أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني اليمني العميد الركن عبده عبد الله مجلي أن قوات الجيش باتت على مشارف مدينة الخوخة، أولى مدن محافظة الحديدة، وذلك بعد التطورات العسكرية الكبيرة التي شهدتها جبهة الساحل الغربي ووصولها إلى منطقة حسي سالم، آخر منطقة من مناطق الزهاري التي تم تحريرها في وقت سابق. وقال مجلي الذي يشغل أيضاً منصب مستشار رئيس هيئة الأركان العامة، ل«الشرق الأوسط»، قوات الجيش تحقق انتصارات في جميع جبهات القتال؛ وإنها تقترب يوما بعد يوم من العاصمة صنعاء، حيث أصبحت على مشارف مديرية أرحب، وكذلك حققت في صعدة، معقل الحوثيين، تقدماً خصوصاً في جبال مندبة في جبهة علب في كتاف، وفي ميدي وصرواح، وبيحان وعسيلان بشبوة، وكذا الحمك في الضالع. وتابع قائلا: «وفي مديريات الوازعية ومقبنة وجبل حبشي والجبهات الشرقية والغربية كافة لمحافظة تعز، تقوم قوات الجيش الوطني بصد وتدمير الميليشيات الانقلابية التي تحاول التقدم نحو المدينة وجبل هان ومعسكر التشريفات، وجميع محاولاتها باءت بالفشل». وجاءت تصريحات مجلي تزامناً مع تجدد المواجهات بين قطاع اللواء الثاني حرس حدود، التابع للجيش الوطني، بإسناد جوي من طيران التحالف العربي، وميليشيات الحوثي وصالح في جبهة ميدي، التابعة لمحافظة حجة المحاذية للسعودية. وقال مصدر عسكري، حسب ما نقل عنه المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، أن «مدفعية الجيش الوطني تمكنت من تدمير طقم عسكري تابع للميليشيات الانقلابية، أمس، أمام قرية العشش في ميدي». وفي جبهة البيضاءاليمنية، تجددت المواجهات في أشعاب ناصر بمديرية ذي ناعم، بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، إثر هجوم شنته هذه الأخيرة على مواقع المقاومة الشعبية التي تصدت للهجوم وسقط فيه ثلاثة قتلى من صفوف الميليشيات، بحسب ما أفاد به مصادر في المقاومة الشعبية ل«الشرق الأوسط». وبحسب مصادر ميدانية، تمكنت وحدات من «اللواء 35 مدرع» التابع للجيش الوطني، من التصدي لمحاولات الميليشيات الانقلابية التسلل إلى مواقعها بعد معارك استمرت لساعات، مصحوبة بالقصف المتبادل بين الطرفين، مما أجبر الميليشيات على التراجع. وقالت المصادر ل«الشرق الأوسط» إن «سيارة تتبع الميليشيات الانقلابية كانت تحمل ذخائر ومتفجرات، انفجرت بالقرب من مزرعة الزيلعي للدواجن غرب مدينة البرح». وأضافت أن «قوات الجيش الوطني وطائرات التحالف، قامت بعملية تمشيط جوي وأرضي لمحيط معسكر خالد بن الوليد، بتكثيف القصف والغارات على مواقع الميلشيات الانقلابية». وردا على خسائرها البشرية والمادية، تواصل الميليشيات على مدار الساعة قصفها على الأحياء السكنية في تعز وقرى المحافظة. وأكد العميد مجلي أن انتصارات الجيش الوطني في جميع جبهات القتال تزامنت مع الذكرى الثانية لعملية «عاصفة الحزم» التي كانت قد انطلقت من أجل إنقاذ لليمن والمحيط الإقليمي وإعادة الأمل للشعب اليمني وتمكنت من الإطاحة بالمشروع التدميري الإيراني وإسقاط واجتثاث أحلامه المتمثلة بميليشيات التمرد والانقلاب (الحوثي وصالح)، بل إنها قضت على حلم الميليشيات الانقلابية التي كانت تريد أن تحكم اليمن بالقوة وبالحديد، وجاءت هذه الذكرى وقد حقق الجيش الوطني الانتصارات في الجبهات القتالية كافة». وأشار إلى أن «هناك انشقاقات في صفوف الميليشيات الانقلابية، في الوقت الذي أصبح الكثير من أبناء القبائل اليمنية وخصوصا قبائل طوق صنعاء، تؤيد قوات الجيش الوطني، إضافة إلى التحاق كثير من أبناء القبائل بصفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية». وبينما زاد الحديث عن توجه قوات الجيش الوطني والتحالف العربي لتحرير مدينة الحديدة الساحلية ومينائها، ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، قال المتحدث باسم الجيش الوطني: «بالنسبة لخطة تحرير الحديدة، يتجه الجيش الوطني لإغلاق المنافذ البحرية بوجه الميلشيات الانقلابية التي تتلقى منها الآلات القاتلة والمميتة التي تصدرها إيران للميليشيات، كما أنه يجب تحرير مينائي الحديدة والصليف لاستكمال قطع الشرايين الإيرانية التي تمد تلك الميليشيات الانقلابية». وشدد على أن الجيش الوطني «أصبح اليوم أكثر قوة وصلابة وأكثر قدرة على أداء واجباته ومهامه للسيطرة على الأرض وتحرير المدن والمحافظات المتبقية التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، حيث إن قوات الجيش الوطني، تحولت اليوم من العمليات الدفاعية إلى الهجومية، ومن العمليات التخطيطية إلى التكتيكية». من جانبه، قال قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، إن «(عاصفة الحزم) للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها دول التحالف، تخوض معركة تاريخية قديمة ومتجددة وصراعا حضاريا محموما بين العرب والفرس، وجاءت لاستعادة الدولة المخطوفة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح المدعومة من أجندة خارجية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة ونشر الفوضى وفرض الحرب على الشعب اليمني». وأضاف في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق «عاصفة الحزم»، أن «(عاصفة الحزم) لبت نداء الشرعية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، لإنقاذ اليمن من الفوضى والخراب الذي فرضته ميليشيات الحوثي وصالح، وأنجزت أهدافا عسكرية كبيرة، وأمنت المكاسب الاستراتيجية للشعب اليمني من موانئ وحقول نفط كما وفرت ملاذا آمن للنازحين من بطش الميليشيات الانقلابية». وأكد فاضل أن «خيار الحسم العسكري هو الأقرب للواقع في ظل ما تفرضه الميليشيات من واقع مؤلم على الناس في المحافظات التي تسيطر عليها في ظل مصادرة العون الإنساني وفرض سياسة التجويع على الناس وإعاقة جهود الحكومة الشرعية في الجانب الإنساني». إلى ذلك، تواصل قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تقدمها شمال مديرية المخا الساحلية، غرب تعز، حيث تقدمت باتجاه مديرية الخوخة، أولى مديريات محافظة الحديدة. ووصلت المعارك بين الجيش الوطني والميليشيات إلى محيط منطقة حسين سالم، في ظل مساعي قوات الجيش السيطرة عليها بعد سيطرتها على منطقة الزهاري، ما يسهل لها الاقتراب من الخوخة. وأعلنت قوات الجيش في جبهات المدينة والريف تصديها لمحاولات الميليشيات المتكررة في سعيها التقدم والتسلل إلى مواقعها المختلفة خصوصا الجبهة الشرقية في مدينة تعز، ومواقع الجيش في الموسطة وحمدة والصيرتين في جبهة الصلو، جنوبا.