شفت مصادر رفيعة المستوى في صنعاء ل«الشرق الأوسط» عن إعداد قوات الشرعية لعدد من الألوية والكتائب العسكرية الخاصة الجديدة٬ التي ستشارك في عملية تحرير العاصمة صنعاء. وقالت المصادر إن العمل يجري٬ ليل نهار٬ لتجهيز تلك القوات٬ التي يشرف على تجهيزها وإعدادها اللواء الركن محمد علي المقدشي٬ رئيس هيئة الأركان العامة في قوات الجيش الوطني٬ بتكليف ومتابعة شخصية من الرئيس عبد ربه منصور هادي. وكشفت المصادر الخاصة عن أن مدفعية الجيش والمقاومة بدأت في قصف تحصينات تحالف الحوثي – صالح قرب مطار صنعاء ومنطقتي سعوان وجولة آية٬ في الجهة الشمالية للمدينة. وواصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمها في جبهة القتال في مديرية نهم٬ باتجاه العاصمة صنعاء٬ إذ تقدمت في محيط منطقة مسورة٬ غرب فرضة نهم٬ وفي محيط منطقة محلي٬ جنوب الفرضة. ووفقا لعضو المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء٬ عبد الكريم ثعيل ل«الشرق الأوسط»٬ فقد «تكبد الانقلابيون عشرات القتلى وفروا من ثلاث تباب في محلي ومسورة وأطراف ملح». ووصف ثعيل المواجهات٬ من جانب المتمردين٬ ب«الانتحار الجماعي لعناصر الميليشيات الحوثية في هذه الجبهة (نهم)٬ نظرا لأوراقهم التي اختلطت٬ والذعر الذي أصيبوا به بعد تقدم قوات الشرعية باتجاه العاصمة صنعاء»٬ مشيرا إلى أن «هذا الانتحار ما هو إلا لفظ الأنفاس الأخيرة للانقلاب٬ وهو أيضا محاولة لترتيب أوضاع فرارهم بأنفسهم وبالأموال الطائلة التي نهبوها منذ الانقلاب». وأضاف ثعيل وهو أحد القيادات الشبابية في ثورة 11 فبراير (شباط) لعام ٬2011 وقيادي بارز في المقاومة بصنعاء أن الجيش الوطني والمقاومة أصبحا على بعد 12 كيلومترا من مديرية أرحب ونحو 15 كيلومترا من مديريتي بني حشيش وبني الحارث على مشارف العاصمة٬ مشيرا٬ إلى «تحركات وترتيبات٬ داخل العاصمة صنعاء٬ مع قيادات في الجيش والأمن ومشايخ قبائل. فهناك من يتوق إلى استقبال الشرعية والدولة في العاصمة٬ وإلى رحيل الانقلاب والميليشيات التي جلبت الموت لهذا الشعب». وناشدت قيادات المقاومة الشعبية في صنعاء الهلال الأحمر اليمني والمنظمات المعنية إلى سرعة الوصول إلى المناطق المحررة في مديرية نهم٬ وذلك لانتشال عشرات الجثث لعناصر الميليشيات في تلك المناطق٬ و«خصوصا في أطراف مناطق ملح وبران ومسورة ووسط منطقة محلي القريبة من نقيل بن غيلان٬ وكذلك في آخر مناطق محافظة مأرب من جهة الغرب باتجاه بني حشيش بالضبط في «منطقة المخدرة وصرواح وخصوصا التباب التي في المشجح». وقال القيادي ثعيل: «نناشد أمهات وأهالي ميليشيات الانقلابيين زيارة مأرب ونهم لانتشال جثث العشرات من أبنائهم الذين ضللتهم قيادة الانقلاب ودفعت بها إلى الجحيم٬ إذ لقي العشرات حتفهم في انتحار جماعي على أسوار رجال المقاومة والجيش الوطني٬ وذلك منذ ثلاثة أيام جراء محاولتهم استعادة ما تم تحريره من قبل قوات الشرعية في المناطق المذكورة أعلاه». وأضاف أن المقاومة على استعداد ل«استقبال أمهات وآباء جرحى الميليشيات الانقلابية الذين نعالجهم في مستشفى هيئة مأرب٬ وذلك للاطمئنان على أبنائهم الذين ارتكبوا جرائم قتل عمدية بحق المواطنين وشباب المقاومة ومنتسبي الجيش الوطني٬ وذلك بالهجوم عليهم وقنصهم وزرع الألغام». ودعا مخاطبا «َمن تبقى من المغرر بهم في صفوف الانقلابيين» بالقول إن «قادة الانقلاب يفرون بأهاليهم وأموالهم٬ وآخرون يستجدون الحصانة ويدفعون ببسطاء الناس وأبناءكم إلى محارق محتوم الموت فيها وهم مختبئون متنعمون يحزمون حقائبهم٬ فافهموا الرسالة»٬ مشيرا إلى أن الخطاب الأخير للمخلوع علي عبد الله صالح٬ أول من أمس٬ ليس «سوى مجرد وهم وتمويه لمحاولة تهريب أكبر ما يمكنه من أموال ولإبقاء البسطاء المغرر بهم ينتحرون لأجل ذلك». وكان المخلوع صالح وجه خطابا متلفزا إلى أنصاره٬ مساء أول من أمس٬ وتحدث فيه مطولا عن الحرب٬ وبدت علامات الانكسار والتخبط واضحة في خطابه٬ الذي كشف واحدة من القضايا الرئيسية في الحرب الدائرة٬ وهي التحالف الذي يجمعه والحوثيين لإسقاط البلاد تحت حكمهم ورفضه لاتفاقية المبادرةالخليجية٬ التي تخلى بموجبها عن السلطة٬ في ضوء الثورة الشعبية التي اندلعت في ٬2011 للمطالبة برحيله. وكذا رفضه والحوثيين لمخرجات الحوار الوطني الشامل وتحديدا تقسيم اليمن إلى أقاليم٬ وذلك في محاولة أخيرة منه لإثارة مزيد من النعرات الطائفية والمناطقية. وهدد المخلوع اليمنيين ودول الإقليم والعالم بحرب تمتد لأحد عشر عاما في اليمن٬ وقال إن لديه من السلاح ما يكفي لخوض تلك الحرب٬ وفي نفس الوقت نفى تهمة ارتباطه والحوثيين بإيران بطريقة متكررة٬ اعتبر المراقبون أنها تأكيد حقيقي على ذلك الارتباط الذي أدخل اليمن في أتون الحرب٬ جراء تلك المخططات.