ضمن مشروع إعادة تأهيل المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي، الممول من مكتب المساعدة الأمريكية الخارجية للكوارث، تمكنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في اليمن (الفاو)، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة والري من ترميم مبنى المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في صنعاء في فترة قصيرة لا تتجاوز شهرين رغم اشتداد الصراع وانعدام التيار الكهربائي والوقود. وكانت مباني المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي قد تعرضت لأضرار بالغة أثناء الإضطرابات السياسية التي شهدتها اليمن في 2011 ما أدى إلى شلل المركز ونقل العاملين فيه إلى مكاتب أخرى تتبع وزارة الزراعة والري. وشمل الترميم: طلاء وتسوية غرف المركز بكافة أقسامه، إصلاح وتعديل البوابات، بناء غرفة حراسات وتعديل وتسوية ساحة المركز والصرف الصحي، و بناء مخزن للمبيدات المخصصة لمكافحة الجراد الصحراوي بتكلفة إجمالية تصل إلى 250 ألف دولارا مقدمة من مكتب المساعدة الأمريكية الخارجية للكوارث. يهدف المشروع إلى إعادة تفعيل المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي وتمكينه من الوفاء بإلتزاماته الإقليمية والدولية فيما يخص مراقبة الجراد الصحراوي في مناطق التكاثر وتنفيذ إستراتيجية الإستجابة الطارئة للحد من إنتشار وتكاثر الجراد الصحراوي. وقد طاف وكيل الزراعة والري والري للخدمات الزرعية، د/ محمد الغشم، د/ محمد نعمان سلام، مساعد الممثل المقيم للفاو في اليمن و والمدير العام لإدارة وقاية النبات، المهندس عبدالله السياني اليوم الثلاثاء 21 أبريل 2015 بمنى المركز للتأكد من مطابقة أعمال الترميم للمواصفات المطلوبة. وصرح د/صلاح الحاج حسن، الممثل المقيم للفاو في اليمن، بأن "ترميم المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي سيمكن المركز من القيام بمهامه في عمليات المراقبة والمكافحة بما من شأنه تعزيز حماية المحاصيل الزراعية والمراعي لتعزيز الأمن الغذائي. شاكرا الجهة الممولة للمشروع الذي سيحسن عمليات مراقبة تحركات الجراد ومشاركة المعلومات مع الجهات المحلية، الإقليمية والدولية ذات العلاقة من أجل تنفيذ استراتيجية فعالة للحد من إنتشار الجراد الصحراوي." ودعا الحاج حسن المانحين إلى الوفاء بتعهداتهم لتتمكن الفاو من دعم القطاع الزراعي والمزارعين حيث يوشك الموسم الزراعي على البدء وسط بيئة صعبة جدا يعاني منها المزارعون وأسرهم." متمنيا إحلال السلام في اليمن بشكل عاجل وتغليب لغة الحوار على السلاح. من جهته نوه د/ محمد الغشم، وكيل وزارة الزراعة والري للخدمات الزرعية بأهمية مشروع إعادة تأهيل المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي الذي سيسهم في حماية مصادر دخل الملايين من المزارعين." موضحا أن "أنشطة الفاو في اليمن أثبتت صمودا مذهلا أمام الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد." بدوره أشاد د/ محمد نعمان سلام، مساعد الممثل المقيم للفاو في اليمن بتعاون وزارة الزراعة والري في إتمام ترميم مبنى المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي رغم انعدام التيار الكهربائي وشحة الوقود. جهود الفاو في مكافحة الجراد الصحراوي في اليمن وقد دعمت الفاو -من خلال برنامج الإستجابة الطارئة لكارثة الجراد الصحراوي في اليمن- المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في 2014 بمرشات، مبيدات، أجهزة رصد الجراد الإلكترونية، أدوات إسعاف أولية، قطع غيار سيارات الرش، معدات تقنية حديثة وملابس واقية للقيام بعمليات مكافحة، إجراء مسوحات في مناطق التكاثر وتعزيز نظام معلومات المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي. كما تم تدريب فنيين من وزارة الزراعة والري في مجالات المكافحة، المراقبة وإجراء المسوحات وتم تنظيم حملات توعوية للنحالين على الإستخدام الآمن للمبيد الحيوي (جرين مصل) في أماكن تربية النحل التي تقع ضمن عمليات المكافحة. وشملت حملات المكافحة 63,640 هكتارا في مناطق التكاثر الشتوية والصيفية للفترة سبتمبر 2013 حتى منتصف فبراير 2014. حيث قامت الفرق الميدانية أثناء هذه الحملات بمعالجة المساحات التي تنتشر عليها مجموعات الحوريات والبالغة في الساحل الشمالي الغربي على البحر الأحمر، سواحل خليج عدن والمناطق الداخلية التي تعرف بمناطق التكاثر الصيفية وهي: مأرب، شبوة وحضرموت.استطاعت هذه الحملات حماية محاصيل الذرة، الدخن، السمسم والمراعي من دمار الجراد في إقليم تهامة الذي كان الأكثر ضررا من هجمة الجراد في العام السابق. واستطاع المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجرادالصحراي من خلال برنامج الإستجابة الطارئة لكارثة الجراد الصحراوي في اليمن التابع للفاو من تنفيذ مسوحات ميداينة دورية لمراقبة تحرك الجراد الصحراوي منذ أكتوبر 2014. وبحسب تقديرات وزارة الزراعة والري فقد دمر الجراد الصحراوي في 2013 محاصيل متنوعة في حجة والحديدة التي تقع في الساحل الشمالي الغربي على البحر الأحمر المعروفة بإقليم تهامة تصل قيمتها إلى 36 مليون دولار ملحقة الضرر بدخول 6,500 أسرة جراء عمليات المكافحة المحدودة آنذاك.وشملت المحاصيل الاكث ضررا: الذرة الرفيعة، الدخن، والسمسم.وكان لدمار مبنى المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي ونهب مخازن المبيدات الخاصة به أثناء التوتر السياسي في 2011 الأثر الكبير في شلل المركز للتحرك بإجراء فوري عندما غزا الجراد البلاد في يونيو 2013.