أظهرت الميليشيات الانقلابية عدم جديتها للتوصل إلى أي اتفاق ينص على السلام٬ مثل الذي تقدمت به الأممالمتحدة للمتشاورين في دولة الكويت٬ حيث صعدت من عملياتها العسكرية من خلال القتل والملاحقات والاعتقالات وتدمير المنازل٬ والدفع والتحشيد بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة تعز ومحيط المدينة. وحالت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح من دخول وفد الأممالمتحدة التابع لمنظمة الأوتشا إلى مدينة تعز من الجهة الغربية٬ إذ كان الوفد في طريقه إلى زيارة السلطة المحلية في المحافظة وقيادة المقاومة الشعبية. وقالت مصادر محلية ل«الشرق الأوسط» إن «اللقاء مع المنظمة كان مجدولاً منذ أيام٬ وهدفه مناقشة وضع تعز والحصار المفروض عليها منذ ما يقارب العام٬ كما كان من المرتقب نقاش فك الحصار عن المحافظة». ويأتي ذلك٬ في الوقت التي لا تزال المواجهات على أشدها في جبهات القتال بالمحافظة٬ والتي يرافقها القصف العنيف على أحياء مدينة تعز٬ وقرى وأرياف المحافظة٬ بما فيها قرية الأعبوس في جبهة حيفان٬ جنوب مدينة تعز. وقال الناشط الحقوقي٬ فياض النعمان٬ من أبناء تعز والمرافق للوفد الحكومي في الكويت٬ في تصريح ل«الشرق الأوسط» إن «التصعيد الأخير التي تشهده الحالمة تعز من قبل عصابات وميليشيات الحوثي صالح يعكس مدى جدية الانقلابيين في التعامل مع اتفاق السلام الذي تقدمت به الأممالمتحدة للمتحاورين في مشاورات الكويت». وأضاف أنه «وعلى الرغم من الموافقة والتوقيع من قبل الحكومة اليمنية على مشروع اتفاق السلام فإن وفد الانقلابيين لا يزالون يسوقون للكذب والتضليل على أنصارهم٬ بهجومهم المنسق والمرتب من قبل وفدهم في المشاورات٬ والتقليل من حجم الاتفاق كون الموافقة والتوقيع تصيبهم بمقتل٬ وتجعل صورتهم أمام أنصارهم ومن يتعاطف معهم من الفئة الصامتة أنهم جماعة موت وليس جماعة تبحث عن سلام». وأكد النعمان أن «القناع الأخير للانقلابيين سقط وإلى الأبد٬ كونهم وضعوا في زاوية ضيقة تجعلهم هدًفا مباشًرا أمام الشعب اليمني٬ وأمام المجتمع الدولي والإقليمي٬ في حال استمرار تعنتهم وإصرارهم عن عدم القبول بالاتفاق الذي تقدمت به الأممالمتحدة٬ وتجعلهم جماعة تبحث عن أعذار لشرعنة انقلابهم٬ وليس جماعة تبحث عن سلام لأنصارهم وهو ما سينعكس سلًبا على جبهات القتال لمقاتليهم». من جهة أخرى٬ انطلقت في تعز حملة تظاهر إلكترونية واسعة٬ أطلقها إعلاميون وناشطون يمنيون٬ على شبكات التواصل الاجتماعي تنديًدا بالحصار المطبق على مدينة تعز٬ الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية منذ أكثر من عام. وانطلقت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحمل اسم «#الانقلاب_يخنق_تعز» و«#الحصار_يشتد»٬ في حين لاقت الحملة تفاعلاً لافًتا على مواقع التواصل٬ حيث شارك اليمنيون في الداخل والخارج إلى جانب ناشطين عرب٬ مطالبين بإنهاء وفك الحصار على المدينة. وقالت منسقة الحملة وهي شبكة تعز الإخبارية٬ إن الهدف واضح٬ من أجل «لفت أنظار العالم إلى المآسي التي يعاني منها المواطنون في تعز نتيجة حصار الانقلابيين للمدينة٬ وذلك في إطار الحملات الإعلامية والأنشطة الهادفة لتعرية الانقلابيين٬ وكشف جرائمهم المرتكبة بحق محافظة تعز وسكانها المحاصرين». في المقابل٬ وزعت الهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة 5 آلاف سلة غذائية ومستلزمات إيواء لقرابة 10 آلاف مستفيد في محافظة تعز٬ وذلك إطار مشاريعها الإغاثية. ووزعت المساعدات التي تنفذها جمعية الحكمة ومؤسسة التواصل وشبكة استجابة للإغاثة وتمثلها مؤسسة فجر الأمل الخيرية٬ ومؤسسة ينابيع الخير وتمثلها مؤسسة أرقى٬ إلى مديريات المعافر٬ المواسط٬ الشمايتين٬ مقبنة٬ ذباب٬ الوازعية حيفان٬ وذلك ضمن المشروع الإغاثي المقدم من دولة الكويت الشقيقة ويستمر عشرة أيام. وبدورها٬ أشادت المنظمات الإنسانية بدور الكويت قيادة وحكومة وشعًبا بما يقدموه من دعم سخي لكسر الحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية٬ والذي تسبب في تفاقم الأوضاع المعيشية لسكان تعز استتباب الأمن٬ في حين أن المراحل الأخرى تشمل التوسع في إنشاء المقرات الأمنية