أعلن امس الإثنين في صنعاء عن تأسيس الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية, وتم إختيار هيئة رئاسة للأصطفاف, وأكد شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح أن الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية جاء استجابة وطنية اخلاقية في محاولة لرأب الصدع في الصف الوطني إثر ما تتعرض له البلد من انشقاقات سياسية وصراعات طائفية. وأوضح الدكتور المقالح الذي يشغل رئاسة المجمع العلمي اللغوي ومركز الدراسات والبحوث في كلمة افتتاح الاجتماع التأسيسي للإصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية أنه لضرورة نجاح هذا المسعى الاصطفافي, فإنه ينظر الى الجميع بوصفهم أخوة أخطأوا الطريق الى الهدف الذي يروا أن في تحقيقه مصلحة للوطن وأبنائه. وأشار الدكتور المقالح الى أنه لم يعد خافياً على احد ما وصل اليه حال البلاد في هذه الآونة وما تتعرض له من انشقاقات سياسية وصراعات طائفية, ومن حروب تقود الى التفتت والانهيار. وأضاف : على ضوء ذلك يفترض بالعقلاء أو من تبقى منهم في هذا الوطن الجريح ان يقولوا آرائهم ويكون لهم موقفهم الواضح والصريح مما يحدث خوفاً من تمادي الأخوة الأعداء هنا وهناك في الاسترسال في الصراع الدموي وانتهاك حرمة الأخوة الدينية والوطنية, وما تقود اليه من عواقب تطال الجميع، مبينا أن ذلك لن يسلم منها ضالع ولا بريء, الذي سيكون وقودها الأول من يشعلون نيرانها ويحشدون لها في السر والعلن . كما أكد المقالح أنه سيكون في مقدمة ما يضطلع به هذا الاصطفاف المحايد الذي لا ينحاز الا الى الوطن ومصلحته العليا, وينبه ويحذر من عواقب التمادي في الصراعات وإثارة الخصومات بين أبناء العائلة اليمنية الواحدة التي لم تشهد عبر القرون المتوالية ما شهدته في هذه الآونة من انقسام خارج نطاق كل الثوابت الدينية والوطنية والأخلاقية. وفي كلمة لجنة الاعداد والتحضير التي ألقاها رئيس اللجنة الأستاذ يحيى العرشي أكد فيها أن التحول الذي شهدته اليمن كان تحولا طبيعياً للبحث عن حياة أفضل ودور مؤسسي يواكب المعطيات والتحولات من حولنا. وقال:" ندعو لدور شعبي واصطفاف شعبي حقيقي يعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل والتي عالجت قضايا اليمن للخروج من أزماته المتعددة، مشيرا إلى أن فكرة الاصطفاف الشعبي جاءت نتيجة لما تشهده اليمن من ازمات متعددة وحرصا من الهيئة التأسيسية على الحفاظ على المكتسبات الوطنية والوحدة اليمنية والنظام الجمهوري. وأوضح أن مؤتمر الحوار الوطني داء تجسيدا لهذا التحول وتجسيدا للحوار الذي يجتذب الدور المؤسسي واتاحة الفرصة لكافة ابناء اليمن للتحاور ، والذي انتظرنا نتائجه التي جاءت ملبية لطموحات وتطلعات ابناء الشعب اليمني ، وهذا الاصطفاف يدعو لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي يعد اهم من القرارات نفسها. ونوه اللواء المناضل حسين علي هيثم في كلمته ممثلا عن مناضلي ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر, إلى ان ما مرتا به ثورتي سبتمبر واكتوبر من مؤامرات والتفاف على أهدافهما من قبل الاعداء أو من الذين تعاقبوا على الحكم الذي كان يتصف طريقة حكمهم بالشمولية والاقصاء وعدم الاعتراف بالأخر وما نتج عنه من دورات عنف وقمع واقصاء وخلقت الصراعات بين المواطنين سواء قبل الوحدة بين الشطرين او بعدها. وأشار اللواء هيثم إلى أن ذلك تسبب في حدوث الكثير من الأزمات التي الحقت اضراراً كثيرة على الاستقرار والأمن والى تهديد لمقومات الوحدة منذرين بحرب أهلية لم يكن تأثيرها ليستقر على اليمن بل قد يمتد الى دول الجوار مؤثر