صنعاء : تأتي زيارة الرئيس على عبد الله صالح المرتقبة إلى روسيا في تزامنا مع احتفال البلدين بمناسبة مرور ثمانين عاما على توقيع أول اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين في الأول من نوفمبر 1928..وقال وزير الخارجية أبو بكر القربي, أن زيارة الرئيس علي عبد الله صالح, لموسكو, تعد فرصة لبحث سبل تطوير العلاقات بين روسياواليمن. وتسعى صنعاء إلى تعزيز علاقاتها الدولية في وقت يرى فيه المراقبون السياسيون أن هناك توترا في العلاقات الأمريكيةاليمنية وبعض الفتور بسبب الخلاف بين البلدين على ما يسمى الحرب على الإرهاب واتهام الأخيرة لليمن بأنها تأوي عدد من أعضاء تنظيم القاعدة رفضت اليمن تسليمهم لها ، وفي ظل المساعي الأمريكية لنشر قوات في منطقة خليج عدن وبحر العرب. وأشار القربي في تصريحات صحفية سابقة إلى وجود مجالات كثيرة للتعاون بين البلدين في الاقتصاد والثقافة وجوانب التعاون العلمي والتجاري وجذب الاستثمارات, وإقامة المشروعات المشتركة بين القطاع الخاص في البلدين. كما تشهد هذه المناسبة زيارات رسمية متبادلة بين الدولتين حيث يزور اليمن حاليا وفقد مجلس الفدرالية الروسي (الشيوخ) برئاسة سيرغي ميرونوف والذي أشار في تصريحات صحفية خلال جلسة المباحثات الرسمية مع رئيس مجلس الشورى اليمني عبد العزيز عبد الغني إلى الزخم الكبير التي تحظى به علاقات بلاده مع اليمن خاصة بعد زيارة الرئيس على عبد الله صالح لروسيا. وسلم المسؤول الروسي صباح اليوم رسالة للرئيس من نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف تضمنت توجيه الدعوة رسميا لزيارة روسيا الاتحادية كما تناولت الرسالة العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها, بالإضافة إلى القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها التطورات في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي. . . وأعتبر الرئيس صالح خلال لقاءه المسؤول الروسي العلاقات بين البلدين علاقات صداقة تاريخية متطورة. وأكد حرص اليمن على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. وأعتبر السفير اليمني لدى روسيا الاتحادية محمد صالح أحمد الهلالي أن هذه الزيارة للمسؤول الروسي ستشكل لبنة على طريق تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين الصديقين لترتقي إلى مستوى الشراكة ولتستفيد من الإمكانيات المتاحة بين الدولتين وخصوصا في مجالات الاستثمار، وكذلك التعاون الاقتصادي والمشاريع المشتركة للتناغم مع التطور الذي وصلت إليه العلاقات السياسية والثقافية والبرلمانية.
وأكد ميرونوف عزم روسيا على تطوير التعاون مع اليمن في كافة المجالات، وثمن عاليا المواقف المتوازنة التي تبديها صنعاء تجاه القضايا التي تهم موسكو. وأعتبر ميرونوف حجم التبادل التجاري الذي يصل إلى 178 مليون دولار، غير مناسب ولا يتفق مع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين مؤكدا على ضرورة العمل من أجل تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، . وأشار إلى الإمكانيات غير المستخدمة، ومنها الاتصالات بين المناطق الروسية واليمنية. ودعا ميرونوف اليمن إلى المشاركة في المعرض العربي الأول "Arabia expo " الذي سيقام في مركز المعارض الروسي قريبا. وقال إنه تحدث إلى وزير التعليم العالي الروسي الذي أكد له استعداد الحكومة الروسية لتوسيع المنح التعليمية المقدمة لليمن.
من جانبه قال رئيس مجلس الشورى اليمني عبد العزيز عبد الغني بأن العلاقات اليمنية الروسية قوية وحميمة، وتزداد رسوخا منذ توقيع أول معاهدة للصداقة والتعاون بين البلدين قبل ثمانين عاما. وأدلى عبد الغني بهذا التصريح في جلسة المباحثات الرسمية مع وفد مجلس الفدرالية الروسي برئاسته ورئاسة نظيره الروسي سيرغي ميرونوف. وأكد عبدالغني حرص اليمن على تقوية وتمتين العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية مع روسيا لتعكس المستوى الجيد من العلاقات السياسية بينهما. وأشاد بالدور الذي أدته روسيا خلال العقود الماضية لفائدة اليمن في مجالات كثيرة، معربا عن شكره للاستعداد الذي أبداه الجانب الروسي لتوسيع المنح الدراسية للطلاب اليمنيين في الجامعات الروسية. وجدد موقف بلاده الداعم لنظام دولي متعدد الأقطاب، وسيادة الأممالمتحدة وضرورة اتخاذ القرارات الدولية في إطار الأممالمتحدة وعلى أساس القانون الدولي. وسيتم خلال الزيارة توقيع بروتوكول للتعاون الثنائي بين المجلسين يستند الى إعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون بين الجمهورية اليمنيةوروسيا الاتحادية، الموقع في 17 أكتوبر 2002.