كشف مقطع فيديو جديد زيف وعدم صحة المعلومات التي تحدثت عن تعرض الشاب لؤي محمد عبده للتعذيب على خلفية مقتله إثر قيامه بازهاق روح مروان حمود عمدا قبل أكثر من شهر في عزلتي الجعاشيش والشراعب بمديرية شرعب الرونة غربي تعز ، بحسب "اليمن العربي" وخلال مدة دقائق الفيديو، يظهر أن تصويره حدث عقب وفاته بالحادثة وفي مكان الحادث أيضا، كما أنه يكذب وينسف كل تلك الإدعات التي تقول بتعرضه للتعذيب الجسدي والضرب والحرق وخلع الأظافر والأسنان وما إلى ذلك مما جرى تداوله بشكل كثيف على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يبدو سليما من أي آثار في كل جوانب جثمانه ، باستثناء جبهته التي تكشف خروج رصاصة( الإعدام) منها . وكان لؤي قد أقدم على ارتكاب جريمة قتل بحق نجل الشيخ حمود الجعشيشي عصر الأربعاء 19 أبريل بطلقة من مسدسه أمام طفلتة البالغة أربع سنوات، في جريمة شنعاء لاقت غضبا واستنكارا اجتماعيا واسعا دفع والد القاتل لتسليم إبنه للشيخ حمود الذي تفاجأ بإقدام أحد أبنائه على قتل القاتل قصاصا منه في ثالث أيام مقتل أخيه . ملابسات حادثتي القتل وفقا لمصادر محلية متطابقة ل« اليمن العربي » ، يشتهر الشاب لؤي محمد عبده بنزعته العدوانية ، واستخدامه المتكرر للسلاح ضد أشخاص آخرين ، حيث اعتاد على حمل السلاح واستخدامه لمرات عديدة في عمليات شروع في القتل بحق عدد من أبناء المنطقة والطلاب أثناء مرورهم لمدرسة محمدان المجاورة ، مستغلا بذلك تساهل المجتمع وتشجيع بعض أفراد أسرته الذين كانوا ينظرون له كأداة لاستخدامها في صراعاتهم المجتمعية . وتؤكد المصادر محاولات الاعتداء التي ارتكبها الشاب ضد عدد من أبناء المنطقة ، حيث سبق له إطلاق الرصاص على شخص يدعي أحمد حمود وآخر يسمى أمين مهيوب وعدد من طلاب أبناء قرية وادي الماء الذين يذهبون للدراسة في مدرسة محمدان . وأشارت المصادر إلى أن والد الشاب سبق له نزع السلاح من نجله بسبب اعتداءاته ومشاكله المتعددة ، غير أن شقيقه المقيم في المملكة المدعو علي عبده محمد وقف بجانب الشاب عدة مرات وأمر بإعادة السلاح إليه بمبرر تشجيعه على الشجاعة وإزالة الجبن من داخله وفقا لتلك المصادر وبحسب بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي منسوب لقبيلة الجعاشيش، فقد سبق للقاتل ترصد القتيل قبل أشهر من ارتكاب للجريمه، حيث استهدف بعدة طلقات نارية شخصا كان يعتقد بأنه نجل الشيخ كما وفقا لاعترافاته التي اعتذر فيها لمن لم يكن يقصده وفقا للبيان . وبحسب البيان، فقد أقر المدعو/لؤي محمد برغبته في قتل مروان حمود أحمد ولكنه يرحم اولاده استنادا لشهود عيان ، وهذا - بنظر القانون - يعد دليلا كافيا على سبق إصراره على القتل وترصد القتيل قبل أن يرتكب جريمته الأخيرة . وأكد البيان أن والد لؤي قد سلم ولده القاتل عقب ارتكاب الجريمه وذلك لوالد القتيل الشيخ حمود في تأكيد مسبق على قناعته التامة بالمصير الذي يستحقه ولده، وضمن رغبته الجامحة لتجاوز تداعيات الحادثة، حيث رفض مغادرة المكان قبل استلام جثمان لؤي ليدفنها بجوار جثمان نجل الشيخ حمود. وأشار إلى أن حادثة الاقتصاص من القاتل وقعت عصر الجمعة أثناء إنشغال الشيخ حمود بمراسم عزاء نجله، حيث تفاجأ باقتياد القاتل من غرفته التي تم إيقافه فيها ومن ثم إطلاق رصاصة على مؤخرة رأسه أردته