استعادت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قاعدة العند العسكرية اليوم، وهي أكبر قاعدة عسكرية في البلاد بعد معارك ضارية قتل فيها العشرات من المقاتلين الحوثيين أو تم أسرهم. وقال اللواء فضل حسن قائد العملية إن قواته تمشّط القاعدة الواقعة شمالي مدينة عدن، بحثاً عن مقاتلين من أنصار الحوثي، ربما تخلّفوا عن المئات الذين لاذوا بالفرار. وفي وقت سابق اليوم، شنّت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا هجوماً واسعاً لاستعادة قاعدة العند الجوية واكبر قواعد البلاد من المقاتلين الحوثيين وحلفائهم، وفق مصادر عسكرية. وقال مصدر عسكري: "بدأت معركة استعادة قاعدة العند" في محافظة لحج الجنوبية شمال عدن، مضيفاً ان طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية توفر غطاء جويا للقوات التي تتقدم من منطقة جبلية غرب القاعدة التي تبلغ مساحتها نحو 15 كيلومتراً مربعاً. وسبق الهجوم الأحد نشر مئات من المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة تؤازرهم الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية المتطورة التي وفرتها قوات التحالف، وفق قائد القوات فضل حسن. وانطلقت هذه القوّات من عدن التي تمت استعادتها في منتصف تموز بعد معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي اللاجئ في السعودية وذلك بهدف قطع طرق امداد الحوثيين الى الجنوب. وسقطت قاعدة العند في اذار بأيدي المقاتلين الحوثيين الذين باتوا يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد بما فيها العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم الواسع في تموز 2014 انطلاقا من معقلهم في محافظة صعدة في الشمال. وقام عسكريون اميركيون متمركزون في القاعدة في اطار "مكافحة الارهاب" باخلائها. ويشن التحالف العربي منذ 26 اذار حملة جوية ضد المتمردين الحوثيين اسهمت في استعادة عدن ومطارها ومينائها. وفي ذات السياق أفاد قائد عسكري ميداني موال للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بسيطرة "الجيش الوطني والمقاومة الشعبية " على مدرج المطار الحربي بقاعدة العند الجوية والمناطق الغربية من القاعدة. أكد المصدر العسكري عن استمرار المواجهات العنيفة بين القوات الموالية للحكومة من جهة والحوثيين المسنودين بقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى في منطقة مساكن الطيارين، مشيرا الى مقتل العشرات منهم واستسلام مئات آخرين فيما لا تزال تسمع اصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن غارات جوية كثيفة تشنها في هذه الاثناء مقاتلات التحالف بقيادة السعودية التي توفر غطاء جويا للقوات الموالية للحكومة منذ بدء اجتياحها للقاعدة العسكرية والجوية الأهم في اليمن في وقت سابق من يوم الاثنين. وقال المتحدث باسم " المقاومة الشعبية"، قائد نصر، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية إن القائد العسكري لقاعدة العند المعين من الحوثيين شوهد وهو يفر مع عدد من مرافقيه باتجاه محافظة تعز شمالا بعد ساعة من بدء الهجوم الشامل على قاعدة العند على حد تعبيره. وتعد قاعدة العند الجوية من أهم القواعد العسكرية في اليمن وتقع على تل بمحافظة لحج على بعد ستين كيلومترا من مدينة عدن وتحوي منشئات عسكرية عديدة موزعة على طول 12 كيلومترا وعرض يقارب الخمسة كيلومترات. وكانت القاعدة التي بناها الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة في عهد الدولة الجنوبية السابقة أوائل ثمانينيات القرن الماضي تحوي على مطار حربي ومرابض وورش صيانة واسعة للطائرات ومخازن أسلحة محصنة بينها صواريخ اسكود البالستية ومساكن للضباط والطيارين ومدارس ومراكز صحية وقسما لقوات مكافحة الإرهاب وقسما مستقلا لخبراء أمريكيين كانوا يديرون منه غرفة عمليات الطائرات الأمريكية بدون طيار لاستهداف عناصر القاعدة في عدة محافظات يمنية. لكن هؤلاء غادروا قاعدة العند في مارس / آذار الماضي قبل أيام من اجتياح الحوثيين لمدن الجنوب. وكانت قاعدة العند تحوي لواءين من القوات البرية وأقساما تابعة لكلية للطيران والدفاع الجوية ومراكز تدريب على الطيران الحربي ولواء من القوات الجوية. وسيطر الحوثيون والقوات الموالية لصالح على قاعدة العند في مارس /آذار الماضي وباتت منذ الأربعاء الماضي تخضع لحصار من عدة جهات ضربته القوات الموالية للسلطة المعترف بها دوليا التي تحاول استعادتها من أيدي الحوثيين لتنطلق منها عمليات تحرير بقية مدن البلاد من المسلحين الحوثيين. وكانت مصادر في مطار عدن الدولي وميناء عدن أفادت لبي بي سي أن 500 مجند من اليمنيين وصلوا مساء الأحد وصباح الاثنين الى عدن بحرا بعد تلقيهم تدريبات نوعية في السعودية. كما وصل وفقا للمصادر ذاتها المئات من المجندين الذين تلقوا تدريبا في دولة الأمارات. وذكرت المصادر أن المجندين الجدد سيشاركون في "تحرير قاعدة العند وبقية المحافظات الجنوبية وتعز وإب في المرحلة الحالية." وكانت صحيفة الحياة قد قالت إن نحو 1500 من العسكريين معظمهم من دولة الامارات قد وصلوا الاثنين الى عدن. المصدر : أ ف ب , رويترز , بي بي سي