أكدت مصادر غير رسمية أن قائد اللواء 33 مدرّع العميد عبد الله ضبعان تمكّن من الفرار بعد تسليم اللواء للمسلّحين الحوثيين الذين يخوضون مواجهات عنيفة مع «المقاومة الشعبية» الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في محافظة الضالع «جنوباليمن». وقالت المصادر إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين، وأن عشرات الأطقم هربت من الضالع وعلى متنها عشرات القتلى والجرحى. وتواصل مواقع معسكر اللواء 33 مدرّع الذي يزعم أنه موالٍ للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ومسلّحين حوثيين، قصف مناطق سكنية في محافظة الضالع بالدبّابات، عقب استهداف قوات التحالف للمعسكر أمس. وأوضحت المصادر أن المعسكر قصف قرى الضالع بكثافة ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، كما قام أفراده باقتحام المنازل والاعتداء على السكان واستهداف البنى الأساسية للمحافظة كمشاريع المياه والكهرباء. من جهته، قال احد قادة اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي ان 26 حوثيا وقعوا في الاسر خلال معارك في عدن. كما قتل 12 حوثيا في هجومين لمسلحين قبليين في محافظتي ابين وشبوة الليلة قبل الماضية بحسب مصادر قبلية. إلى ذلك، قال سكان إن طيران التحالف العربي استهدف خلال الليلة قبل الماضي قاعدة للحرس الجمهوري في منطقة يريم في محافظة اب في وسط اليمن. كما تم استهداف مواقع عدة للحوثيين في محافظتي حجة وصعدة، ابرز معاقل الحوثيين في شمال اليمن. إلى ذلك، تزداد الظروف المعيشية تدهورا في عدن مع انقطاع في المياه والكهرباء ونقص في المواد الغذائية في حين اعلنت منظمة اطباء بلا حدود انها عالجت «اكثر من 550 جريحا منذ 19 مارس نتيجة اشتباكات في عدن ولحج ومناطق اخرى في الجنوب». وأفادت مصادر طبية ان ستة اشخاص قتلوا في غارة استهدفت مرفأ ميدي في محافظة حجة شمال غرب اليمن. وقد اعرب الاتحاد الاوروبي امس الاول «عن قلقه البالغ» للخسائر بين المدنيين في اليمن. من جهته، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «قلقه العميق» حيال المعلومات التي تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين. وذكر بان «جميع الاطراف المعنيين بالعمليات العسكرية في اليمن بواجباتهم التي تندرج ضمن القانون الانساني الدولي لجهة حماية المدنيين». فيما استنكر منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو بأشد العبارات الهجوم الذي وقع على مخيم المزرق للنازحين في محافظة حجة «شمال اليمن». ووفقاً لتقارير أولية من منظمة الصحة العالمية، أدت هذه الغارات الجوية إلى مقتل 29 شخصاً على الأقل وجرح 41 آخرين، ويبدو أنهم من المدنيين. ومن بين 41 شخصاً مصاباً، هناك 14 طفلاً و11 امرأة. ومن المرجّح أن يرتفع هذا العدد حيث يتم انتشال الجثث من المخيّم، ويتم التحقق من تقارير الإصابات الإضافية. وتؤكد بعض التقارير أن الغارات دمّرت مكتب إدارة المخيّمات وجسراً مجاوراً، فضلاً عن إلحاق أضرار بالسوق المحلية والمرافق الصحية. وتشكّل هذه المواقع البنية الأساسية للمدينة. وذكّر المسؤول الأممي جميع الأطراف بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، ودعاها إلى الامتناع عن استهداف البنية الأساسية المدنية أياً كانت، وبذل كل ما في وسعها لتجنّب سقوط ضحايا من المدنيين. وأفاد البيان بأن سكان المخيّم فروا للمناطق الأخرى. ويجري دعم المستشفيات المحلية من قبل الشركاء في المجال الإنساني ووزارة الصحة العامة والسكان اليمنية. ويقدّر أن نحو 100 ألف أسرة كانت تعيش في مخيّم المزرق قبل تلك الأحداث. وقد فرّت هذه الأسر من سلسلة من الصراعات في صعدة، وكانت تعتمد كلياً على المساعدات الخارجية لتلبية احتياجاتها الأساسية. وهم من بين الأشخاص الأكثر ضعفاً في اليمن. في السياق، قتل 62 طفلاً على الأقل وأصيب 30 آخرون جرّاء القتال خلال الأسبوع الماضي، وفقاً لمنظمة اليونيسيف. كما تضرّرت الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية بشكل بالغ، في حين أن العنف والتشريد أصابا الأطفال بحالات من الرعب. وقال ممثّل اليونيسيف في اليمن جوليان هارنيس في حديث أدلى به من عمّان، «الأطفال في حاجة ماسة إلى الحماية، ويجب على جميع أطراف النزاع بذل كل ما في وسعها للحفاظ على سلامة الأطفال». وساهم التصعيد الحالي في العنف وتدهور الوضع الإنساني السريع في تفاقم الأوضاع غير المستقرّة بالفعل للأطفال في البلاد، مع انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية الحاد وزيادة معدّلات تجنيد الأطفال. وأكدت اليونيسيف في بيان أنها تواصل مع الشركاء الوطنيين والدوليين، العمل على توفير خدمات المياه والصرف الصحي والإمدادات الصحية الأساسية، فضلاً عن التطعيمات والتغذية والتعليم، وبرامج التوعية من الألغام للأطفال المتضرّرين. أ ف ب