قتيلا. وكان ناشطون قد تداولوا على صفحات التواصل صورة للمدعو لؤي تؤكد بأن ما يظهر على ساعده الأيسر عبارة عن وشم لا علاقة له بما تم تداوله عن تعرضه للتعذيب بالحرق والكي بالنار وفقا للصور التي نشرت بهذاالخصوص ، حيث قال الكدهي - أحد دعاة التهدئه - على صفحته بالفيس بك ، أن لؤي كان قد رسم وشما بصورة حرف B على ساعده قبل أسابيع من مقتله ولا علاقة لذلك بما يجري تصويره . من جانب آخر ، أكد وسطاء سبق لهم الكشف عن رغبتهم في تسوية المشكلة وإزالة آثارها وتداعياتها ، بأنهم تلقوا اتصالات من عدد من أقارب لؤي بما فيهم عمه وشقيق والده علي عبده محمد، أبدو من خلالها غضبهم مما حدث وتعاطفهم مع المرحوم مروان الذي قام بقتله، مؤكدين بضرورة الاقتصاص له وعدم اتاحة الفرصة للفتنة أن تتسع ، غير أن هذا الموقف لم يلبث أن يتغير بمجرد وقع حادثة القصاص لتتحول الحادثة إلى مطية لتحقيق مآرب أخرى . يذكر أن عددا من المشائخ كانوا إلى جانب مندوب إدارة أمن الرونة بجوار الشيخ حمود لحظة حادثة القصاص من قاتل نجله . تداعيات الأحداث اشتعلت مواقع التواصل ووسائل الإعلام بصور القتيل لؤي الذي تهشمت جبهته جراء طلقة الرصاص القريبة منه ، وتحولت القضية الى سجال عاطفي تزاحمت فيه الروايات وانسلت منه الشائعات والمزايدات في عملية ممنهجة لتحريف مسار القضية وتحويلها لقضية رأي عام بمعزل عن حيثياتها، حيث امتلات الصفحات بالصورة والروايات الكاذبة التي تتحدث عن تعرض الشاب لأصناف لا حصر لها من العذاب النفسي والجسدي والتمثيل بجثته، كما ازدانت بمقالات عديدة تعرضت للشيخ حمود وأسرته بالتشهير والتشويه والسب والتحريض . وتعمدت بعض الأقلام المغرضة باستخدام المناخ العاطفي لنسف اصول القضية وطمر خلفياتها ضمن توجه يتجاوز دم مروان ويقفز على مواجع أهله وذوية ويستهدف السلم الاجتماعي ، حيث جري طرحها للرأي العام بصورة حكم بات يسقط دم مروان ويقيم حق قاتله وذلك بوصف قتل الأول بالخطأ لتأكيد عمدية الثاني . نجحت تلك الأقلام في تحريف القضية وتغيير مسارها من قضية جنائية إلى قضية اجتماعية قبلية قابلة للإنفجار بين أسرتي الجعاشيش والشراعب والاتساع أكثر ، في عملية استغلال قذرة للقضية وتوظيفها لتغذية الصراع بين شقيق والد القتيل لؤي ورجل الأعمال المقيم في السعودية وبين الشيخ حمود أحمد بغرض تركيعه على خلفية نزاعات سياسية قديمة . جهود للحل عملت المطابخ الاعلامية عبر أدواتها على تجريف القضية وسد منافذ الوساطة والحلول القبلية ، حيث تصاعدت الدعوات الرامية لتفجير الوضع ضمن مخطط لادخال المجتمع والمنطقة في أتون صراع وحرب قبلية لن يحصد منها سوى مزيد من الدمار والدماء. ورغم الجهود الجبارة والمخلصة التي قام بها مشائخ ووجاهات وقيادات اجتماعية عديدة ومنهم الهياجم وكيل محافظة تعز إلى جانب قيادات أخرى ، الا أن تلك الجهود كانت تصطدم على صخرة تصلب شقيق والد لؤي الذي رفض كل محاولات الحل المتعددة بدافع رغبته الخاصة لاستغلال القضية بعيدا عن حقيقتها، حيث دفع شقيقه للتراجع عن اتفاقاته المسبقة التي سلم بموجبها نجله للشيخ حمود للاقتصاص منه . من جانب آخر، تعالت أصوات العقل المحذرة من مغبة دعوات التحريض التي تضمر الشر لأبناء المنطقة وكشفت عن رغبة أصوات التحريض التي لا يهمها دم المرحوم لؤي الا بالقدر الذي يمنحهم شرعية