كشف أمين عام حزب “العدالة والبناء” النائب عبدالعزيز جباري أن معظم القوى السياسية المشاركة في الحوار الذي يشرف عليه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر توافقت على تشكيل مجلس رئاسي مكون من خمسة إلى سبعة أعضاء لإدارة اليمن لمدة عامين, على أن يكون برئاسة شخصية جنوبية ويستمد شرعيته من الدستور الحالي ومجلس النواب. وقال جباري في تصريحات لصحيفة “السياسة” إن حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي وكذلك أحزاب “العدالة والبناء” و”الحق” و”الاشتراكي” و”البعث” و”القوى الشعبية” و”التجمع الوحدوي اليمني” وممثلون عن “الحراك الجنوبي” الذي شارك في مؤتمر الحوار الوطني, وافقت جميعها على تشكيل المجلس الرئاسي, فيما لا يزال حزبا “الناصري” و”الإصلاح” متحفظان ليس على المجلس الرئاسي بل على الضمانات. وأكد أنه في حال الاتفاق النهائي على هذا المجلس سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى السياسية الموقعة على اتفاق “السلم والشراكة”, موضحاً أن الضمانات للوصول إلى حلول للأزمة القائمة وخاصة في الجانب الأمني تتمثل في خروج الجماعات المسلحة من العاصمة صنعاء والمحافظات, وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بعملها. وجاءت تصريحات جباري غداة اعلان “اللجان الثورية” التابعة للحوثي أنها بصدد الإعلان في الأيام القليلة المقبلة عن البدء في إجراءات “ترتيب أوضاع السلطة”, وذلك بعدما انتهت اول من امس مهلة الثلاثة أيام التي حددها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي مهدداً بها القوى السياسية للخروج من الأزمة الراهنة. في المقابل, أكد القيادي البارز في “الحراك الجنوبي” حسين زيد بن يحيى المقرب من جماعة الحوثي أن جنوباليمن مغيب تماماً عن المشاورات الجارية بين القوى السياسية في صنعاء بإشراف بن عمر أو ما يتعلق بالترتيبات التي تعدها جماعة الحوثي للسيطرة الكاملة على السلطة في البلاد. واعتبر بن يحيى في تصريحات ل“السياسة” أن الحوار الجاري بإشراف بن عمر هو حوار شمالي – شمالي بامتياز ليس للجنوب فيه أي تمثيل, مؤكداً أنه لإنجاح هذا الحوار يجب أن يكون بنسبة 50 في المئة للشمال و50 في المئة للجنوب بحيث يتم اختيار ممثلي الأخير ممن شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني ومن ساحات النضال داخل الجنوب وليس من موظفين مقيمين في صنعاء. وإذ اعتبر أن ما يحدث هو فض لشراكة الجنوبين وإقصائهم عن المشهد السياسي برمته, شدد بن يحيى على المناصفة في كل شيء بين الشمال والجنوب بما في ذلك المجلس الوطني للحوثيين والمجلس الرئاسي المزمع تشكيله وأن يبقى الجنوب إقليما واحدا غير قابل للتجزئة, وبشرط أن لا يكون ممثلو الجنوب في هذين المجلسين جنوبيين “مرتزقة” في صنعاء, على حد وصفه. وأضاف بن يحيى “إن الحوثيين يلعبون بورقتين حاليا فهم يعدون لتشكيل مجلس وطني بديلا عن مجلس النواب القائم وتشكيل مجلس رئاسي خاص بهم لاستكمال سيطرتهم على الحكم في حال فشلت القوى السياسية في التوصل لاتفاق لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي والحكومي بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الكفاءات”. وهاجم بن يحيى قيادات وعناصر من جماعة الحوثي قائلاً “من انضموا أخيرا إلى جماعة الحوثي لم يستوعبوا الدرس بعد, فهم يعملون على الإساءة إلى الجنوبيين ويسيئون إلى جماعتهم في الجنوب في الوقت ذاته”. واعتبر أن “ما جرى من شق لمكون “الحراك الجنوبي” المشارك في الحوار الوطني برئاسة ياسين مكاوي هو أمر مرفوض يعيد نفس سياسة القوى التقليدية السابقة في تفريخ القوى السياسية”.