في زمن غير هذا الزمان كان العرب يولمون ويذبحون ويبتهجون أربعين ليلية إذا ظهر بينهم شاعر فحل،وفي وقت آخر كان العرب يحتفون بميلاد صحيفة تشع النور في عقول الناس ،وتكشف لهم ما لا يعرفون عن حقوقهم التي حتما سكبها على الأرض حاكم ظالم وما أكثرهم في بلاد العرب. وفي زمن التكنولوجيا وثورة الاتصال ينبغي أن نحتفي وان نحتفل بميلاد موقع اليكتروني لاسيما إذا كان مهنيا من طراز رفيع ،و إذا كان وطنيا تقدميا يستند إلى تجربة نضالية لصاحبه ونخبة من الكتاب شربوا من كأس الوطن ما يجعلهم سكارى وما هم بسكارى. اكتب عن زميلي الأستاذ عرفات مؤسس موقع "التغيير" كي أحسده،وهاأنا أجاهر بالحسد مثلما جاهرت صواريخ القسام بحقيقة نظامنا العربي الذي يحتاج إلى ...."التغيير"،أحسد وحسد المحب بطعم نبيذ الأندلس الذي افتقدناه عندما عرفنا حكام الطوائف، الذين سلموا مجدنا إلى فردناند وايزابيلا من دون أن يهتز لهم رمش فقد باعوا رموشهم على ساحة البيت الأبيض وفي البيكاديلي. أحسدك يا عرفات ...باختيار ..وأنت المعنى في أسمك وفي اختيارك،وفي دربك ورسمك ونبلك عندما فتحت لي صدرك –وموقعك-ولم تكن تعرفني أو تشم رائحة قلمي،أو تتحسس لكلماتي التي تثير مشكلات أينما حللت في صحيفة أو موقع اليكتروني ،واشهد أنك واسع الصدر والأفق والكتاب ،لقد أدركت حينها أن اليمن السعيد ليست كذلك إلا بأبنائها الشرفاء الذين يعانون ويتعبون ويسهرون من أجل مجد الكلمة التي هي مجد الله على الأرض. لا..لكننا قراناه حين أمر رسولنا " أقرأ "،فكان القلم وما يسطرون وما يكتبون عن الهوى بل إن هوى الوطن يكتب الشعار الجميل (التغيير). أخي عرفات ..كل تغيير وأنت بخير،فالتغيير في علم الديناميكا يعني الحركة ،وقد تعلمت من زعيمي جمال عبد الناصر-الشهيد الحي- إن العمل حركة،والحركة فكر ،والفكر فهم وإيمان..وهكذا فكل شيء يبدأ بالإنسان . فيا أيها الإنسان العرفاتي استمر في طريق المعرفة فقد قالها وبكل صراحة فرانسيس بيكون"المعرفة قوة " ولعلي أضيف " وسلطة ". لك من مصر العروبة الشامخة بأهلها وليس حكامها الحاليين كل التحية ،والتقدير لمشوارك الصعب ، وإصرارك على صعود الجبل ..فالي الأمام يا رجل ونحن معك .