تغذية الصراعات وادارة الفتن بين أبناء المجتمع الواحد . رؤية شرعية وقانونية مصادر قانونية وصفت قيام أولياء دم مروان بالاقتصاص من القاتل بأنه لا يعد جريمة قتل وانما فعل يندرج ضمن الحق الطبيعي في القصاص وإن كان التنفيذ بعيدا عن القضاء إلا أن ذلك يعد افتئاتا على السلطة موجب للعقوبة التعزيرية بمقتضىالقانون وعلق المحامي الشميري على قيام والد القاتل بتسليم ولده لأولياء الدم بأنه إقراره بحدوث القتل وامتثال لحق ولي الدم في القصاص، حيث قال : " استيفاء القصاص حق لولي الدم. وكل حق يقابله واجب يلتزم بادائه من عليه الحق ،، ومن عليه الحق ادى الواجب ومكن صاحب الحق من استيفاء حقه " يستند المحامون الى الآية القرانية ( ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يُسرف في القتل ) للتأكيدعلى حق أولياء الدم في استيفاء القصاص وفقا لمقررات الشريعة الاسلامية ، فدم القاتل مهدر بالنسبة لأولياء دم المجني عليه علة ذلك أن القصاص حق لا واجب ، وللولي أن يقتص بمثل الأداة التي قُتل فيها مؤرثه لقولة تعالي ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ) يستطرد أحد المحامين بالقول "وهذا ما سار عليه المشرع اليمني والذي قرر بأن القصاص حق لورثه المجني عليه بعد مماته, وهو ما نص عليه صراحة بالمادة (50 ) عقوبات والتي جاء جزء من نصها " القصاص حق للمجني عليه في حياته ثم ورثته الشرعيين بعد وفاته ... " وحول إقدام ولي الأمر على تنفيذ القصاص يقول المحامي " وحيث إن الشريعة الإسلامية رتبت على حق ولي الدم بالقصاص ، أنه إذا قتل ولي الدم الجاني المستحق للقتل قصاصاً ، فسواءً قتله قبل الحكم أو بعده وقبل ميعاد التنفيذ ، فلا عقوبة عليه للقتل ، لأنه أتي فعلاً مباحا له، ومارس حقاً قرره له الشارع , وعلة ذلك إن حق ولي الدم في القصاص يتولد بارتكاب جريمة القتل لا من وقت الحكم بالقصاص ، فولي الدم حيث يقتل الجاني قبل الحكم عليه ، إنما يستعمل حقه في القصاص, الذي ثبت له من وقت ارتكاب الجاني جريمة القتل , ولكن في هذه الحالة يعاقب علي تسرعه وممارسته حقه قبل حلول الوقت المناسب , وعلى إفتئاته على السلطات العامة التي جعلت لممارسة حق القصاص وقتاً معيناً" ويضيف " وللسلطات العامة إن تعاقبه على هذا الإفتيات بالعقوبة التعزيرية التي تراها مناسبة , وبالعودة الى موقف المشرع اليمني تبين انه جعل استعمال الحق سبب من أسباب الإباحة التي تهدم الركن الشرعي للجريمة وتخرج الفعل من دائرة التجريم وتعيده الى دائرة الإباحة ,وهو ما نص عليه صراحة بالمادة (26 ) عقوبات والتي جاء نصها " لا جريمة إذا وقع الفعل استعمالاً لحق مقرر بمقتضى القانون أو قياماً بواجب يفرضه القانون أو استعمالاً للسلطة يخولها " استعمال الحق - بنظر رجال القانون - لا يعد جريمة يعاقب عليها المتهم (صاحب الحق)، المخول من بقية الورثة، بالعقوبة المقررة للقتل في نص المادة (234) عقوبات ، لأنه أتى فعلاً مباحاً له ومارس حقاً قرره الشرع والقانون ، ولكن من جهة أخرى ثبت أن المتهم تسرع في ممارسة حقه قبل حلول الوقت المناسب , لأن المتفق عليه في الشريعة الإسلامية أن لولي الدم أن يستوفي القصاص بنفسه في القتل بعد الحكم بالعقوبة وتحديد ميعاد التنفيذ ورتبت على مخالفة ذلك تعزير ولي الدم لافتئاته على السلطات العامة. .....