اتهمت مصادر حكومية يمنية الحزب الاشتراكي اليمني بوجود جناح متشدد بداخله " يحاول إعاقة التوجهات الجديدة للحزب وقيادته الجديدة والرامية إلى استعادة مكانته ودوره الفاعل على الصعيد الوطني وفي الحياة السياسية بالساحة اليمنية" ! من خلال " خطاب إعلامي مأزوم عبر وسائل إعلام الحزب في محاولة لخلق إرباكات سياسية للقيادة الجديدة للحزب الاشتراكي اليمني برئاسة أمينه العام الدكتور ياسين سعيد نعمان والتي أبدت استياءها من هذا الخطاب غير الرشيد لوسائل إعلام الحزب وعلى وجه الخصوص صحيفة الثوري"!! وقالت تلك المصادر السياسية الحكومية اليمنية إن القيادة الجديدة للاشتراكي تعمل " بكل جهدها من أجل ترشيد الخطاب الإعلامي والسياسي للحزب ليكون خطاباً عقلانياً وموضوعياً وبعيداً عن الشطط أو التجنحات الجهوية المتمترسة بالماضي والتي تنعكس بآثارها السلبية على الحزب وعلاقاته بالآخرين"!!. وأضافت تلك المصادر لموقع " 26 سبتمبر " أن " القيادة الجديدة للحزب الاشتراكي اليمني تعمل حالياً على مراجعة موضوعية وعقلانية لذلك الخطاب والحيلولة دون الانحراف بمسار الحزب إلى منزلق لا يخدم أهدافه أو توجهاته الجديدة ودوره المستقبلي"!! ويأتي هذا الهجوم على من يسمون بالجناح المتشدد في الاشتراكي وعلى إعلامه رغم أن الحزب لا يمتلك سوى صحيفة " الثوري " ، بعد هجوم مماثل تضمنته أسبوعية " الميثاق " الناطقة بلسان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والصادرة أمس الاثنين والتي شنت هي هجوما كلاميا على الخطاب الإعلامي للاشتراكي وبالأخص " الثوري".!! كما أن التغيير المفاجئ للخطاب السياسي الرسمي تجاه الاشتراكي يأتي بعد أسابيع من الأخبار التي تنشرها وسائل إعلام الحزب المؤتمر الشعبي والتي تؤكد على أن الاشتراكي شريكا في تحقيق الوحدة وان هناك حوارات تجري بين الحزبين وذلك لإعادة الاعتبار للاشتراكي الذي خرج مهزوما في الحرب الأهلية عام 94م أمام المؤتمر والإصلاح !! ويعتقد مراقبون أن الهجوم اللاذع على قيادات في الاشتراكي يعود إلى العدد المتميز الذي صدر الخميس الماضي من صحيفة " الثوري " والذي تناول موضوعات سياسية ساخنة في الساحة اليمنية ، إضافة إلى احتوائه على مقال للصحافية والكاتبة الأميركية جين نوفاك التي اتهمت النظام في اليمن بجملة من الاتهامات منها الاتجار بالأسلحة والمخدرات وسمت الحكومة بحكومة الدمار الشامل!! ويقول المراقبون إن الهدف من الحملة الرسمية على " جناح " في الاشتراكي هو دفع قيادة الحزب التي وصفت ب " الجديدة " إلى اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية بحق ذلك الجناح وقيادة صحيفة " الثوري " ، مثل عزل رئيس التحرير خالد سلمان وعدم الاكتفاء بالخطوات التي اتخذتها قيادة الحزب مؤخرا من خلال فرض الرقابة المسبقة على المواضيع التي " تحمل خطابا إعلاميا متشنجا " أو " مأزوما " كما تصفه بعض قيادات الحزب والمقصود من ذلك المواضيع التي تهاجم النظام وبالأخص الرئيس علي عبد الله صالح !! وكانت قيادة الحزب أقرت تشكيل مجلس إدارة ل " الثوري " برئاسة الأمين العام الدكتور ياسين سعيد نعمان وعضوية عدد من أعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسي. ولا يستبعد المراقبون أن يكون ضمن أهداف الخطاب الإعلامي الحكومي " الزعلان " هو الإيحاء بان قيادة الحزب الجديدة " مهادنة " للسلطة وبالتالي تفجير صراعات داخلية داخل الحزب تؤدي إلى تفككه وانشطاره !!