اعادت السفارتان البريطانية والالمانية ومكتب الاتحاد الاوروبي في صنعاء أمس نشاطها بعد فترة اقفال موقت نتيجة تهديدات محتملة من الذراع اليمنية لتنظيم "القاعدة"، بينما ظلت السفارة الاميركية مقفلة وكذلك سفارات ايطاليا وهولندا وفرنسا ومكتب الاممالمتحدة لأسباب أمنية. وكانت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا والمانيا وهولندا اعلنت في الرابع من آب الجاري تعيلق العمل في سفاراتها موقتا، وأجلت بريطانيا وأميركا وهولندا الموظفين غير الاساسيين في هذه السفارات، كما نصحت رعاياها بمغادرة اليمن، نتيجة ما اعتبرته تهديدا عاليا بهجمات ارهابية يخطط لتنفيذها الفرع اليمني لتنظيم "القاعدة" بزعامة أمير تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ناصر الوحيشي. وجاء فتح السفارة البريطانية مع تقديم السفيرة الجديدة للمملكة المتحدة جان ماريوت أوراق اعتمادها الى الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي عرض معها القضايا المتصلة بالتسوية السياسية في اليمن. ورحبت صنعاء بالخطوة البريطانية، ودعت السفارة الاميركية والسفارات الغربية الاخرى الى فتح أبوابها ومعاودة نشاطها طبيعيا، وسط توقعات ان تفعل السفارة الاميركية في الايام القريبة. وقال ديبلوماسيون ان المسؤولين اليمنيين أجروا مشاورات مع الحكومات الغربية لاعادة فتح سفاراتها، باعتبار ان اقفالها يحقق الاهداف التي يسعى اليها مسلحو تنظيم "القاعدة". وكانت السفارة الفرنسية في صنعاء أعلنت في وقت سابق أنها ستعيد فتح أبوابها اعتباراً من الأحد، وقالت إنها تأكدت من تراجع مستوى التهديدات الأمنية في اليمن، لكن مصادر متطابقة أشارت الى أن هذه الخطوة تأجلت لأسباب مجهولة. واستمرت صنعاء في تعزيز إجراءاتها الامنية في محيط السفارات الغربية وشوهدت قوات عسكرية معززة بالسلاح الثقيل تنتشر في الشوارع التي تؤدي إلى مقار السفارات الغربية والمصالح الحيوية اليمنية والغربية. في غضون ذلك، قالت مجموعة "سايت" التي تتابع نشاطات المتشددين الاسلاميين على مواقع الانترنت، إن العضو الاميركي في "القاعدة" آدم جادان دعا إلى شن مزيد من الهجمات على الديبلوماسيين الغربيين في العالم العربي وأشاد بمقتل السفير الاميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنس في 11 أيلول من العام الماضي. وجادان من مواليد كاليفورنيا واعتنق الإسلام ورصدت مكافأة قيمتها مليون دولار مقابل اعتقاله. وأوضحت "سايت" أنه ناشد المسلمين الأثرياء عرض مكافأة على المتشددين لقتل سفراء المنطقة واستند إلى المكافأة التي أعلنت لقتل السفير الأميركي في اليمن. وأضافت أن جادان قال في تسجيل فيديو بالعربية اوردته مواقع يستخدمها المتشددون إن هذه المكافآت لها أثر كبير في زرع الخوف في قلوب الخصوم. وأعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مكافأة قيمتها ثلاثة كيلوغرامات من الذهب في مقابل قتل السفير الأميركي في صنعاء أو خمسة ملايين ريال (23,350 دولارا) لأي جندي أميركي هناك. وسبق لجادان ان دعا إلى استهداف ديبلوماسيين أميركيين. ففي آب 2007 قال إن "القاعدة" ستستهدف ديبلوماسيين وسفارات ردا على العمليات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان. ويحاول مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" استجواب جادان الذي يعتقد أنه موجود في باكستان منذ عام 2004 وعرضت الحكومة الاميركية ما يصل إلى مليون دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقاله.