حذرت رئيسة الهيئة الأوروبية للمنافسة التجارية نيللي كروز فرنساوألمانيا من مخاطر مجاراة الحكومة الأمريكية بدعم صناعة السيارات في بلديهما. ودعت كروز جميع الحكومات إلى عدم "الوقوع في فخ سباق دعم صناعة السيارات" بعد تصاعد الدعوات في كل من الولاياتالمتحدةوفرنساوألمانيا إلى دعم هذه الصناعة. وأضافت أن دعم هذه الصناعة هو بمثابة تصدير المشكلة إلى الدول الأخرى وليس حلا لها مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يمتلك وسائل يمكنه عبرها مساعدة هذه الصناعة مثل صندوق المساعدة البيئية حيث ستكون الفائدة التي يحصل عليها الاتحاد مزدوجة، إنقاذ صناعة السيارات ومحاربة الاحتباس الحراري. وتسعى الدول الأوروبية إلى تخفيض انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون الناجم عن السيارات بنسبة 20 بالمائة بحلول عام 2020. وعلى صعيد آخر أعلن رئيس شركة فورد في ألمانيا برنهارد ماتيس أن الاتحاد الأوروبي سيقدم حوالي 50 مليار دولار إلى صناعة السيارات في القارة الأوروبية لمساعدتها على الإيفاء بشروط الاتحاد الأوروبي في مجال انبعاث الغازات الناجمة عن السيارات وتحسين كفاءة استهلاك السيارات للوقود. وقال ماتيس في مقابلة له مع صحيفة بيللد الألمانية أن هذه الأموال ليست منحة أو هبة بل قرض بفائدة بهدف "مساعدة الشركات الأوروبية الصانعة للسيارات على استخدام تقنيات أكثر تطورا وتحسين فرص منافستها في الأسواق العالمية". وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى تراجع مبيعات السيارات في القارة الأوروبية بنسبة 14 بالمائة بسبب الأزمة المالية العالمية. وكان صانعو السيارات في القارة الأوروبية طلبوا مبلغ 50 مليار دولار على شكل قروض ميسرة لتجاوز الأزمة التي يواجهونها. فقد أعلنت شركة اوبل الألمانية التي تملكها جنرال موتور الأمريكية احتمال انهيارها بسبب أزمة الأخيرة. وقد طلبت اوبل من المستشارة الألمانية انجيلا مريكل تقديم ضمانات قروض لها بمبلغ مليار يورو للاستمرار في العمل في حال انهيار الشركة الأم جنرال موتور وردت ميركل أن الحكومة ستبت بطلب اوبل قبل نهاية العام. ويعمل في مصانع اوبل في ألمانيا 26 ألف شخص بينما يعمل شخص واحد من أصل سبعة في ألمانية في مجال صناعة السيارات بشكل مباشر أو غير مباشر. "لا مال دون خطة" جاءت دعوة كروز وإعلان ماتيس بعد يوم من فشل صانعي السيارات في الولاياتالمتحدة والكونجرس الامريكي في التوصل الى اتفاق على خطة لإنقاذ صناعة السيارات في أمريكا. وطالب زعماء الكونجرس من الحزب الديمقراطي من الشركات الثلاث، جنرال موتور وفورد وكرايسلر، إلى تقديم خطة لإنعاش هذه الصناعة قبل الحصول على 25 مليار دولار طلبتها الشركات الثلاث. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي " لا مال لهذه الشركات قبل تقديمها خطة مقنعة لإنقاذ هذه الصناعة"