قصفت الميليشيات الانقلابية المتحف الوطني بتعز٬ وأحرقت محتوياته بالكامل٬ وأصبحت كل مقتنياته رمادا بعدما كان يحتوي على آثار ومخطوطات نادرة تؤرخ لحقبة زمنية مهمة لليمن ولمحافظة تعز. واستمرت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في قصفها العنيف والهستيري على الأحياء السكنية بمدينة تعز خاصة الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية٬ بالإضافة إلى قصفها بصواريخ «الكاتيوشا» قرى ومواقع للقوات الموالية للشرعية منطقة الأحيوق بمديرية الوازعية بوابة لحجالجنوبية٬ غرب مدينة تعز٬ ومنطقة كرش من مناطق تمركزها في الجرجوب في الراهدة٬ جنوب شرقي المدينة٬ وقطعت الميليشيات طريق السويداء الرام٬ في مديرية حيفان٬ جنوبتعز٬ ومنعت المواطنين من المرور في المنطقة التي قطعتها. وقتل وجرح العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح جراء غارات التحالف التي تقودها السعودية٬ المركزة والمباشرة على تجمعات ومواقع ومخازن أسلحة الميليشيات في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأطرافها٬ مما كبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأفاد شهود ل«الشرق الأوسط» بأن غارات التحالف تركزت على مواقع وتجمعات الميليشيات في تلة السلال٬ بمديرية صالة شرق المدينة٬ وأسفل منطقة المطالي وتبة الخزان بمديرية المسراخ٬ جنوبتعز٬ ومواقع للميليشيات٬ بالإضافة إلى منزل قيادي حوثي٬ شرق المدينة. كما طالت الغارات تجمعات للميليشيات في معسكر التشريفات جنوب القصر الجمهورية٬ شرق المدينة٬ ومنطقة الطمر في مديرية موزع. وفي ظل رفض ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح٬ رفض تطبيق القرار الأممي ٬2216 الذي ينص على إطلاق المعتقلين ورفع الحصارعن مدينة تعز٬ لجأ ناشطون من أهالي المحافظة إلى مبادرات لكسر الحصار عن المدينة. وانطلقت أمس الخميس «قافلة الضمير» سيرا على الأقدام٬ من مدينة التربة٬ تحمل معها كميات كبيرة من المواد الإغاثية. وشارك في القافلة الآلاف من أبناء محافظة تعز الذين تجمعوا في مركز مديرية التربة٬ التي تبعد45 كيلومترا عن تعز. ومن جهتها٬ أعلنت اللجنة التحضيرية للمبادرة الشبابية انتهاء المرحلة الأولى من فعاليات كسر الحصار عن مدينة تعز (فعاليات الضمير) التي ابتدأت من 23 يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 3 فبراير (شباط) من الشهر الحالي٬ وبدء المرحلة الثانية٬ أمس الخميس٬ تحمل معها كميات من المواد الغذائية والطبية والأكسجين. وأكدت اللجنة التحضيرية للمبادرة أن انطلاق قافلة الضمير يُعد «كسرا للحصار عن مدينة تعز»٬ وأن كل المواد الغذائية والطبية والإغاثية التي ستحملها القافلة سُتسلم للمنظمات والمستشفيات التي تعرضت لأضرار بسبب الحرب. وقالت إن هذه المبادرة هي مبادرة شبابية مستقلة وقضيتها الأولى حقوقية إنسانية٬ متمثلة في كسر الحصار. وحملت اللجنة التحضيرية للمبادرة الميليشيات الانقلابية مسؤولية «أمن وسلامة القافلة أو المساس بها أو المشاركين فيها بشكل مباشر أو غير مباشر»٬ كون القافلة ستمر عبر الطريق الرئيسي الممتد من التربة إلى تعز عبر بئر باشا. وأعلنت مؤسسة «تمدين شباب» مواصلة مساعيها الإنسانية من خلال إدخال المساعدات الإغاثية إلى سكان المدينة. وأكدت أنها «أدخلت 30 ألف غسلة لمرضى الفشل الكلوي في مستشفى الثورة العام والممولة في ميزانية المستشفى٬ فيما تكفلت منظمة الصحة العالمية بتكاليف النقل والتوصيل». وقال منسق المؤسسة بسام الحكيمي٬ في تصريح صحافي له٬ إن «المؤسسة بذلت مساعيها مع كل الأطراف لتسهيل إجراءات إدخال هذه الكمية من المساعدات العلاجية لمستشفى الثورة٬ وإن الكمية تم توصيلها إلى مركز الكلى الصناعية في المستشفى٬ وهي من شأنها أن تسهم في التخفيف من آلام نزلاء المركز». وأكدت مؤسسة «رصد» الحقوقية أن الميليشيات الانقلابية لا تزال «تمارس العقوبات الجماعية المسلحة بحق أبناء المحافظة».