلقون في حوارهم من هذا الإدراك". رئيس المنتدى الدكتور غالب القرشي قال في تعقيبه أن اختيار هذا العنوان جاء من ملاحظاته المتكررة للتناقض الحاصل في الخطاب الدعوي والإعلامي لمختلف التوجهات الإسلامية، وإن كان في مجمله إسلامياً، والندوة محاولة للتقريب بين تباينات الخطاب الإسلامي، "ليسير في طريق الكلمة الطيبة الجامعة، ويبتعد عن الكلمة الخبثة المفرقة" توالت بعد ذلك المداخلات من الدكتور فضل مروادوالدكتور محمد الوقشي والشيخ عارف الصبري والأستاذ يونس هزاع والدكتور عبد الرقيب عباد والشيخ عبد القوي القيسي، تقاربت الآراء فيها واختلفت حول مفهوم الخطاب الإسلامي ومنطلقاته، مع إجماع واضح حول أهمية تطويره وتحديثه بما يواكب المتغيرات المتتابعة.