لم يكن يعلم أن ما خطته يداه، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" آخر مقالة سيكتبها، لتنطوي صفحة حياته إلى الأبد.. إنه عبد الكريم الخيواني الكاتب الصحفي والناشط السياسي وأبرز قيادي جماعة الحوثي. وأطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية اليوم الأربعاء، النار على الخيواني، بجوار منزله في شارع الرقاص جوار مستشفى المنار بالعاصمة اليمنيةصنعاء، ليردوه قتلاً. مقالة أخيرة وقبيل اغتياله بعدة ساعات كتب الخيواني عبر الفيس بوك رسالة قال فيها: "في واحد حصيف عندما تعين فاسدين بمؤسسة الثورة كان أجبن من أن يتحدث، وعندما كلف صحفي محترم بالإشراف، "لعلع" احتجاجا مدعيا ثوريته ضد التعيين.. كان يواصل حصافه بدلا عن التربص الخبيث الذي صار عنوانا له. ولم يكتفِ الخيواني بتدوينته، بل راح ينشر مقال هاجم فيها ما أسماهم ب"الانتهازيين" الذين شاركوا في حرب1994، كما هاجم محافظ صعدة السابق فارس مناع، متهمه بتجارة السلاح. وبالإضافة إلى اعتذار الخيواني للجنوب في مقالته، وصف تعين سفير اليمن ومندوبها في جامعة الدول العربية، عبد الولي الشميري، "ب"المكافأة". وحكي الخيواني تعرضه لاعتداء في القاهرة في نوفمبر 2011، مشيرا إلى رفضه عرضا من الشميري، بزيارته إلى الفندق من أحد المقربين منه لتوضيح أنه لم يكن وراء ما تعرض له. واتهم الخيواني صراحة، الشميري بأنه أحد رجال اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع سابقا، لافتا إلى أنه من أرخ للقضية الجنوبية ولتعميد الوحدة بالدم والتغزل بمحسن وحزبه وصالح. حياته هو عبد الكريم محمد الخيواني، الكاتب و الناشط الحقوقي و صحفي سياسي يمني، ولد في عام 1965م في مدينة تعز، عضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكون أنصار الله (الحوثيين)، وسفير النوايا الحسنة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان في اليمن. تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في محافظة تعز ثم اكمل داسته الجامعية في العاصمة صنعاء في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة صنعاء. عمل رئيسا للدائرة السياسية في حزب الحق ورئيسا لتحرير صحيفة الأمة الصادرة عن الحزب. رئيس تحرير صحيفة "الشورى" الأسبوعية وموقع "الشورى نت" الإلكتروني الإخباري. اشتهر بكتاباته الصحافية الجريئة في نقد النظام الحاكم في اليمن وسياساته. في مايو 2014، منحته منظمة بعثة السلام والعلاقات الدبلوماسية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية و الاستراتيجية تعيينًا فخريًا بصفته سفير للنوايا الحسنة والعلاقات الدبلوماسية، تقديرًا لجهوده وإسهاماتها في المجالات الإنسانية وهو اول يمني يمنح هذا المنصب وهو في السجن منحته منظمة العفو الدولية الجائزة الخاصة بالصحفيين المعرضين للخطر عام 2008م وهي الجائزة الخاصة بصحافة حقوق الإنسان المعرضة للخطر. قب توليه رئاسة تحرير صحيفة "الشورى" مطلع 2004م نشر ملفات شديدة الحساسية بالنسبة للحكومة اليمنية، وأشهر تلك الملفات ملف توريث الحكم والمناصب الوظيفية في الدولة، والفساد في القطاع النفطي، وجمع المسؤولين الحكوميين بين مناصبهم وبين ممارسة التجارة، إضافة إلى تغطيته لأحداث الحرب في صعدة التي اندلعت منتصف مارس 2004م، وهي تغطية انتقدت الحرب. سجن أواخر 2004 واستمر اعتقاله لمدة عام إثر صدور حكم قضائي بحقه على خلفية تهم عديدة بينها إهانة والمساس بذات رئيس الجمهورية آنذاك على عبد الله صالح. تفاعلت مع اعتقاله المنظمات المحلية والعربية والدولية المعنية بالحقوق والحريات وفي مقدمتها الحريات الصحافية، كما تفاعلت معها دوائر سياسية دولية حكومية وغير حكومية، وأدرجت قضيته في عديد تقارير دولية بينها تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي عن الحريات، وتقارير لمنظمة العفو الدولية وغيرها. أطلق سراحه أواخر 2005م بموجب عفو رئاسي، وأثناء سجنه أوقفت صحيفة الشورى عن الصدور بموجب نفس الحكم الذي قضى بسجنه، وبعد إطلاق سراحه استأنف إصدار الصحيفة لكنها ما لبثت أن تعرضت للمصادرة حيث احتل مقرها على أيدي قوى أمنية، وسمحت وزارة الإعلام بإصدار الصحيفة تحت رعاية هذه القوى، ولا زال استنساخ الصحيفة وإصدارها بهذه الطريقة مستمرًا حتى الآن. كما أطلق موقع "الشورى نت" الإلكتروني بعد مصادرة الصحيفة، لكن الموقع ما لبث أن تعرض للمضايقات التي انتهت بحجبه عن المتصفحين في اليمن من قبل وزارة الاتصالات. منع من السفر إلى خارج البلاد، وتعرض لتهديدات عديدة بالتصفية الجسدية. من أبرز مقالاته التي أثارت حساسية السلطات ضده: "عيد الجلوس". و"علي كاتيوشا"، ومقالات أخرى. وأطلق مسلحون، النار على الخيواني، بجوار منزله في شارع الرقاص جوار مستشفى المنار بالعاصمة اليمنيةصنعاء، وأردوه قتلاً.