إيرين صنعاء : حذر عمال الإغاثة من مخاوف انتشار الأمراض في محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، التي ضربتها السيول والفيضانات أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وجاء هذا التحذير بعد أن انتشرت الآلاف من برك المياه الراكدة وأكوام النفايات والحيوانات الميتة في المحافظة وأحاطت بمنازل السكان. وقد تفاقمت الأوضاع بسبب غياب شبكات الصرف الصحي والمياه النظيفة أو تدميرها في بعض الحالات بالإضافة إلى نقض المعدات والخبرة الفنية. كما ظهرت أسراب الذباب والبعوض في المناطق الحضرية وتكونت المستنقعات الممزوجة بمياه الصرف الصحي. وأخبر العبد ربيع باموسى، مدير مكتب الصحة العامة في المكلا شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الفيضانات دمرت أنظمة الصرف الصحي وشبكات المياه وكونت المستنقعات بينما تناثرت أكوام القمامة في المكان". ولا تزال شبكات المياه بحاجة للإصلاح في المكلا، ولكن بعض الأسر كانت محظوظة بالحصول على المياه التي قامت الجمعيات الخيرية المحلية بنقلها إليهم. كما تعرضت الكثير من الآبار في المناطق الريفية للتلوث وشكل غياب المياه النظيفة خطراً على صحة السكان وخاصة الأطفال. الأمراض وأوضح عادل الهتار، من مكتب الصحة في المكلا، أن الأمراض التي قد تنتشر بسبب هذه الأوضاع غير الصحية هي الكوليرا وشلل الأطفال والإسهال الحاد. بدوره، قال عدنان باجنيد، رئيس اللجنة الصحية في جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في المكلا أن الإسهال والالتهابات الصدرية والحمى ظهرت بالفعل بين المتضررين بالفيضانات وخاصة بين الأسر النازحة. وأضاف أن شلل الأطفال قد يعود للظهور إذا لم تتمكن فرق التحصين من الوصول إلى الأطفال في المناطق المتأثرة. كما قال المسؤولون الصحيون أن الأوبئة قد تنتشر إذا لم تعالج مشكلة المستنقعات وبقايا الأطعمة خلال 15 يوماً. وقد مر 12 يوماً إلى الآن منذ ظهور مثل هذه المخاطر. مساعدات اليونيسف من جهته، قال ممثل اليونيسف، عبودو كريمو أدجيبيد، أن الاهتمام الأكبر للمنظمة يتمثل في إنقاذ الأطفال الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية بينهم. وفي تصريح لليونيسف صدر يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني، أفادت المنظمة أن الفيضانات أدت إلى مقتل 98 شخصاً وتشريد الآلاف، مع ازدياد خطر إصابة النساء والأطفال بالأمراض المنقولة عبر المياه والتعرض لبرودة الطقس في الشتاء. كما أوضحت أن أكثر من 22,000 شخص تشردوا بسبب الفيضانات واتخذوا من 65 مدرسة مأوىً لهم. وقالت المنظمة كذلك أنها أرسلت قافلة من مواد الإغاثة لمساعدة الأطفال وأسرهم المتأثرين بالفيضانات. وتتضمن هذه المساعدات حاويات المياه والأدوات الصحية الضرورية التي تحتاجها الأسر في مراكز الإيواء المؤقتة المكتظة بالنازحين. كما أفاد باموسى من مكتب الصحة العامة في المكلا أن السلطات بدأت بإزالة الأنقاض الناتجة عن الفيضانات ورش المستنقعات بالمبيدات الحشرية. بالإضافة إلى ذلك، شرعت جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني برش المناطق التي تجمعت فيها البرك المائية وقامت الفرق التابعة لها بتوزيع الأدوية على الأسر النازحة.