أبدت قوى غربية انتقادها بشأن عرض قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة سوريا في بناء محطة للطاقة النووية، بينما تخضع لتحقيق بشأن ما يشتبه في أنه نشاط ذري سري، نقلا عن تصريحات لدبلوماسيين الجمعة 14-11-2008. وأكد الدبلوماسيون أن تحرك الولاياتالمتحدة وحلفائها المقربين لمنع مشروع "التعاون الفني" خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة يعقد خلال أسبوعين، وهي خطوة نادرة وتثير انقسامات سياسية، سيتوقف على نتائج تقرير عن تحقيق تجريه الوكالة بشأن سوريا من المقرر أن يصدر الأسبوع المقبل. وأوضح دبلوماسيون في فيينا، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن حقيقة خضوع سوريا لتحقيق بشأن مخاوف تتعلق بالانتشار النووي تعني أن الموافقة على دراسة مشروع محطة الطاقة النووية الآن قد يعطي رسالة خاطئة. وتضمنت وثيقة تخضع لقيود للوكالة الدولية عرضا بإجراء "دراسة جدوى فنية واقتصادية واختيار موقع" لإنشاء محطة للطاقة بتكلفة 350 ألف دولار في الفترة من 2009 وحتى 2011. وهذه واحدة من ثمانية مشروعات مقترحة للتعاون الفني في سوريا، من النوع الذي تنفذه الوكالة في العديد من الدول الأعضاء التي تسعى لتطوير استخدامات سلمية للطاقة النووية. وتعرض خطط التعاون الفني على مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة في تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام للحصول على موافقته، ويجب الموافقة على هذه المشاريع بتوافق الآراء. والمشروعات السبعة الأخرى المخصصة لسوريا تشمل مشروعات في الاستخدامات الطبية والزراعة وتطبيقات السلامة، وقال دبلوماسيون إن هذه المشروعات لن تلقى اعتراضات من أحد. وأفاد دبلوماسيون أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهي من بين أكبر المساهمين في تمويل مشروعات المعونة التي تقدمها الوكالة الدولية، كشفت موضوع دراسة محطة الطاقة النووية في اجتماع للبعثات الدبلوماسية الغربية المعتمدة في الوكالة. وقال دبلوماسيون يتابعون نشاط الوكالة الدولية الاثنين الماضي إن آثار يورانيوم ظهرت في بعض عينات الاختبار التي جمعها مفتشو الوكالة من موقع سوري، تؤكد واشنطن أنه كان مفاعلا نوويا كاد يكتمل قبل أن تقصفه إسرائيل في 2007. ومن جانبها، أعلنت سوريا أن الموقع كان مبنى عسكريا مهجورا، وأن معلومات المخابرات الأمريكية التي توجه التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية ملفقة، وألمحت إلى أن جسيمات اليورانيوم مصدرها الذخيرة التي ألقتها إسرائيل على الموقع. وذكر بعض الدبلوماسيين والمحللين أن الآثار جاءت على الأرجح من يورانيوم كان في مرحلة ما من المعالجة لإنتاج وقود، لكن مصدره لا يزال غير واضح. وفي خطوة نادرة حرم مجلس محافظي الوكالة إيران من بعض مشروعات التعاون الفني قبل عامين، ولكن خلافا للوضع في سوريا، وجدت الوكالة الدولية أن إيران لديها أنشطة نووية سرية حساسة، كما أنها تخضع لعقوبات فرضتها الأممالمتحدة تحظر المساعدات التي تقدمها الوكالة.