تصدت قوات الجيش اليمني والقوات الموالية لها في محافظة تعز، أمس، لهجمات في شرق وغرب المدينة، شنتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على معسكر الدفاع الجوي، شمال غربي المدينة، الذي استعادت قوات الجيش السيطرة عليه قبل بضعة أيام. وشهد المعسكر مواجهات عنيفة رافقها قصف بالقذائف والصواريخ على مواقع قوات الجيش والأحياء السكنية. وفي الجهة الغربية لمدينة تعز، تصدى الجيش اليمني لهجوم كبير، وأجبر القوات المهاجمة على الفرار، بعد أن خلفت نحو 10 قتلى وعشرات الجرحى، في وقت تمكنت قوات الجيش من السيطرة على مواقع جديدة في الجهة الغربية في مناطق السوداء والخلوة، في غرب جبل هان، وفقا لقائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، الذي أكد، خلال زيارة له لمواقع قواته في الجهة الغربية لمدينة تعز أن «الميليشيات الانقلابية حاولت شن هجمات وعمليات تسلل إلى مواقع الجيش الوطني إلا أن الأبطال تمكنوا من دحرهم وببسالة وأجبروهم على التراجع مخلفين الكثير من القتلى والجرحى، وأن العدو في حالة انهيار وتقهقر أمام عزيمة الأبطال». وحث اللواء فاضل قوات الجيش اليمني على «المزيد من اليقظة والتحلي بالعزيمة والصمود لاستكمال تحرير المدينة». ومع اقتراب قوات الجيش اليمني من مشارف معسكر التشريفات التي تستميت الميليشيات الانقلابية البقاء داخله نظرا لأهميته وإطلاله على القصر الجمهوري ومعسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي - سابقا)، اندلعت مواجهات عنيفة أمام المعسكر (شرق المدينة)، وأطراف منطقة الكمب، على إثر شن قوات الجيش هجوما على الميليشيات، استكمالا لعملية تحرير المحافظة، حيث أصبحت قوات الجيش تحاصر ميليشيات الحوثي وصالح في معسكر التشريفات من محورين، الأول: محور حي الكمب، غرب المعسكر، والثاني من الجهة الجنوبية للمعسكر. وبحسب مصادر عسكرية ميدانية ل«الشرق الأوسط» فإن «قوات الجيش اليمني تواجه عائقا في سرعة استكمال واقتحام معسكر التشريفات والقصر الجمهوري في تعز إلى جانب الأحياء المجاورة لها وذلك بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في المباني والطرق الرئيسية والأحياء السكنية». وفي جبهات ريف تعز، حيفان والصلو، جنوبالمدينة، استمرت المواجهات التي رافقها القصف العنيف من قبل ميليشيات الحوثي وصالح على مواقع الجيش اليمني وقرى تلك المديريات، وقد وتمكنت وحدات من قوات اللواء 35 مدرع، الجيش اليمني، من التصدي لسلسلة هجمات شنتها عليهم الميليشيات الانقلابية في الصلو والأحكوم بمديرية حيفان ومنطقة الأقروض بعزلة المسراخ. وضمن مسلسل الانتقام من السكان المؤيدين للشرعية في محافظة تعز، فقد تعرض أهالي قرى الأكبوش والكعاوش بعزلة الأحكوم بمديرية حيفان، بالإضافة إلى أهالي قرية الحود والعقيبة بمنطقة الشرف بمديرية الصلو، إلى عملية تهجير جديدة من قبل الميليشيات الانقلابية، لتحول منازلهم وقراهم إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية، بحسب ما أكده شهود عيان ل«الشرق الأوسط». في هذه الأثناء، يواصل قادة الميليشيات الانقلابية استقطاب مقاتلين إلى جبهات تعز، وكشفت مصادر في صنعاءوتعز أن القائد الميداني للميليشيات، أبو علي الحاكم، استنجد بالقبائل ومشايخ تعز الموالين لصالح، لإرسال مقاتلين إلى صفوف الميليشيات التي تخوض حربا ضد سكان تعز. وقالت المصادر إن أبو الحاكم عقد اجتماعا مع قيادات عسكرية موالين لهم وعدد من المشايخ في مناطق شمال الشمال، وحثهم على ضرورة إرسال مقاتلين من أبنائهم لمساندة الميليشيات المقاتلة في تعز، لتعويض الخسائر التي منوا بها خلال الفترة الماضية ودحرهم من مواقع كانوا يسيطرون عليها بمختلف الجبهات، في المدينة والريف، وتكبدهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد. وذكرت المعلومات أن أبو الحاكم شدد على ضرورة استعادة المواقع التي خسروها في تعز، خاصة في منطقة صالة والجحملية، شرق المدينة. من جهة أخرى، كشفت منظمة «رفع» لتنمية حقوق الطفل، عن انقطاع «9500 طالب وطالبة عن التعلم في مديرية الصلو، جنوب شرقي تعز، بسبب الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المديرية، من مطلع أغسطس (آب) الماضي». وقالت المنظمة في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «14 مدرسة في عدد من مناطق مديرية الصلو، أغلقت أبوابها بشكل كامل جراء الحرب التي أدت إلى نزوح عدد كبير من الأسر». وحذرت «من حرمان عدد كبير من الطلاب في نيل حقوقهم التي كفلتها لهم كل الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية».