أكد رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة، ان اليمن رئيسا وحكومة على اقتناع تام ان تحقيق النمو الاقتصادي العالي والمستدام والتصدي لظاهرة الفقر والتخفيف من آثاره السلبية على المواطن هو المدخل الحقيقي لانتشال بلادنا من براثن أزماتها الراهنة، وابعادها وتداعياتها وآثارها السلبية على مجمل المكونات والفئات والشرائح المجتمعية. وقال الاخ رئيس الوزراء لدى افتتاحه اليوم بصنعاء اعمال اجتماع المتابعة لتعهدات المانحين والاطار المشترك للمسؤوليات المتبادلة ، قال:" وهذا لن يتحقق ما لم يتوفر لنا الدعم السخي والمباشر والسريع من قبل اشقائنا واصدقائنا، ومالم يتم تفعيل جوانب الشراكة في التنمية بين بلادنا وشركائها في التنمية من دول ومؤسسات وصناديق مانحة ومضاعفتهم لدعمهم المالي والتنموي لنا من اجل التغلب على التحديات التنموية التي تواجه اليمن واهمها التحديات الامنية والارهابية حتى نستطيع استكمال عملية الانتقال السياسي السلمي باسرع ما يمكن". وأعرب الاخ باسندوة عن تطلع حكومة الوفاق الوطني الى العمل سويا مع مجتمع المانحين وبقية الشركاء في التنمية لتجاوز مجمل التحديات التنموية وصنع مستقبل اكثر اشراقا لوطننا على نحو يجعله قادرا على تبوء مكانه اللائق به في المحيطين الاقليمي والدولي.. مشيرا الى ان ذلك يتطلب من المانحين الوفاء بتعهداتهم والتسريع في اتخاذ اجراءات تخصيصها كي يتأتى البدء في تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية المطروحة عليهم ضمن البرنامج الاستثماري العام، وفقا لاولويات واحتياجات التنمية في اليمن والمنصوص عليها في البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية واولويات التحول في المرحلة المقبلة. وعبر رئيس الوزراء عن سعادته بهذا الاجتماع الذي ياتي في اطار التقييم والمتابعة الدورية لمستوى التقدم في تنفيذ واستيعاب تعهدات المانحين في مؤتمر الرياض للمانحين ومؤتمر اصدقاء اليمن بنيويورك خلال شهر سبتمبر 2012م، وتنفيذ الاطار المشترك للالتزامات المتبادلة بين الحكومة ومجتمع المانحين.. لافتا الى الاهمية الكبيرة التي يحلتها هذا اللقاء على طريق الاعداد والتحضير للقاء المتابعة عالي المستوى المقرر انعقاده في شهر ابريل القادم. وأكد الاخ باسندوة اهمية هذا الاجتماع والدور المنوط به في التسريع بعملية الاستيعاب للتعهدات والمنح الخارجية نظرا لما لها من مردود اقتصادي واجتماعي وسياسي على المواطن اليمني.. موجها الشكر لكل الحاضرين والمشاركين في اعمال هذا الاجتماع على جهودهم الطيبة لمساعدة اليمن في التغلب على ما يعترضه من تحديات تنموية وسياسية وامنية تهدد استقراره وامنه وعلى وقوفهم العملي والجاد الى جانب اليمن في محنته الراهنة، والمشاركة في المستقبل المنشود لليمن.. وقال " اخص بالشكر فريق الجهاز التنفيذي المكلف بالتسريع في استيعاب تعهدات المانحين على جهدهم في التحضير لهذا الاجتماع واعداد تقرير الانجاز والمتابعة". ولفت رئيس الوزراء الى انه بالرغم من التحديات والظروف الاستثنائية التي مر بها اليمن خلال السنوات الثلاث الماضية والتي لاتزال تداعياتها وآثارها تعكس نفسها على الاوضاع عموما حتى الان، الا ان الشعب اليمني وبحكمة ابنائه جميعا قدم نموذجا فريدا بات يضرب به المثل في عملية الانتقال السلمي للسلطة في المنطقة والعالم .. مشيرا الى الجهود المشتركة لاعداد وتنفيذ البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية للفترة من 2012-2014م المستند الى دعم ومؤازة الاشقاء والاصدقاء المتعهدين في مؤتمر