على المستوى العالمي بحكم موقع اليمن الاستراتيجي الذي يتحكم على الملاحة الدولية . وأوضح هيثم أن أمام هذه الحالة التي تمر بها اليمن أستطاع المخلصون من أبناء المجتمع ومكوناته السياسية والحزبية ومنظماته المدنية والشبابية ومنهم من تبقى من ثوار اكتوبر وسبتمبر وأبنائهم وأحفادهم ومعهم دول الخليج والمجتمع الدولي بإيجاد مخرج سياسي سلمي ينزع فتيل المواجهة ويرسم خارطة الطريق للانتقال السلمي للسلطة، عن طريق الحوار وعقد مؤتمر الحوار الوطني لا تتعارض أهدافه مع أهداف ثورتي اكتوبر وسبتمبر وأهمها الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة وتعزيز النهج الديمقراطي ، مؤكدا أن القيادات المشاركة في الاصطفاف الشعبي والحاضرون قادرون بأن يترجموا مخرجات الحوار الوطني من خلال قدراتهم على وضع الأسس والمعايير لحشد طاقات المجتمع المدني. وقال في ختام كلمته : " بأن ثوار اكتوبر وسبتمبر وأبناءهم وأحفادهم سوف يكونوا مع تلك القيادات والمشاركين في الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، داعمين للتكاتف والتعايش السلمي بين كافة أيناء اليمن. وعن المرأة اليمنية تحدثت الدكتورة جهاد الجفري عن الاوضاع التي تمر بها اليمن من صراعات ونزاعات، وقالت :" جاءنا الي هذا الاجتماع للاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية ، من اجل اليمن الذي يأن ويتمزق ويتألم ، لا بديل لنا في هذا الوطن الا أن نتكاتف ونتفق ونتحد سوي اتفقنا او اختلفنا في وجهات النظر قبل أن نجد انفسنا بلا وطن. وشددت في كلمته على ضرورة الاتفاق وتدارك الخطر حتي ان اختلفنا فلا نقتل بعضنا بعضا، داعية الجميع الى التكاتف والتعايش من اجل اليمن . وتحدث الاستاذ عبدالهادي العزعزي في كلمة ممثل الشباب عن الوضع الذي تمر به اليمن خاصة بعد الثورة الشبابية الشعبية التي انطلقت مطلع 2011م مشخصا تلك المرحلة التي كان يحلم بها من خرج ساحات وميدان الثورة لتأسيس التحول الديمقراطي إضافة الى التخوفات التي تقف تحديات حقيقة لبناء الدولة المدنية. وقال العزعزي :" أعتقد أن الحاضرون في الاصطفاف الشعبي اليوم من يعول عليكم الشعب في إعادة تنظيم صفوفه لحماية حق الحياة أولا , وما اتفقت كل الشرائع السماوية والانسانية على تسميته بالكليات الخمس ,أو الحقوق الاساسية للأنسان حق الحياة , وحق العمل وحق التعليم وحق الصحة والحرية , وعلينا ان نتحرر من الانقسام داخل الثنائيات القاتلة والعمل وعلى تجاوزها , الى فضاء أكبر منها , وتجاوز لغة المطالبة الى فرض ما نريد الى كلمة سواء بيننا وبين الناس كلمة تجعلنا جميعا مواطنين شركاء في هذا الوطن. وأضاف :" علينا العمل بسرعة من اجل خلق اصطفاف شعبي يحفظ على حق الحياة للجميع دون اسثناء يجرم العنف بكافة اشكاله , يجرم التواطئى معه كمبدأ غير قابل للتجزيئي , يحافظ على الدولة بكافة الوسائل والطرق العنيفة , يبني خطاب إعلامي يدين الكراهية ويدعو الى المحبة والتعايش ويفرض تحديد مواقف من الجميع من السلطة التي تتخاذل عن القيام بواجبتها المناطة بها , ومن القوى السياسية التى تمارس العنف او لديها قابلية للانزلاق الى العنف ,مشددا علي ضرورة أن تلتزم السلطة اتخاذ إجراءت علاج حقيقة تعزز هيبة الدولة ذهنيا وعمليا وتدين مقاومتها او الخروج العنيف عليها واحترام واجبتها المناطة بها. وانتخب المشاركون في اللقاء التأسيسي هيئة رئاسة للاصطفاف الشعبي مكونة من كل: يحيى حسين العرشي ومحمد غالب أحمد وصلاح التهامي واللواء حمود بيدر ونبيلة الحكيمي وحسين عبده عبدالله ومحمد سعيد باقطني وعبد الهادي العزعزي بالإضافة الى اللجنة التحضيرية .