اعتبر القيادي البارز في “الحراك الجنوبي” المحامي يحيى غالب الشعيبي أن إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي صنعاء عاصمة محتلة جاء من باب تداعيات الأزمة الراهنة وما حدث في صنعاء بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة بالقوة. وقال الشعيبي في تصريحات لصحيفة“السياسة” “نحن في الحراك الجنوبي نخشى من هذه التسمية لأن العاصمة المحتلة وفق القانون الدولي هي عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, ونحن نصحح لهادي ونقول له إن العاصمة المحتلة هي عدن وليست صنعاء”. وأشار إلى أن المظاهرات التي شهدها الجنوب وكذلك بيانات قوى “الحراك” ترفض تحويل عدن إلى عاصمة لليمن, “لأن ذلك يعني طمس دولة الجنوب والقضاء عليها تحت ذريعة الأزمة في صنعاء”. وبشأن فتح جماعة الحوثي أجواء صنعاء أمام الطيران المدني الإيراني ومخاطر ذلك على الجنوب في ما لو فكر الحوثيون في اجتياحه, قال الشعيبي “الآن ظهرت الأمور على السطح بشكل جلي في تعاون الحوثيين مع طهران مع أنهم يرونه أمرا مشروعا, ورحلات الطيران من والى طهرانوصنعاء جاءت بعد الحصار الذي فرضته شركات الطيران على صنعاء ومحاولة فرض عزلة سياسية واقتصادية على الحوثيين فلجأوا إلى أقرب حليف لهم”. ولفت إلى “أنه ليس هناك فرق بين الحوثيين وبين منظومة الشمال التي تحتل الجنوب, فهم عبارة عن منظومة سياسية واحدة تتعاقب على الحكم”, مضيفاً “أما بالنسبة لإمكانية اجتياح الحوثيين الجنوب, فالجنوب واقع تحت الاحتلال والمعسكرات الموجودة في الجنوب هي التي تشكل الخطر الأكبر وتشكل السند للحوثيين”, معتبراً “أن الحوثيين لن يجدوا عناء في اجتياح الجنوب مادامت تلك المعسكرات موجودة لأنهم موجودون في الألوية العسكرية التي تحاصر محافظات الضالع وأبين وعدنوشبوة وحضرموت ولحج”. وأكد أن هذه الألوية باتت تحت سيطرة الحوثيين عسكرياً, معتبراً أن من يعتقد أن الحوثيين سيأتون من صعدة إلى عدن فهو مخطئ لأنهم موجودون أصلاً كمنظومة حكم مثلهم مثل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزب “الإصلاح” (إخوان اليمن). وبشأن الاتهامات التي كانت توجه إلى الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض بأنه متحالف مع إيران في ظل اتهامات هادي لصالح بالتآمر مع إيران وبالتعاون مع جماعة الحوثي لإفشال المبادرة الخليجية, قال الشعيبي “إن ذهنية الرئيس هادي في عدن تغيرت عما كانت عليه في صنعاء, فالأحداث التي مر بها هادي في صنعاء أزالت الضبابية التي كانت أمامه, كما أن النظرة السياسية الخارجية التي كانت تنظر إلى الرئيس البيض وإلى الحراك الجنوبي وما يسمى بالحراك المسلح على أنه متحالف مع إيران كانت كلها عبارة عن مكايدات سياسية بهدف عزل الرئيس البيض وقضية الجنوب”. وشدد على أن تلك النظرة كانت غير صحيحة وغير متمعنة, باعتبار أن ما يجري في صنعاءواليمن بشكل عام من انهيارات متسارعة يدل على وجود نظرة قاصرة تجاه ذلك, “فكانت هناك قراءة خطأ بأن طهران تدعم الرئيس البيض وما يسمى ب¯”الحراك المسلح”, فيما أثبتت الأحداث عكس ذلك, وتبين الآن من الذي تدعمه طهران وتتحالف معه”. من جهة أخرى, أكدت مصادر محلية في محافظة لحججنوباليمن لصحيفة ”السياسة” أن ما يزيد عن 200 من مسلحي تنظيم “داعش” انتشروا مساء أول من أمس بأطقم وسيارات مسلحة في شوارع مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج, وهم يرفعون شعارات وأعلام التنظيم, ثم غادروا المدينة إلى مزارع محيطة بها. وأضافت المصادر ان هذا الظهور هو الأول من نوعه لمقاتلي “داعش” في اليمن, مشيرة إلى أن المسلحين وزعوا منشورا في شوارع المدينة, لم يتسن التحقق من صحته, يحمل اسم “الدولة الإسلامية- ولاية لحج”, متوعدين بقتال جماعة الحوثي, ومخاطبين أهل السنة بالقول “لن يكون دفاعنا عنكم دفاع جبناء الحزبية في الفنادق بل دفاع رجال البندقية في الخنادق”, وحذروا من وصفوهم ب”إخوانهم المسلمين من الاقتراب من مقار وتجمعات الحوثيين أو حضور مناسباتهم أو الركوب معهم في سياراتهم”, معتبرين أن الحوثيين ومن يناصرهم هدف مشروع لهم ولضرباتهم المقبلة. وكان رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) في اليمن علي الأحمدي كشف في تصريح خاص ل” السياسة ” في 17 من يناير الماضي عن وجود مجاميع صغيرة من تنظيم “داعش” في محافظاتإبولحج وحضرموت. من ناحية ثانية, شل عصيان مدني دعا إليه “الحراك الجنوبي” المطالب بانفصال جنوباليمن عن شماله الحركة في مختلف مناطق محافظة عدنومحافظاتشبوة والضالع وأبين ولحج, حيث أغلقت المحال التجارية والمصارف والمؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات أبوابها, وتوقفت حركة السير في معظم مناطق هذه المحافظات.