أغلق الحوثيون وقوات حليفهم علي عبد الله صالح الطريق الواصل بين محافظاتالجنوب والشمال، في منفذ الشريجة الواقع بين محافظتي لحجالجنوبيةوتعز الشمالية. وقال سكان محليون، في منطقة كرش، شمال قاعدة العند، بمحافظة لحجالجنوبية، ل«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات الحوثية، وقوات الرئيس صالح، بعد دحرها من مركز كرش، إلى منطقة الشريجة المتاخمة، شرعت في إغلاق الطريق أمام حركة المركبات السالكة، مجسدة بذلك أول إجراء انفصالي، يذكر اليمنيين بنقطة الشريجة الحدودية الفاصلة بين الدولتين قبل اندماجهما في دولة واحدة، يوم 22 مايو (أيار) عام 1990. وأكد السكان في أحاديثهم أن الميليشيات وقوات الرئيس المخلوع لم تكتف بوضع نقطة تفتيش في المنفذ الحدودي السابق، إذ قامت بقطع الطريق بالخرسانة وكميات الأتربة، مانعة أي حركة تنقل بين محافظتي تعز شمالا، وعدنجنوبا. واختلفت الآراء حول ماهية الإجراء، فمنهم من اعتبر إغلاق الميليشيات للمنفذ البري بمثابة إعلانها رسميا فصل الجنوب عن الشمال، فيما عد البعض الآخر المسألة برمتها انعكاسا للحالة السائدة التي تعيشها الميليشيات وأتباع صالح، جراء خسائرها العسكرية والمجتمعية، مشيرة إلى أن قلعها لإسفلت الطريق واستماتتها في موضع حدودي يمكن تفسيرهما على أكثر من وجه. وفي محافظة الضالع، جنوباليمن، ما زالت الأوضاع الإنسانية صعبة، بل ومأساوية للغاية، نتيجة لمعاناة السكان في المناطق، التي كانت مسرحا لحرب شرسة ومدمرة، طالت الكثير من المنشآت والمساكن والخدمات، وأدت إلى أكبر موجة نزوح، وتشريد، وقتل، وتخريب، وحصار دام خمسة أشهر. وقال الدكتور فضل علي حسين، وكيل محافظة الضالع، رئيس لجنة الإغاثة، ل«الشرق الأوسط»، إنه ونتيجة لعدم وصول الإغاثة الإنسانية الكافية، من قبل المنظمات الإنسانية الدولية، تضاعفت معاناة السكان، وبقيت الأوضاع الإنسانية غير مستقرة. وأضاف أنه وحتى اللحظة الراهنة لم تصل الإغاثة الإنسانية إلى النازحين والمتضررين، ومن أي نوع، محملا المنظمات الدولية الإنسانية مسؤولية، عدم توصيل الإغاثة الإنسانية إلى السكان، مشيرا إلى أن هذه المنظمات اكتفت بالفرجة لما تقدمه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب ما تقدمه بعض جمعيات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي. وأعرب رئيس لجنة الإغاثة عن شكره وتقديره، باسم السلطة المحلية والمقاومة ولجنة الإغاثة، لهذه الدول والجمعيات الخليجية، التي بادرت وقدمت المساعدات للجنوب ولشعبه، ولكل المتضررين من الحرب العبثية المدمرة، التي شنتها الميليشيات الحوثية المسنودة بقوات الرئيس السابق صالح. وأشار إلى أن المساعدات الواصلة للمحافظة تمثلت بقاطرتي أدوية، ومستلزمات طبية، مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي، وهي مقدمة لمستشفى النصر بالضالع، لافتا في الوقت ذاته إلى أن صندوق قطر للتنمية ما زال مستمرا في إغاثة سكان المدينة بمياه الشرب، وعبر الهلال الأحمر القطري، الذي يشرف على التوزيع والنقل لهذه المياه. وأضاف أن المحروقات توافرت خلال الأسبوعين الماضيين، دعما من المملكة العربية السعودية، منوها بأنه خلال الأسبوع الحالي بدأت محطات الوقود تغلق بسبب عدم وصول أي كميات جديدة إلى الضالع، إلا أن شركة النفط في عدن عاودت أمس تزويدها لمحطات الوقود في الضالع بالمحروقات المختلفة، لتخفف من معاناة السكان. وفي غضون ذلك، وضمن مسعاه للتخفيف من معاناة السكان، بمدينة الضالع، شمال عدن، كان مشروع توفير مياه الشرب للمتضررين بمدينة الضالع وضواحيها قام بتوفير مياه الشرب إلى السكان. وأوضح مدير المشروع عبد الله الطيار، ل«الشرق الأوسط»، أنه سيتم توفير عدد 120 ألف لتر ماء يوميا، لمدة شهر كامل. وأضاف أن عملية التوزيع سيقوم بها المنسقون الميدانيون للمشروع، من خلال المسوحات المعدة مسبقا، مشيرا إلى أن توزيع المياه على الأسر سيكون بمعدل ألف لتر ماء لكل أسرة. وأشار الطيار إلى أنه تم البدء باستهداف منطقة الإسكان، شرق مدينة الضالع، لافتا إلى أن تنفيذ المشروع سيتم بالتعاون مع منظمة «ديفرستي» تحت إشراف وإدارة مسؤول البرامج بالمنظمة المهندس جهاد ناصر الحضرمي.