المانحين والذي كان بمثابة بارقة امل في طريق تجاوز التحديات وصنع مستقبل اكثر استقرارا وازدهارا. وقال " وعلى طريق بناء الدولة اليمنية الحديثة فقد مثل مؤتمر الحوار الوطني الشامل محطة تاريخية فاصلة في عملية التحول والتغيير السياسي واعادة بناء الدولة، وبصورة تترجم اهداف وتطلعات الثورة الشبابية الشعبية السلمية في بناء دولة مدنية حديثة تقوم على المؤسسات وسيادة القانون وتحقيق العدالة في توزيع الدخل وعوائد الثروة وتحقيق المواطنة المتساوية وارساء اسس الحكم الرشيد، فضلا عن مكافحة الفساد وتعزيز مبادئ المساءلة والشفافية وصون الحقوق والحريات". وأكد الاخ باسندوة اهمية استثمار ارادة التغيير التي اجمع عليها اليمنيون - باستثناء قلة من اصحاب المصالح والاجندات الخاصة -في بناء الدولة الفاعلة والقادرة على تحقيق النهوض الاقتصادي والتنموي على نحو يمكن معه تفادي اخطاء الماضي وسلبياته المتجذرة والتركيز على امكانيات النهوض والتعايش وفرص البناء المتاحة والممكنة وبما يمكن من استيعاب الرؤى والتطلعات الايجابية لكافة القوى الوطنية والفئات الاجتماعية في اليمن وتحقيق تفاعلها. وقال " على الرغم من اجتيازنا في اليمن لمراحل صعبة ونجاحنا في حلحلة الكثير من العقد المصطنعة والتحديات المختلفة من قبل بعض المتصيدين في الماء العكر والواهمين في عودة عقارب الساعة الى الوراء، فاننا نرى بان من واجبنا ان نوضح ونبين كافة الحقائق لابنائنا وبناتنا واخواتنا واخواننا بصورة خاصة، وللاشقاء والاصدقاء بصورة عامة ومكاشفتهم بها حتى يضاعفوا من جهودهم الرامية لتعزيز الامن والاستقرار". وأضاف " ولكل هؤلاء نقول ان غض الطرف عن من يعمل على اشاعة حالة اللا استقرار في المجتمع واقتراف جرائم التخريب الممنهج لانابيب تصدير النفط والغاز وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وتحريض الجماعات المسلحة على ارتكاب بعض الاعمال الخاطئة لن يضر باليمن وحده وانما ستترتب عليه مخاطر اقتصادية واجتماعية وسياسية وامنية سوف تتجاوز حدود بلادنا والمنطقة برمتها". وأكد رئيس الوزراء ان المضي قدما في دعم اليمن على طريق الانجاز هو المطلوب خاصة وان عملية تاسيس وبناء الدولة اليمنية الحديثة ماضية وبعزم لا يلين .. موضحاً ان اولى الخطوات المتعين علينا القيام بها هو الشروع في تنفيذ نتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني على مختلف الاصعدة .. مؤكداً ان هذه العملية ستمكن الجميع من الانطلاق نحو مرحلة جديدة في تاريخ اليمن الحديث عنوانها الشراكة الفاعلة والمواطنة المتساوية والمسئولية المشتركة بين ابناء اليمن جميعا دون استثناء لجماعة او فئة او طائفة او حزب سياسي او منطقة مع تلبية الحقوق والمطالب المجتمعية المشروعة في ظل دولة يمنية فيدرالية. واختتم الاخ رئيس الوزراء كلمته بتمنياته لهذا الاجتماع النجاح وان يتمخض عن مقررات جادة ونتائج مثمرة تسهم في تحقيق الاهداف المرجوة على اكمل وجه باذن الله تعالى. من جانبه أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي أنه تم التوافق بين الحكومة وعدد من المانحين على تخصيص منح ومساعدات تنموية مقدمة لليمن ..