قام الممثل المقيم لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة(اليونيسيف) في اليمن السيد/جوليان هارنس صباح الأربعاء الموافق 18 فبراير 2015م بزيارةٍ تفقديةٍ لوحدة التموين لمرضى سوء التغذية الحاد والوخيم في مستشفى "الصداقة" التعليمي العام بمديرية الشيخ عثمان بمدينة عدن، بحضور مسئول الصحة والتغذية بمكتب اليونيسيف بعدن/جميلة هبة الله ومدير المستشفى/محمد باعزب ومدير برنامج التغذية/عوض العولقي. حيث قام السيد هارنس بجولة تفقدية شملت جميع أقسام الوحدة المدعومة من منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية WHO، منها: قسم التواصل من أجل تنمية الطفولة، والمعالجة الداخلية لأمراض سوء التغذية، والتطعيم والمشورة بتغذية الرضع وصغار الأطفال، والعيادات الخارجية، وقاعة تدريب الأطباء والممرضين، كما زار مستودع الأدوية الخاص ببرنامج الأغذية العلاجية التابع لمكتب الصحة والسكان، وأستمع لمدير الوحدة الدكتور/عمر باعشن عن سير البرنامج الصحي والأنشطة الطبية المتعلقة بتغذية الأطفال. وفي اللقاء الصحفي الذي عقده السيد هارنس مع وسائل الإعلام أوضح أن مجال تغذية الأطفال كبير، وأن منظمة اليونيسيف معنية به وما يعاني منه الأطفال، قائلاً: "تؤثر الأزمة الاقتصادية على الجانب المعيشي لدى الأسر، وذلك يعيق وصولها إلى أبسط الخدمات الطبية، كما تعيق الحكومة من تشغيل المرافق الصحية، ومن المتوقع ارتفاع نسبة سوء التغذية مع تراجع قدرة الحكومة، ومع ذلك فقد عملت اليونيسيف مع الحكومة على خفض مستوى سوء التغذية من60% إلى 48% خلال السنوات الأخيرة"، مشيراً إلى أن اليونيسيف تمكنت من علاج 160 ألف طفل يمني من سوء التغذية الحاد، وزودت ما يقرب من 900 ألف شخص بالمياه الصالحة للشرب، مؤكداً على بقاء اليونيسيف في اليمن بتقديم خدمات معالجة سوء التغذية في اليمن وخاصة المحافظات الجنوبية، رغم الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، كما أكد على أن اليونيسيف منظمة لا تعني بالشؤون السياسية، وأنها مستمرة بدعم الأطفال، ومواصلة زياراتها الميدانية في عموم البلاد. وبذات الصدد قام السيد هارنس بزيارة تفقدية لمدرسة "عبدالله خليفة" للتعليم الأساسي في مديرية خور مكسر بعدن، التقى خلالها بطاقم إدارة المدرسة وعدد من الطالبات، حيث قام بجولة تفقدية لأنشطة برنامج التعليم التابع لمنظمة اليونيسيف في المدرسة بحضور مسئول برنامج التعليم بمكتب اليونيسيف بعدن/حورية الإرياني ومنسق مكتب التربية لدى اليونيسيف/مايشة عشيش ومدير المدرسة/أفراح الدمان. وأوضحت الدمان للسيد هارنس أنه لولا برنامج التعليم التابع لليونيسيف، الذي عمل على توفير المياه الصالحة للاستخدام في دورات المياه الخاصة بالطالبات، لمنعت العديد من الأسر بناتهن من الذهاب إلى المدرسة، منوهة إلى أن المدرسة لم يتم ترميمها منذ عام 1999م، واليونيسيف ساعدت بذلك، كما تطرقت بحديثها إلى أهم إنجازات البرنامج في المدرسة، من تشجير الحديقة وبناء المسرح وإقامة خزانات لمياه الشرب وصيانة دورات المياه وإعادة تأهيل غرف الوسائل التعليمية والأنشطة والأخصائي الاجتماعي، وكذا تأهيل الصفوف الدراسية بأثاث ووسائل، بالإضافة لتزويد المكتبة بعدد من العناوين الدراسية والمعرفية. من جانبه أشار السيد هارنس إلى أن اليونيسيف أعادت تأهيل 193 مدرسة خلال السنوات الأخيرة، وتستهدف خلال السنوات القادمة 550 مدرسة على مستوى جميع المحافظات، كما أشار إلى أن أكثر من نصف مليون طفل ألتحقوا بالمدارس من خلال برنامج التعليم التابع لليونيسيف، وقال: "هناك ما يقارب مليون و600 ألف طفل لم يتحصلوا على تعليمهم الابتدائي، لذلك تعليم الأطفال مهم جداً، وتعليم الفتيات أهم، فهن بدورهن سيعلمن أطفالهن لاحقاً، ولذلك يجب أن نرى الفتيات يساعدن من أجل المجتمع، وتزداد فرصهن بالحصول على أعمال"، معرباً عن قلقه الشديد من الأحداث الأخيرة، وتأثيرها السلبي على سير العملية التعليمية إلى جانب تدهور المستوى المعيشي لدى كثير من الأسر، وهو ما قد يمنعها من إلحاق أبنائها وبناتها بصفوف التعليم، مضيفاً "على المنظمات المانحة أن تستمر بدعم العملية التعليمية في اليمن، وستقدم اليونيسيف أكثر في مجال التعليم خلال الفترة القادمة، فهي حريصة على استمرار الأطفال في المدارس، بالإضافة لحماية المدارس والأطفال، ورغم العنف الموجود في المجتمع، يجب أن نحمي الأطفال بمنعهم من حمل الأسلحة والوقوف أمام التحاقهم بالجماعات المسلحة، وأن يلتحقوا بالمدارس، يجب أن يتحسن مستوى التعليم". يُذكر أن مشاريع اليونيسف وشركائها في المحافظات الجنوبية حققت انخفاضاً ملحوظاً في معدلات سوء التغذية في المرتفعات والسهول، حيث تم خفض معدلات سوء التغذية الحاد من 4.5% في 2012م إلى 2.9% في عام 2014م، وتم رقود 26700 حالة سوء تغذية حاد افي كافة مراكز التغذية العلاجية في المحافظات الجنوبية عام 2014م، وتحققت نسبة شفاء 76%، بينما كانت النسبة في 2013م تعادل 61%، كما تسعى اليونيسيف إلى الوصول لأكثر من 3 ملايين طفل في اليمن خلال عام 2015م عبر برامج الإغاثة الإنسانية في التغذية العلاجية والصحية والتعليم والحماية.