مشيرا الى أنه سيتم في نهاية النصف الأول من العام الجاري التوقيع على ( 60-70) بالمائة من إجمالي المنح والقروض المقدمة من المانحين في حين سيتم استكمال التوقيع على بقية المنح والمساعدات المقدمة لليمن نهاية العام الحالي. واشار الوزير السعدي الى اهمية تعزيز أطر العلاقات القائمة بين اليمن ومجتمع المانحين لتنتقل من التعاون الى الشراكة .. مؤكدا على ضرورة دعم المانحين للجهاز التنفيذي لاستيعاب المساعدات الخارجية. وهنأ الدكتور السعدي الأخت أمة العليم السوسوة بمناسبة تعيينها رئيسية للجهاز خلفا للرئيس التنفيذي السابق الهادي العربي . واعتبر وزير التخطيط والتعاون الدولي أن التوافق الوطني القائم في الساحة اليمنية يحمل كافة القوي والمكونات السياسية والمجتمعية اليمنية مسؤولية تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تمثل خارطة طريق آمنة لتحقيق التحول السياسي المنشود . من جهته اشاد رئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اليمن السفير سعد العريفي بالجهود المتفانية والدؤوبة التي بذلتها حكومة الوفاق الوطني برئاسة رئيس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة خلال العامين الماضيين للوفاء بالتزاماتها المحددة في وثيقة الاطار المشترك للمسؤوليات المتبادلة ، معتبرا أن سقف الإنجاز المحرز مقارنة بالظروف الصعبة والتحديات ذات الطابع السياسي والأمني التي طرأت خلال هذه الفترة في البلاد يستدعي الثناء والتقدير والتفهم لأي أوجه قصور اعترت منظومة الأداء الحكومي. وأثنى رئيس بعثة مجلس التعاون على الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة الوفاق الوطني لاستكمال إعداد مصفوفة الاجراءات التنفيذية لمخرجات الحوار الوطني التي تم اقرارها من قبل مجلس الوزراء في العاشر من شهر مارس الجاري تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ، ونتمنى أن يبدأ التنفيذ العملي لاستحقاقاتها قريبا . وقال " ينعقد هذه الاجتماع بالتزامن مع تحضيرات جارية وحثيثة للترتيب لانعقاد الإجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن في شهر أبريل القادم والذي يحظى بدعم وحرص واهتمام بالغ من قبل دول مجلس التعاون و الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني ، وهو ذات الحرص والاهتمام الذي انطلقت من خلاله دول المجلس للتسريع بتخصيص تعهداتها التمويلية المقدمة لليمن لدعم قدرات حكومة الوفاق الوطني على مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والتنموية الملحة وتنفيذ المشاريع المدرجة في قائمة اولوياتها خلال الفترة الانتقالية ، بالتوازي مع مواصلة دعم ورعاية العملية السياسية القائمة في البلاد والتي احرزت تقدما نوعيا بعد النجاح المشهود الذي توج اختتام مؤتمر الحوار الوطني في ال 25 من شهر يناير المنصرم ". واشار السفير العريفي الى أن التدشين الرسمي لأنشطة الجهاز التنفيذي للتسريع باستيعاب المساعدات الخارجية في التاسع من ديسمبر 2013م مثل خطوة نوعية وملحة تندرج ضمن تنفيذ مخرجات مؤتمر الرياض للمانحين ،معربا عن تطلعه في أن تشهد الفترة القادمة تفعيلا لأداء وأنشطة هذا الجهاز الحيوي الذي سيسهم بشكل فاعل في دعم قدرات الجهات الحكومية للتسريع باستيعاب المساعدات التمويلية الخارجية والاستغلال الأمثل لهذه الموارد في تلبية الاحتياجات التنموية والاقتصادية التي يتطلبها بشكل ماس المواطن اليمني . من ناحيته أكد المدير القطري للبنك الدولي في اليمن وائل زقوت على اهمية تفعيل اداء ودور الجهاز التنفيذي لاستيعاب المساعدات الخارجية مشيرا الى ان الجهاز سيسهم في دعم قدرات المؤسسات الحكومية في استيعاب المساعدات الخارجية . ولفت المدير القطري للبنك الدولي الي اهمية دعم مجتمع المانحين للجهاز التنفيذي للتسريع باستيعاب المساعدات الخارجية معتبرا أن الجهاز سيضطلع بدور محوري في ضمان الاستغلال الامثل للمساعدات الخارجية في احداث التنمية الشاملة في اليمن .